صدى نيوز -  قال مسؤولون في إدارة السجون بولاية كاليفورنيا الأمريكية إن لجنة للإفراج المشروط قررت الإفراج عن سرحان سرحان، اللاجئ الفلسطيني الذي أدين بقتل مرشح الرئاسة الأمريكية روبرت إف كنيدي عام 1968.

ويُرفع بعد ذلك قرار الإفراج عن سرحان (77 عاما) إلى الفريق القانوني للجنة الذي لديه 120 يوما للبت فيه. ويمنح القانون حاكم الولاية بعد ذلك 30 يوما للسماح بتنفيذه أو إلغاءه.

ويقضي سرحان الفلسطيني المولد عقوبة السجن مدى الحياة بعد إدانته بقتل كنيدي (42 عاما) بالرصاص في فندق أمباسادور بمدينة لوس أنجليس يوم الخامس من يونيو/ حزيران عام 1968. وأصيب السناتور كنيدي، وهو وزير سابق للعدل، بالرصاص بعد دقائق من إلقائه خطاب النصر عقب فوزه بالانتخابات التمهيدية في الولاية وتوفي في اليوم التالي.

وقال سرحان إنه لا يتذكر حادث القتل رغم أن قال أيضا إنه أطلق الرصاص على كنيدي لغضبه من دعمه لإسرائيل.

وذكرت صحيفة لوس أنجليس تايمز أن فردين من أسرة السناتور القتيل، أحدهما نجله روبرت إف كنيدي جونيور، أرسلا للجنة الإفراج المشروط دعما للإفراج عن سرحان.

فمن هو سرحان سرحان؟
ولد سرحان بشارة سرحان لعائلة فلسطينية مسيحية في القدس عام 1944 وفي السنوات الأولى من عمره شهد أحداث حرب 1948 .

وتقول والدته ماري إن نجلها شاهد رجلا يتحول إلى أشلاء جراء انفجار قنبلة خلال هجوم في حيهم في طفولته وظل هذا المشهد يطارده.

وعندما كان سرحان في الثانية عشر من عمره هاجر إلى الولايات المتحدة بتأشيرة خاصة كانت تمنح للاجئين الفلسطينيين فانتقلت عائلته إلى نيويورك حيث استقرت لفترة وجيزة، ثم توجهت إلى ولاية كاليفورنيا التي واصل فيها تعليمه.

ولم يستقر سرحان في عمل واحد أبدا، بل مارس العديد من الأعمال البسيطة كالبيع في المتاجر الكبرى أو العمل بمضمار سباق حيث كان يتمنى أن يصبح فارسا وهو ما لم يتحقق أبدا.

وفي 5 يونيو/حزيران عام 1968 وبعد أن ألقى كينيدي خطاب فوزه في كاليفورنيا والذي تحدث فيه عن حربه ضد الفقر والجوع في أمريكا والسلام في فيتنام أطلق النار عليه في مطبخ الفندق الذي كان يقيم به وكان في الثانية والأربعين من عمره.

وكان بعض العاملين في الفندق قد شاهد سرحان، الذي كان في الرابعة والعشرين من عمره، قرب المصعد أمام المطبخ وهو المسار الذي كان سيسلكه كينيدي. كما شهد أحدهم أنه شاهده في الفندق قبل الحادث بيومين.

وبحسب شهادات وردت في المحاكمة فإنه في الثالث من يونيو/حزيران عام 1968 أيضا قام سرحان سرحان بشراء مسدس من أحد متاجر السلاح، كما شوهد وهو يتدرب على استخدامه في نادي سان غابراييل فالي للسلاح في نفس اليوم.

ووفقا للشهود فإن كينيدي كان يصافح العاملين في الفندق، عندما اقترب منه سرحان مبتسما ليصيح "كينيدي يا ابن الزانية" ويبدأ في إطلاق النار.

وأصيب كينيدي بثلاث رصاصات الأولى في إبطه، والثانية في ظهره، والثالثة في رأسه من الخلف وراء أذنه اليمنى فسقط على الأرض وهو ينزف.

وصرخ سرحان: "دعوني أوضح، بوسعي التوضيح، لقد فعلت ذلك من أجل بلدي، فأنا أحب بلدي."

وقبل انتزاع المسدس من يده كان خمسة آخرون قد أصيبوا في الحادث.

بعد الحادث عثر المحققون على مذكرة بخط يد سرحان في شقته والتي كشفت عن تصاعد غضبه ضد من وصفهم بالصهاينة وقد ورد اسم كينيدي بينهم، بل وحدد الخامس من يونيو يوما لقتله، وهو اليوم الذي شهد قبل عام من الحادث بداية حرب عام 1967 بين إسرائيل من جانب ومصر وسوريا والأردن من جانب آخر.

كان سرحان غاضبا من تأييد كينيدي لبيع طائرات حربية لإسرائيل وقد اتخذ قراره بقتله بعد سماع خطاب له في ربيع عام 1968 يعلن فيه دعمه بيع الطائرات الحربية لإسرائيل وقد كتب في مذكرته حينئذ "كينيدي لابد وأن يموت قبل 5 يونيو.. مت.. مت.. مت".

وتوفي كينيدي في المستشفى بعد مرور 24 ساعة على إطلاق النار عليه.

وتم دفن جثمانه في "مقابر أرلينجتون" بالقرب من جثمان أخيه جون كينيدي الذى أغتيل أيضا عام 1963.

ورفض سرحان التحدث أو تعريف نفسه حتى التاسع من يونيو/حزيران قبل أن يعترف بارتكابه الجريمة ورغم ذلك رفض الإقرار بالذنب في المحكمة.

وقد حُكم على سرحان بالإعدام بالغاز عام 1969، إلا أن الحكم خفف بعد ثلاث سنوات إلى السجن مدى الحياة عندما ألغت كاليفورنيا عقوبة الإعدام.

وفي لقاء تليفزيوني، قال سرحان إنه شعر بالخيانة عندما دعم كينيدي إسرائيل خلال حرب يونيو/ حزيران 1967 .