(خاص)صدى نيوز- الطفلة رهف ذات الأحد عشر ربيعاً أفقدها الاحتلال الإسرائيلي ثلاثة أطراف من جسدها قدميها ويدها اليمنى بصاروخ غادر في العدوان الأخير على قطاع غزة، ولم تفقد الأمل بالحياة وأملها أن تركب أطراف صناعية تستطيع معها العودة لممارسة طبيعتها. 

رهف ترقد على سرير الشفاء داخل قسم الجراحة في مستشفى الأندونيسي في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وحولها خالتها إضافة إلى طفلتين لم تتجاوزا الثمانية أعوام، إضافة إلى ابن خالتها، قبل أن تغادر للعلاج في تركيا.

تحول جسد رهف إلى كومة من القطن بعد أن ضمدها الأطباء عقب بتر أطرافها الثلاثة، التي كان لا مفر منهم لإنقاذ حياتها، إذ حولتها شظايا الصاروخ إلى أشلاء سبقتها إلى الجنة، "رجلي ويدِ سبقوني إلى الجنة".

وعن إصابتها قالت رهف لـ"صدى نيوز": "خرجت من الدار لأنادي أخوي حمود (محمد) أمي جهزت الأكل العشاء، لم أكمل طريقي لأنادي حمود إلا صار انفجار ما صحيت إلا وأنا هنا (في المستشفى) ما عرفت رجلي ويدي قطعت وتفاجأت عندما رأيت حالي بهذا الحال بدون رجلين ولا يد".

وأضافت رهف: "أنا لا أعرف أكتب بيدي الشمال أنا متعودة في اليمين أكتب..كيف أكتب أنا أريد أن أذهب للمدرسة أتعلم، أنا أريد أنا يركبوا لي اطراف أحمل شنطة المدرسة وأتعلم مع صاحباتي وأحب ألعب معهم".

وجهت رهف صرخة استغاثة عبر "صدى نيوز" لعلاجها وتركيب أطراف لها، من قبل أي رئيس عربي أو مسلم، لتكمل مشوار حياتها المحفوف بالصعاب بعد الآن، "أناشد الرئيس عبد المجيد تبون(الرئيس الجزائري) يعالجني وأركب أطراف أنا أحب الجزائر أحب تركيا أحب مصر والأردن والسعودية والكويت وقطر وكل الدول العربية والإسلامية...يساعدوني أقدر أمشي وأكتب في المدرسة".

رهف ضوء الكهرباء يؤثر على عيناها بسبب شظايا الصاروخ الإسرائيلي الباقية في جسدها بأكمله، "أنا لمن أكبر سأعمل ممكن ممرضة أو معلمة أو أرسم رسم". 

وأصيبت رهف واستشهد معها خمسة أطفال أربعة منهم من عائلة نجم والخامس من عائلة أبو كرش بصاروخ استهدفه بشكل مباشر في مقبرة الفالوجي بجباليا شمال القطاع.

واعترفت دولة الاحتلال الإسرائيلي أنها أطلقت الصاروخ الذي أودى بحياة الأطفال وإصابة آخرين بينهم الطفلة رهف، التي فقدت ثلاثة أطراف رجليها ويدها اليمنى وجروح مختلفة في كافة أنحاء الجسد.

تتصبب رهف عرقاً وهي ترقد على السرير في المستشفى، بسبب عدم وجود مكيف هواء وإنقطاع التيار الكهربائي بين الفينة والأخر، في ظل حرارة الصيف المرتفعة والرطوبة العالي في غزة.

والدة رهف الأم منال سلمان، قالت لـ"صدى نيوز": إن رهف مصدومة وبحالة صعبة وكارثية تتصبب عرق وعيناه يؤلماها لا تستطيع فتح عيناها بالضوء يؤثر عليها بها شظايا.

لم أتوقع أن نقصف وكنت اعتقد أننا في مكان آمن بجباليا، لكن للأسف لا مكان آمن في غزة كله معرض للقصف في أي لحظة من قبل الاحتلال الذي لا يميز بين المواطنين أطفالاً نساءً شيوخاً مدنيين.تضيف منال.

وتابعت منال، أطفالنا بحاجة إلى اللعب واللهو في مناطق آمنة، على العالم وضع حد لممارسات الاحتلال الإجرامية بحق الطفولة، متسائلة"كيف ستمارس رهف حياتها وهي في عمر الزهور بداية عرها كيف تتعالج وتتعلم وتكمل مشوار حياتها كصديقاتها وأقرانها؟؟!".

رهف دُفنت أطرافها الثلاثة يدها اليمني وقدماها ولم تخرج من العدوان إلا بيدها اليسرى الناجية من كل هذا الإجرام الإسرائيلي، الذي حرمها حياة الطفولة وأقعدها جليسة دون أطراف

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أبدى موافقة تركيا على استقبال الطفلة رهف وعائلتها، حيث غادرت صباح الأربعاء، ويرافقها في رحلة العلاج شقيقها المصاب محمد ووالديها عبر معبر رفح البري الحدودي جنوب القطاع إلى تركيا.

وشن جيش الاحتلال الإسرائيلي عدواناً غادراً على غزة يوم الجمعة الخامس من آب/أغسطس الجاري، راح ضحيته 49شهيداً بينهم 17 طفلاً وست سيدات، وأصيب 360مواطناً بجروح متفاوتة غالبيتهم من الأطفال والنساء، ودمرت عشرات المنازل والشقق السكنية والممتلكات العامة والخاصة والبنية التحتية في مختلف مناطق قطاع غزة.