"الزواج" نصيب أم اختيار؟
منوعات

"الزواج" نصيب أم اختيار؟

رام الله - صدى نيوز - قرارات كثيرة تمر بحياة الانسان، تجعله يقف وقفة طويلة قبل أن يقول نعم أو لا مثلاً أو يسلك طريقاً معيناُ! لكن الجدلية التي تبقى دائما محور القرارات هي الحيرة ما بين النصيب والاختيار فهل نحن مخيرين أم مجبرين على أمور حياتنا.

الاستاذ معن ضمرة مشرف التربية الاسلامية في تربية طولكرم وضّح أن القضاء والقدر من القضايا الجدلية في حياتنا فالقضاء هو حكم الله النافذ في الاشياء وحسب علمه ومصدره ولا يمكن رده بأي حال من الأحوال، بينما القدر هو علم الله المسبق بالاشياء قبل حدوثها فعلم الله شاسع واسع لا حدود له حتى قيل فيه "الله يعلم ما كان وما يكون وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون".

الاجبار والاختيار

علم الله الواسع الكبير لا يجبر الناس على السلوك والاختيار فإذا كان الشخص يسير في اتجاه سيء أو صحيح فهو من اختياره وليس مجبر عليه. حيث بيّن ضمرة بمثال أن هناك معلم يدرس الطلاب لمدة عامين ويعرف درجاتهم ومستواهم العلمي فلو طرحنا عليه سؤال ماذا تتوقع نتيجة امتحانهم النهائية سيكون قادر على الاجابة لكن الطلاب نفسهم هم من يحددون هل سينجحون أم يرسبون بناءً على قرارهم بالدراسة جيداً أم الانشغال وعدم الاهتمام بالامتحان. ولله المثل الاعلى فالله وضع الاختيار من أجل الحساب والعقاب.

ارادية وغير ارادية

هناك أمور بحياتنا تعتبر غير ارادية كمولد الانسان وموته ومرضه الذي يصيبه ولون بشرته وغيرها فكل هذه الامور لم يخير بها الانسان.

بينما الاكل والشرب والسكن والزواج أمور ارادية، كل شخص يختار ما يريد ولا يُجبر أبداً على أي أمر يتعلق بهذه الاشياء.

الزواج اذا اختيار وليس نصيب

وضّح ضمرة أن الزواج اختيار وارادة وليس نصيب، لأن كل شخص ما قبل عقد الزواج يختار ويقرر شريك حياته وبالتالي هو اختيار أما ما بعد الزواج فيصبح الموضوع نصيب.

الزواج حرية واختيار بناء على معطيات حددها الدين الاسلامي فلا يجوز للانسان أن يقول أنه أجبر على الطريق فالحديث الشريف يقول:" إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه.." صدق رسول الله، فحسن الاختيار الخلق والدين والثقافة والعلم والتوافق بين البيئتين والتناسب العمري والاقتصادي والاجتماعي والعلمي.

فمن تزوج فتاة غير لائقة يتحمل المسؤولية ويحاسب على اختيار واذا الفتاة اختارت شاباً سكيراً وكاذباً وفيه من الصفات السيئة الكثير تتحمل نتيجة اختيارها ولا يجوز أن تقول إنه النصيب. أما بعد وقوع الزواج وحدوثه وأصبحت هناك بعض التغييرات التي لم تكن ظاهرة هنا نستطيع القول بأنه النصيب والقسمة.

كيف يستقبل الانسان قدره؟

أسلوبان يستطيع الانسان أن يواجه قدره ويستقبله، الأول في حال كان القدر مصيبة أو مشكلة فعلى الانسان أن يتحلى بالصبر وتسليم الامر لله تعالي، أما اذا كان القدر سعادة وفرح فالشكر والحمد لله تعالى هي الطريقة الثانية لاستقبال القدر. وبالحالتين على الانسان أن يسلم كل أموره لله وحده.