حرب السيطرة بين الرجل والمرأة
صحة

حرب السيطرة بين الرجل والمرأة


رام الله - صدى نيوز - تؤمن كل امرأة بأنها خُلِقَت أميرةً في منزل أبيها، لتعيش ملكةً في مملكتها الخاصة يومًا ما، وتتفق جميع النساء في هذا الحلم، وينتظرنه بخيالات وخُطط ينسجها خيالهن حول تلك المملكة الموعودة، وما ستكون عليه، وتبدأ التنفيذ الفعلي بمجرد استلامها عرش السلطة في منزل الزوجية.. إلا أن بعض الفتيات قد يُصدمن بزوج لديه حلمه أيضًا بأن يكون «سي السيد»، والآمر الناهي وصاحب السُّلطة الأقوى، هذه مواجهة أزليّة بين آدم وحواء، كلٌّ في سبيل إثبات الوجود.

وحول هذه القضية، وأنواع السُّلطة في المنازل، تقول الناشطة الاجتماعية أسماء عمر أبو غالب، لـ«سيدتي. نت»: «ليس هناك أي قاعدة يمكننا تعميمها في ذلك، فكما أرى حولي هناك أزواج ليس لديهم أي تدخُّل في المنزل أو تربية الأولاد، مما ينعكس سلبًا على حياتهم الزوجية ونظرة أبنائهم لهم، وهذا ينتج عن تربية الرجل منذ نشأته في جوٍّ من عدم تحمل المسؤولية، وعصمته من الخطأ كونه رجلاً، وهناك نوع ثانٍ من الأزواج يتدخل في كل الأمور المنزلية التي من حق المرأة اتخاذ القرار بشأنها، وذلك لأنه تعود على السيطرة والتحكم الذي يُشبِع رجولته، وهذا أيضًا نوع من الرجال يحاول دائمًا إخفاء جوانبَ من النقص والضعف في شخصيته، بادعائه السيطرة، ولا شكَّ أن المجتمع مليء بهاتين الفئتين، وتظهر مؤخرًا الفئة الغريبة التي بدأت مع تغيُّر العادات والتقاليد، وهي أن تفرض المرأة سيطرتها وتكون هي صاحبة القرار في جميع المواقف الخاصة بتربية الأطفال وسلوكهم، وأمور المنزل كاملة، متحديةً جميع الصعوبات والعقبات لتتقمَّص شخصية مسيطرة حتى على قرارات الرجل الشخصية، وتفاديًا للمشاكل يخضع الرجل لهذه المتطلبات وهذا الوضع».

وتضيف: «أجد أن القِلّة في المجتمع السعودي هي التي تعترف بتبادل المهام واحترام الرأي الآخر، وإعطاء مساحة للشريك، الرجل أو المرأة، لإبداء الرأي والتفاهم، والتمتع بعلاقة مُتزنة بين الطرفين، مبنية على الاحترام وتبادل المهام، فمتى وُجِدَ التفاهم والاحترام وُجِدَ الاتزان، فالعلاقة الزوجية لم تُخلَق لفرض السيطرة من أحد الطرفين على الآخر، بل هدفها التكامل والمودة، وجعل الله القوامة للرجل؛ لأنه الأقدر عليها، من حيث توفير المستلزمات التي تحتاجها المرأة والمنزل، ومساندتها في التربية وإدارة شئون الحياة حين يتعذر عليها أمر ما، وهذه في رأيي معطيات العلاقة السويَّة، أما النماذج الأولى فهي ما يسود مجتمعنا ونحتاج لإعادة النظر في أسلوب التربية وبناء شخصية أطفال اليوم، رجال ونساء الغد».