ما هي أبرز ثلاثة أسباب للخلاف بين الشريكين؟
صحة

ما هي أبرز ثلاثة أسباب للخلاف بين الشريكين؟

رام الله - صدى نيوز - هل تعاني من انهيار جسور التواصل مع شريك حياتك؟ إذا كان الأمر كذلك، فهذا لا يعني أنك وحدك. ففي المجمل لا يتمكن سوى 2 بالمائة فقط من العلاقات من الصمود حتى النهاية والتمتع بتلك الحياة التي يتصورها كل ثنائي، إذا ما أصرا على التمسك ببعضهما.

تعتبر العلاقات البشرية معقدة نوعا ما ولكن لماذا؟ تكمن الإجابة عن هذا السؤال في أننا كائنات حية تعيش وتكتسب الوعي والفهم والمهارة للحصول على حقوقها فقط. وفيما يلي، نقدم لكم الأسباب الثلاثة الأكثر قوة التي تحول بصمت وبسرعة الحديث بين الشريكين إلى جدال:

 

1-     توقع  الأسوأ دائما

يضع كل من الرجال والنساء افتراضات متكررة تتعلق باتصالاتهم اليومية ببعضهم. فعلى سبيل المثال؛ تتساءل الكثير من النساء قائلات: لماذا لم يرد على رسالتي!؟ إذا فهو ليس مهتما بي! إن الرجال دائما يخذلوننا. في المقابل، يمكن أن تقول امرأة أخرى: “كان صديقي السابق على حق عندما قال إنني لست جذابة!”… في الحقيقة، تجول في مخيلة المرأة كل هذه التهيئات لمجرد أن حبيبها لم يرسل لها رسالة ذاك الصباح.

وهذا يوضح كيف يمكننا أن نضع افتراضات تستند إلى مدى جاذبيتنا وكم نعتقد أننا محبوبون. في هذه الحالة، يدفع شريكها الجديد ثمن شيء قاله لها شريكها السابق خلال جدال دار بينهما، ولأنه لم يتواصل معها اعتقدت أنه ينظر إليها كما كان يراها شريكها السابق، أي يعتقد أنها غير جميلة.

 

في الواقع، ينبغي أن يمر كل ما يقوله شريكك أو يفعله عبر نظام التصفية الداخلي الخاص بك. وبعد ذلك، يجب أن تقوم بوضع افتراضات مختلفة لتفهم معنى ما قاله أو ما فعله، وذلك وفقا لتوقعاتك ومعتقداتك. ومع ذلك، يمكن لافتراضاتك أن تتراوح بين الخطئ والصواب، إلا إذا كان سلوك شريكك وكلماته واضحة تماما ولا تحتمل التأويل. خلافا للمتوقع، يتمثل السبب الحقيقي لعدم رد شريكك عن الرسالة النصية في أنه كان في اجتماع غير متوقع مع العميل استغرق اليوم كله، وبالمناسبة هي لا تدري أن شريكها يعتقد أنها أجمل امرأة عرفها في حياته.

من جانب آخر، إذا كانت طريقة معاملته لها تستند على توقعاتها ومعتقداتها، فإن نظرته لها سوف تتغير بسرعة كبيرة. فالكثير من النساء تجهلن أن وضع افتراضات يشبه كثيرا المقامرة، فإذا لم تطلب المرأة من شريك حياتها توضيحات عن مواضع معينة فلن تعلم ما السبب الذي جعله لا يتواصل معها طيلة اليوم.

كنتيجة لذلك، سوف تلاحظ شيئا واحدا، كلما كان مستوى تقديرك لذاتك متدنيا كانت افتراضاتك أكثر سلبية عن معنى سلوك الآخرين. وكلما شعرت بثقة أكثر في نفسك، كان شريكك أكثر إيجابية معك. لذا، ينبغي أن تأخذ بعين الاعتبار أن مراقبة الافتراضات التي تتصورينها سوف يساعدك على تقييم حالتك النفسية.

عند وضع أي افتراض، سواء كان جيدا أو سيئا، فإن ذلك التصور سينعكس على طريقة تعاملك مع شريك حياتك، كما لو كان ما تظنينه صحيحا على أية حال، لأننا نشعر أن افتراضاتنا صحيحة في الواقع.وبناء على ذلك لسائل أن يسأل، لماذا من المهم مراقبة الافتراضات التي نتصورها؟ حسنا، عند الاستمرار في تقديم افتراضات سلبية، فإن مستوى شعور شريكك بالراحة وهو معك وفرصه في البقاء إلى جانبك سوف تصبح ضئيلة إلى حد كبير، لأنه  بالنسبة له سيصبح من الصعب عليه أن يضطر في كل مرة إلى إقناعك بأنه لا يفعل ما تظنينه.

مما لا شك فيه، ستكون لهذه الافتراضات السلبية آثار جانبية مدمرة على علاقتك بشريكك. فعندما تختارين تأويل أمر ما بغض النظر عن مدى صحة ما تفكرين به ودون أن توضحي وجهة نظرك للشريك وتدافع عن ذلك الموقف، فإن الاستياء سيبدأ بالظهور. وبمرور الوقت سيكون ذلك كفيلا ببناء جدار ضخم من الازدراء بينكما، لن يتمكن الطرف الآخر من تخطيه أو اختراقه. كما سيخلق الاستياء تحولا في حجم طاقتك فضلا عن أنه سوف يؤثر في حجم تواصلكما.

من المؤسف، أن يكون سبب الألم الذي يشعر به الشريك ناتجا عن كم الأفكار والتأويلات الخاطئة. عندئذ حاول فقط أن تعيد التفكير مرة أخرى في الوقت الذي أساء فيه شخص ما الظن فيك، ومدى بالارتياح الذي شعرت به عندما أدركت أنك كنت قادرة على توضيح الحقيقة ووضع الأمور في مسارها الصحيح. وإذا لم يخبروك بما كانوا يفترضون عنك، فلن يكون بإمكانك معرفة ذلك أبدا ولن يكون بإمكانك القيام بشيء حيال ذلك.

كيف يمكنك البدء في تغيير وسائل التواصل مع الشريك على الفور؟

حسنا، في البداية، افترض دائما أن شريك حياتك لا يتعمد أن يفعل أو يقول شيئا يؤذيك لا سيما إذا ما لم تكونا بصدد الجدال. فضلا عن ذلك، لا تفترض أنه يخطط لإيذائك إلا إذا كان حديثه واضحا وضوح الشمس. في المقابل، يجب أن تأخذ بعين الاعتبار أن تصرفات شريكك تعكس ما يفكر فيه وتعبر عنه بصوت أعلى من الكلمات. وإذا كانت أفعاله لا تنم عن حب وليست جديرة بالثقة، فعندها ينبغي أن تسألي نفسك، “هل لذلك علاقة بطريقة تقييمي لتصرفاته، وهو ما يمكن أن يتسبب في تدمير علاقتنا؟ هل يجب أن أتبع حدسي وما يحاول إخباري به

إذا ما حز شيء ما في نفسك وجرح عواطفك، فينبغي عليك أن تخبريه بذلك فمن الممكن أن تكون قد فسرت شيئا بشكل خاطئ. قم بذلك فورا بمحبة ودون اتهام، لأنه في اللحظة التي يصبح فيها خطابك مبنيا على الاتهام، سيحاول الطرف الآخر على الأرجح الدفاع عن نفسه تلقائيا كرد فعل.

بالإضافة إلى ذلك، تذكر دائما أن طريقة تواصلك مع شريك حياتك سوف تنعكس على تصرفاته معه عند تواجدكما معا. لذلك، حاول أن تسأل شريك حياتك بحب ومن المحتمل أن يجيبك بحب في المقابل. إليك هذه النصيحة، إذا كنت تشعر بالغضب الشديد، لا تحاول أن تتكلم إلى أن تهدئ من روعك لأن غضبك سوف يظهر بغض النظر عن محاولات إخفائك لذلك.

ومع مرور الوقت، ستتمكنان من حل المشكلة التي تواجهانها بسرعة ولن يكون هناك أي مجال لظهور الاستياء بينكما. تبعا لذلك، ستستمر العلاقة بينكما نظرا لوجود تواصل واضح ومفتوح، فالثقة تعتبر من أساسيات بناء أي علاقة، والشرط الذي يكفل عدم اندثارها. وفي نهاية المطاف، تذكر دائما أن العلاقات غالبا ما تتأسس على مبدأ القدرة على التواصل.

 

2-     تراجع الشعور بالثقة في النفس:

لماذا من المهم جدا أن تحب نفسك خلال العلاقة؟

هناك قول مأثور “ليس بإمكان أحد أن يحبك أكثر مما تحب نفسك”. بإمكانهم المحاولة، ولكنك سوف تكون قابلا للحب بقدر المكانة التي تعتقد أنك تستحق أن تكون فيها.

في الحقيقة، إن كمية الحب التي بإمكانك أن تشعر بها عندما تنظر إلى نفسك في المرآة تعادل معدل الحب الذي ستتقبله من شريك حياتك. وأي شيء غير ذلك، سوف يجعلك تتساءل أو ترفض العلاقة مما يجبر الطرف الآخر على العمل بجد لكي يتمكن من إقناعك أنك تستحق المحبة حقا. فإذا لم يكن بإمكانك أن تحب نفسك، كيف تعتقد أنه يمكنه أن يحبك؟

خلافا للاعتقاد الشائع، أن تحب نفسك لا يعني أنك أناني بل هي الطريقة الأكثر موضوعية للتواجد في العلاقة. فعندما تحب ما أنت عليه، يصبح من السهل أن تكون محبوبا لأن ذلك لا يخلق عبئا لدى شريك حياتك الذي يجد نفسه مجبرا على ملء ذلك الفراغ داخلك، بما أنك غير قادر على توفيره لنفسك.

بالإضافة إلى ذلك، إذا ما كانت مسألة إشعارك بالسعادة بين يدي شريك حياتك فإنه سوف يحبطك حتما لأن الرجال بدورهم يحاولون توفير السعادة لأنفسهم. علاوة على ذلك، إذا ما كان الحب والسعادة اللذين أنت بصدد تجربتهما قد باتا رهن العديد من الظروف الخارجية، إذن من المرجح أنك سوف تضغط على شريك حياتك الذي هو بأمس الحاجة إليك ما سيخلق نوعا من الخوف بينكما.

إذا ماذا يمكنك أن تفعل الآن لتحب نفسك؟

أولا، تواصل مع كل ما هو رائع داخلك وضع قائمة بجميع الأشياء العظيمة التي تأخذها معك في العلاقة. بالإضافة إلى ذلك، اخلق بعض الإقرارات المتينة لتتأكد من تركيز عقلك على الجوانب الإيجابية في شخصيتك، لأن هذا ما يجعلنا نشعر بالإثارة، فعندما نكون مثيرين سوف نسعى إلى مغازلة شريكنا واستدراجه نحونا. وعلى النقيض،عندما نشعر بالإحباط سنميل إلى التركيز على ما لا نحبه في أنفسنا وهذا بدوره يمكن أن يستنزف ويقلص من رغبة الشريك في التواجد معنا. وبالطبع، يمكن اتخاذ إجراءات أعمق بكثير، وفي هذه المرحلة يمثل الوعي الذاتي واتخاذ بعض الخطوات الصغيرة بداية رائعة.

 

3- شخصيات مختلفة مقابل أجناس مختلفة:

أنت تعرف أنكما تحبان بعضكما البعض ولكنك لا تعرف كيف تكونان معا دون أن تتشاجرا. في الواقع، كل علاقة هي كائن حي قائم بذاته، فهي تتكون من شخصيتين مختلفتين.

في دراستنا للأنا وأنواعها (الإنية)، اكتشفنا أن معظم الناس يختارون الأصدقاء المماثلين لهم، في المقابل يحبذ العشاق الأشخاص الذين يختلفون عنهم حقا.

لهذا السبب، يواجه العديد من الأشخاص تحديات في علاقتهم الحميمة على عكس ما يجدونه في صداقاتهم. في هذه الحالة، يمكننا أن نقول ما هو أبعد من ذلك، بأنه يمكننا أن نرغب في اختيار الأشخاص الذين نعرف أنهم سوف يتناسبون معنا ونتعلم الرقص سويا في انسجام وحب كشخصين فريدين من نوعهما. ويتطلب هذا أن تتفهم تصوراتك ورؤيتك للعالم جنبا إلى جنب مع ممارسة فن التعامل مع بعضنا البعض بشكل جميل. وهذا هو السبب الذي يجعل العلاقات الحميمة تصبح مثل الأرض الخصبة الجاهزة للازدهار.

خلافا لذلك، ما الذي يمكن أن يحدث إذا لم نتمكن من فهم شخصيات بعضنا البعض؟ في الواقع، دون هذه المعرفة الأساسية، “سيظهر سيناريو” أنت مخطئ ” أنا على حق!” ولا مفر من أن يكون صاحب الشخصية الأقوى هو الفائز. في حين أن الفرد الألطف يدخل في تجربة حلقات من الشك الذاتي وهو ما يؤدي بصفة حتمية إلى تغييرات أساسية في سلوكه. نتيجة لذلك، يمكن أن يسقط الفرد في سوء تقدير ذاته، وكل ذلك له تأثير عميق على أي علاقة. بدلا من ذلك، حاول أن تجد طريقة تمكنكما من فهم بعضكما البعض على المستوى الذي يسمح لكليكما بإبراز أفضل ما فيه. وهذا هو السبب في أن بعض العلاقات بين الناس تزدهر، بينما تذبل أخرى وتندثر بصمت.

نحن نؤمن حقا أن “النجاح” الذي تريد تحقيقه وأنت في خضم العلاقة مكن بالنسبة للغالبية العظمى من الأزواج الذين يختارون أن يكونوا معا حتى لو كانوا غير متأكدين تماما من كيفية تحقيق ذلك، فالعنصر الرئيسي في العلاقة هو رغبتكما في البقاء معا. ويمكننا أن نعلمك كيف تفعلان ذلك، فلقد نجحنا كثنائي في ذلك، وساعدنا العديد من الأزواج الآخرين.

توجد درجة ثانية من الاختلافات أيضا، التي تشمل عقول الإناث والذكور! فالرجال والنساء يفكرون، ويشعرون ويتواصلون بشكل مختلف جدا عن بعضهم البعض. فإذا كنت تتوقع من شريكك الذكر أن يفهم ويقرأ العواطف بنفس الطريقة التي تقوم بها صديقاتك الإناث، فمن المرجح أنك سوف تبقين في انتظار ذلك لفترة طويلة!

بشكل عام، يتعامل الرجال أكثر بمنطق “الدماغ الأيسر”، في حين أن النساء تلجأن أكثر إلى العاطفة والحنان الموجودين في “الدماغ الأيمن”، حيث تنبع اتصالاتنا من أجزاء الدماغ التي نفضل استخدامها. كما تتصل ميول أدمغتنا بنوعية شخصيتنا أيضا. فعادة ما يفضل الرجال التركيز على شيء واحد في وقت واحد، في حين أن النساء تجدن أنه من الأسهل تعديد مهامهن.

فضلا عن ذلك، يميل الرجال إلى بناء الشعور بالنجاح حول الأهداف التي يطمحون إلى تحقيقها من العمل، في حين أن النساء بشكل عام تؤسسن نجاحهن وإنجازاتهن على جودة علاقاتهن مع جميع الناس في حياتهن –  على غرار أطفالهن وأسرهن وشركائهن وأصدقائهن وزملائهن.

بالإضافة إلى ذلك، تحتاج النساء إلى التحدث للحد من الإجهاد، بينما يرغب الرجال في تمضية معظم الوقت منعزلين. وعندما تخبرهم النساء عن مشاكلهن، سوف تقوم غريزتهم الطبيعية بتقديم حل إليك. وهذا غالبا ما يدفع النساء إلى الجنون لأنهن يفترضن أن الرجل يفكر أنهن غير قادرات على إيجاد حل بأنفسهن.

في الواقع، كل ما يريد قوله إليك هو أنه مهتم بك. ببساطة إذا قالت امرأة لرجل أنها تريد منه أن يستمع إليها لا أن يقدم حلا جاهزا لها، سوف يقوم بنداء إلى عقله المنطقي الذي سيمنحه الفرصة لتقبل الحديث…ما سيؤدي  إلى تقليل النقاشات بينهما وتقلص الشعور بالإحباط والخذلان بينهما.

من هذا المنطلق، لماذا من المهم جدا فهم هذه الاختلافات؟ حسنا، عندما لا تعرف كيف تتحدث إلى شريكك، أو تستمع إليه حسب معياره الخاص لفهم العالم، تشعر المرأة بأنها غير مسموعة، في حين يحتفظ الرجل بانزوائه لأنه لا يعرف كيف يتصرف. وهو ما يجعل المرأة تتكلم بصوت عال لتشعر بأنها مسموعة، وهذا ما يجعله ينسحب لفترة أطول… فيتحول التواصل إلى نقاشات ويخلق نوعا من الاستياء بينهما، وتصبح علاقتهما محبطة.