صدى نيوز - عقد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الثلاثاء، اجتماعا مع الرئيس محمود عباس إثر وصوله إلى مدينة رام الله وسط الضفة الغربية.
وقال بلينكن: نرحب بوقف إطلاق النار في غزة وعلينا أن نبني على ذلك لوقف إطلاق نار تام ودائم.
وتابع في تصريح صحفي خلال الاجتماع: سنقدم 5.5 مليون دولار مساعدات عاجلة لغزة و32 مليونا لمنظمات إغاثة دولية.
وقال إنه سيطلب من الكونغرس 75 مليون دولار في 2021 لمساعدة الفلسطينيين.
وتابع: اسمحوا لي أن أبدأ بنقل تعازي الولايات المتحدة العميقة للعائلات التي فقدت أحباءها في أعمال العنف الأخيرة – الأطفال والنساء والرجال الذين فقدوا حياتهم. أقول هذا كأب. لا يمكن لطفل في العالم، سواء كان إسرائيليًا أم فلسطينيًا أم أمريكيًا، أن يكون مجرّد رقم. نحن نعلم العواقب البشرية عندما يكون للعنف اليد العليا، ونحن مصممون على ألا يكون الأمر كذلك. أعتقد أن فقدان أي طفل هو خسارة هائلة، ولا يمكن إدراكه في بعض النواحي إلا من قبل أولئك الذين عانوا من الخسارة. وهذا صحيح بغض النظر عما إذا كنت إسرائيليًا أو فلسطينيًا أو أمريكيًا. أن تكون إنسانا هو ما يهم.
وقال وزير الخارجية الأمريكي: نحن نعلم أن الجولة الأخيرة من العنف هي أحد تجلّيات مجموعة أكبر من القضايا التي يتعين علينا معالجتها إذا كنا سنمنع تكرار ما جرى، وهذا ما تحدثنا عنه اليوم. نرحب بوقف إطلاق النار المستمرّ، ولكن هذا لوحده لا يكفي، إذ يتعيّن علينا أن نبني على وقف إطلاق النار ونحاول تحريك الأمور في اتجاه إيجابي حقيقي. وكما أخبرت الرئيس اليوم، أنا هنا لأؤكد التزام الولايات المتحدة بإعادة بناء علاقة مع السلطة الفلسطينية ومع الشعب الفلسطيني، علاقة مبنية على الاحترام المتبادل وكذلك على القناعة المشتركة بأن الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء يستحقون تدابير متساوية من الحرية والأمن والفرص والكرامة.
وأضاف: لقد أخبرت رئيس الوزراء نتنياهو والرئيس عباس بأن الولايات المتحدة ستمضي قدمًا في عملية إعادة فتح قنصليتنا في القدس. هذه طريقة مهمة لبلدنا للتعامل مع الشعب الفلسطيني وتقديم الدعم له. نحن نعمل أيضًا في شراكة مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والسلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني وحكومة إسرائيل للمساعدة في جهود الإغاثة والإنعاش في غزة. هذه الإغاثة ملحّة وعلينا أن نستجيب للحاجة العميقة لمساعدة الناس في هذه اللحظة.
وأشار إلى أنه لهذه الغاية، أبلغت الرئيس عباس ورئيس الوزراء نتنياهو في وقت سابق أن الولايات المتحدة ستبلغ الكونغرس بنيتنا تقديم 75 مليون دولار كمساعدات إنمائية واقتصادية إضافية للفلسطينيين في عام 2021. وسنقدم أيضًا 5.5 مليون دولار على الفور كمساعدة في حالات الكوارث لغزة وأكثر من 32 مليون دولار للمساعدات الإنسانية الطارئة التي تقدّمها الأونروا. تأتي هذه المساعدة الجديدة تتويجا للدعم الكبير الذي التزمت به الولايات المتحدة مؤخرًا للسلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني ولمجموعة من الوكالات والمجموعات مختلفة، وقد استأنفت ذلك.
وأردف بلينكن: بشكل إجمالي، نحن بصدد تقديم أكثر من 360 مليون دولار من الدعم العاجل للشعب الفلسطيني، وعبر هذه الجهود، سنعمل مع الشركاء لضمان ألا تكون حماس هي المستفيدة من جهود إعادة الإعمار هذه. إن مناشدة المجتمع الدولي ومناشدتنا جميعا بالمساعدة في إعادة بناء غزة لن تكون أمرا منطقيا إلا إذا كان ثمّة ثقة في أن ما يعاد بناؤه لن يضيع سدىً مرة أخرى، إذا ما قرّرت حماس شنّ المزيد من الهجمات الصاروخية في المستقبل، وهذا أمر في غاية الأهمية.
وقال: تحدثنا أيضًا قليلاً عن التحدي الذي واجهناه جميعًا معًا في العام الماضي، أي وباء كوفيد-19. وسنعمل في الولايات المتحدة لحشد المجتمع الدولي لتوفير 1.5 مليون جرعة من لقاحات كوفيد-19 الآمنة والفعالة للشعب الفلسطيني.
وأضاف وزير الخارجية الأمريكية: إلى جانب إعادة الإعمار الفوري و (كلام غير مسموع)، نحن ملتزمون أيضا بالعمل مع السلطة الفلسطينية والمجتمع الدولي لتعزيز الاستقرار الاقتصادي والتقدّم في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتأمين المزيد من الفرص لتقوية القطاع الخاص وتوسيع التجارة والاستثمار، وذلك كله ضروري لتنمية الفرص في جميع المجالات. سنعمل أيضًا مع السلطة الفلسطينية لضمان حرية التعبير لجميع الفلسطينيين وتعزيز وحماية المجتمع المدني. وإنني أتطلّع بشدة إلى لقاء قادة المجتمع المدني الفلسطيني في وقت لاحق اليوم.
وتابع: لسوف سنستمر، كما أشار الرئيس، في معارضة أي أعمال استفزازية أحادية الجانب تخاطر بإثارة المزيد من العنف وتقوّض احتمالات التوصّل إلى حل عادل ودائم للصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، الأمر الذي يتطلّب في النهاية وجود دولتين. سنستمرّ في الوقوف ضدّ أي عمل أحادي الجانب من شأنه أن يقوّض آفاق التقدم الحقيقي والسلام الحقيقي، سواء كان ذلك نشاطً استيطانيا أم هدما للمنازل أم ضمّا للأراضي أم تحريضا على العنف أم تعويض الأفراد المسجونين بسبب أعمال الإرهاب.
وقال: كما سنظل ملتزمين بالوضع التاريخي الراهن في الحرم الشريف. يجب أن يكون الفلسطينيون والمسلمون من جميع أنحاء العالم قادرين على الصلاة بسلام في الحرم الشريف، الآن وإلى الأبد. في القدس ومن أي مكان من إسرائيل، إذ أن العائلات الفلسطينية المسيحية والمسلمة تستحق الحق نفسه في العبادة والبناء والازدهار مثل جيرانهم اليهود.
وأكد أن تطلعات الشعب الفلسطيني مثل تطلعات الناس في كل مكان: العيش بحرية؛ وأن تُحترم حقوقهم الأساسية، بما في ذلك الحق في اختيار قادتهم؛ والعيش في أمان؛ والحصول على فرص متساوية لأنفسهم ولأطفالهم؛ وأن يعاملوا بكرامة. ورسالتي اليوم هي أن الولايات المتحدة ملتزمة، سيدي الرئيس، بالعمل معكم، للعمل مع الشعب الفلسطيني لتحقيق هذه التطلعات.
من جهته، قال الرئيس عباس: "أجلنا الانتخابات بسبب رفض إسرائيل تنظيمها في القدس وسنجريها فوراً في حال وافقت على تنظيمها بالمدينة".
ووصل بلينكن رام الله قادما من مدينة القدس، وبدأ اجتماعا مع الرئيس عباس بمقر الرئاسة الفلسطينية فور وصوله.
وفي وقت سابق الثلاثاء، قال بلينكن، في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: “طلب مني الرئيس (الأمريكي جو) بايدن القدوم إلى هنا اليوم من أجل 4 أسباب؛ الأول تأكيد التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل، والبدء بالعمل من أجل استقرار أوسع وتقليص التوتر في الضفة الغربية والقدس”.
وأضاف أن السببين الآخرين هما “دعم حثّ المساعدات الإنسانية لقطاع غزة من أجل إفادة الشعب الفلسطيني، ومواصلة إعادة بناء علاقاتنا مع الشعب الفلسطيني والسلطة الفلسطينية”.
وتابع: “يجب أن يتم البناء على وقف إطلاق النار” بين فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وإسرائيل.
ومنذ فجر الجمعة الماضي، بدأ سريان وقف إطلاق نار بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، بعد 11 يوما من الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة ورد الفصائل بإطلاق صواريخ على مناطق إسرائيلية.
ووصل بلينكن، صباح اليوم، إلى إسرائيل، في مستهل أول زيارة له، تشمل إسرائيل وفلسطين ومصر والأردن.