اليهود الامريكيون لم يعودوا في جيب نتنياهو
أهم الأخبار

اليهود الامريكيون لم يعودوا في جيب نتنياهو

رام الله - صدى نيوز-  كان السناتور اليهودي "بن كاردن"، النائب عن ولاية ميريلاند، أحد أربعة أعضاء ديمقراطيين في مجلس الشيوخ، ممن عارضوا الاتفاق النووي الذي وقعته القوى الدولية مع إيران في العام 2015. وفي العام 2012، وجه كاردن رسالة مشتركة، مع السناتور الجمهوري سوزان كولينز، دعيا فيها الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الى عدم تقديم أي دعم مالي الى حكومة الوحدة الفلسطينية.

اما السيناتور بيرني ساندرز، عضو مجلس الشيوخ، اليهودي، عن فيرمونت، فكان أحد المؤيدين للاتفاق النووي. ومن الجدير بالذكر ان ساندرز كان أحد أعضاء مجلس الشيوخ الثمانية الذين قرروا مقاطعة خطاب رئيس وزراء إسرائيل، نتنياهو، امام الكونغرس الأمريكي، الذي القاه  هناك، قبيل انتخابات الكنيست في العام 2015.

وفي العادة، يدلي كل من "كاردن" و "ساندرز" بأحاديث وتصريحات ذات طابع مختلف، وأحيانا متناقضة، عن الأعضاء الديمقراطيين الاخرين، فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ومع ذلك، ليس من قبيل الصدفة ان كلاهما، جنبا إلى جنب مع أعضاء آخرين في الكونغرس، قد حضروا المؤتمر السنوي العاشر ل "جيه ستريت"، الذي أقيم في واشنطن مؤخرا.

وخلال العقد المنصرم، أصبحت "جيه ستريت"، مجموعة المناصرة الليبرالية، بمثابة "الأخت الصغيرة" لمنظمة "ايباك"، الكبيرة والقوية. كما حاولت "جيه ستريت" عدة مرات تحدي العرف والعادة التي جرت عليها العلاقات مع إسرائيل، والتي لم تتزعزع طيلة سنوات، حيث اعتاد الجميع على موالاة إسرائيل، مهما كانت خطواتها، ودون أي انتقاد.

ومؤخرا، قدم "جيه ستريت" طرحا جديدا ضمن الخطاب اليهودي الأمريكي، يتضمن نوعا جديدا من الدعم والموالاة لإسرائيل، حيث بدأ يرى أن مهمته الرئيسية هي الدفع باتجاه حل "دولتين لشعبين"، كخطوة ضرورية نحو تحصين دولة يهودية وديمقراطية، كأهم مصلحة لإسرائيل، وفق رؤ "جيه ستريت" للعالم من حولها، حتى لو تعارض ذلك مع وجهة نظر الحكومة الإسرائيلية نفسها.

وبعد (10) سنوات على تأسيس "جيه ستريت"، قررت "ايباك" أن تعلن عن دعمها لحل الدولتين بشكل علني، وذلك في مؤتمرها الأخير، عبر القول "يجب علينا جميعا ان نكرس العمل نحو حل يفضي الى: دولتين لشعبين. واحدة يهودية ذات حدود آمنة يمكنها الدفاع عنها، ودولة فلسطينية لها علمها ومستقبلها الخاص".

ولم يتوانى اليمين الإسرائيلي، من صب جام غضبه على "ايباك"، حيث هاجمها معتبرا طرحها الجديد بمثابة انتهاك للعرف الدائم، والدعم الثابت لإسرائيل، والذي جرت عليه العادة خلال سنوات طويلة. وفي رد فعل إسرائيل، يقوم اليمين الإسرائيلي بكل ما في وسعه لإحباط توجه "ايباك" نحو هذا الحل.

ويبدو ان التقاء خطابي السناتور كاردين، والسيناتور ساندرز، في مؤتمر "جيه ستريت"، بالإضافة الى قرار "ايباك"، التوجه نحو حل الدولتين، يؤشر على حدوث صدع في دعم القيادة اليهودية الأمريكية لسياسة الحكومة الإسرائيلية. بالإضافة إلى ذلك، يبدو انه كلما احتفل نتنياهو وحكومته بإدارة ترمب-التي هي ربما الإدارة الأقل شعبية بين يهود الولايات المتحدة-يستمر هذا الشرخ بالاتساع.

ومن المهم الإشارة الى أن القيادة اليهودية، بما فيها الجزء الأكثر محافظة، والذي يشمل قادة "ايباك" وأعضاء مجلس الشيوخ المحافظين، مثل "بن كاردن"، لا تهمل الأصوات التي تصدر عن الجمهور اليهودي في الولايات المتحدة، والتي تعبر عن عدم رضاها عن الجمود في عملية السلام وسلوك حكومة نتنياهو حيال ذلك.

ومن المؤكد أن دعم الجانب اليميني من الخريطة السياسية الأمريكية لإسرائيل بلغ ذروته تاريخيا. الا ان نسبة اليهود الأمريكيين الذين يميلون نحو الحزب الجمهوري تبلغ (30%). وبالتالي، لا تستطيع إسرائيل تحمل خسارة هذه النسبة، التي لا تشمل يهود اميركا فقط، وانما القيادة السياسية الامريكية أيضا.

وعلى الحكومة الإسرائيلية عدم دفن رأسها في الرمال، حيث يتوجب عليها أن تفهم أن يهود الولايات المتحدة، وقيادتها، الذين كان دعمهم لإسرائيل من المُسَلّمات الدائمة، لا يمكنهم الاستمرار بالدعم اللامحدود إذا واصلت إسرائيل رفضها للمفاوضات.

وطن -  ترجمة : ناصر العيسة، عن: موقع "واي نت" بالإنجليزية