عزيزي وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن

جاءت جولتك للمنطقة بعد العدوان الإسرائيلي على غزة وما قبله من اقتلاع أهل حي الشيخ جراح وبطن الهوى والاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى من أجل الترويج وترسيخ ما تمت تسميته من قبل المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين بكلمة «التهدئة» بعد وقف إطلاق النار، لن تدوم التهدئة حسب وجهة نظري لأسباب كثيرة واضحة أهمها أن حركة حماس لن ولم تبق كما كانت قبل العدوان على الصعيد الداخلي أو الخارجي وحتى مع الاحتلال ذاته.

سيد بلينكن، أتمنى أنك تتذكر بأنه لا يوجد حوار هادف من الأساس بيننا وبين حكومة الاحتلال الإسرائيلية اليمينية حيث يرفض العديد من السياسيين علانية فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة، بالتالي لن تكون أي حكومة يمينية إسرائيلية مستعدة أو/ وقادرة على تجديد عملية سياسية تتطلب مفاوضات مع قيادة السلطة الفلسطينية حتى ولو بنسبة صغيرة.

هل تعلم أن الاحتلال الكولونيالي الإسرائيلي قائم على سرطان استيطاني على الأراضي الفلسطينية وضمها بشكل مستمر لم يتوقف ودون أي رادع لسنوات من قبل الولايات المتحدة، ما أدى الى تضاعف عدد المستوطنين اليهود في الضفة الغربية والقدس الشرقية  سبعة أضعاف منذ التسعينيات، معنى ذلك انه لا مصلحة لليمين الإسرائيلي في متابعة تحقيق الدولتين المنصوص عليها في اتفاقيات أوسلو العام 1993. ومع كل ذلك يقوم الاحتلال بتهميش وإضعاف وخنق السلطة الفلسطينية!!

سيد بلينكن، معنى ذلك دون تجميل الكلمات أن إسرائيل تخلت عن التسوية التفاوضية منذ سنوات، بالإضافة الى التوسع الاستيطاني والترحيل القسري للعائلات الفلسطينية في القدس الشرقية وقرى الضفة الغربية، ما جعل وسيجعل الأمور بتأزم وانفجارات لا مفر منها.

ذلك جعلنا كشعب حي نتوحد أمام الاحتلال فكان الإضراب العام في الداخل، وفي الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة. هو بصيص عهد جديد لشعب يعاني من السياسات العنصرية الاحتلالية، حاولنا أن نقول للعالم ولإسرائيل، إن هذا الثمن مقابل سياساتكم العنجهية، فالشارع الفلسطيني لم يقبل الهزيمة حتى هذه اللحظة حتى ولو كان ساكنا صامتا.

للأسف أقول لك، إنك لن تأتي بجديد خلال فترة وجودك بهذا المنصب، بل ستعيد ما سبق أن سمعناه من كل الرؤساء الأميركيين ووزراء الخارجية في الولايات المتحدة، وستُعبر كما هو معروف عن موقف واشنطن مما يسمى «الصراع الفلسطيني الإسرائيلي» ولن تتحدث عن احتلال!!، ورغبة واشنطن بعودة مسار المفاوضات وقيام دولة فلسطينية، وضرورة إنعاش الضفة وغزة اقتصاديا، وإعادة إعمار قطاع غزة، وأهمية نبذ العنف، وحماية الأبرياء.

أتمنى لك النجاح في المهمة، وألا تكون زيارتك وزياراتك المُستقبلية مصيرها الفشل، متمنياً ألا تكون جولاتك في سياق جولة علاقات عامة، لتثبت أن واشنطن غير منحازة بعكس إدارة ترامب؟! وأن لديها رؤية لحل القضية الفلسطينية.

في النهاية، اسمح لي أن أقول لك ماذا يقول الشارع الفلسطيني بخصوص إدارة الرئيس الأميركي بايدن بأنها على الأرجح سوف تغادر الإدارة موقعها مثل غيرها دون أن تحقق شيئا، كما أن الإدارة الحالية وكل ما يهمها هو تهدئة الأوضاع في فلسطين خلال الفترة المقبلة فقط لا غير.