القدس ثالث اقدس مكان للمسلمين وقبلتهم الاولى ومسرى النبي محمد ، وهي العاصمة لفلسطين ، فيها تناول سيدنا المسيح عشاءه الاخير و صُلب فيها على تلة جلثة وفيها اقدس الاماكن المسيحية كنيسة القيامة ، وفي كل المعارك القدس توحد كل الشعب الفلسطيني باطيافه للدفاع عنها وعن اي انتهاك للمقدسات و التضيق على حرية العبادة .

الدرس الاول للعدو ان اي عبث في هذا المكان (القدس) سواء مقدساته او حاراته  فإن هذه شرارة تشعل الارض تحت اقدامهم وتتحرك الجماهير موحدة في فلسطين التاريخية بل وفي كل العالم وبالتالي اي حل دون القدس لا وجود له ، وكل الصفقات واخرها صفقة القرن مصيرها الموت تحت ضربات الشعب الفلسطيني وامته العربية والاسلامية.

الدرس الثاني للعدو ان الانقسام والاختلاف ينتهي بين افراد الشعب الفلسطيني مجرد المس بحرية العبادة او الاستيطان او التطهير العرقي داخل القدس وحتى خارجها وردات الفعل تكون صادمة للعدو وللصديق.

الدرس الثالث للعدو ان ألشعب الفلسطيني مهما ضعف ومهما صمت فإنه ينتفض في كل وقت يتم استهداف حقه في الحرية وتقرير مصيره ، محاولة العدو الاسرائيلي ان يمرر صفقات او اتفاقيات وهمية تنجح لفترة بسبب خداعه ومراوغته للفلسطينين والعالم بحيث لم يلتزم باي اتفاقية من اتفاقيات السلام واستمر في الاستيطان والقتل والتطهير العرقي و هذا يجعل كل اسرائيلي يدرك ان قادتها قد ضيعوا فرص السلام واستمروا في تطبيق رؤيتهم الصهيونية التي تهدف لطرد كل الفلسطينين واستمرار الاستيطان وتغير الواقع على الارض لمنع اي امكانية لوجود دولة فلسطينية وثبت للقاصي والدني ان هذه المراوغة اصبحت مكشوفة و تتلاشى عند كل محطة تمس الثوابت الفلسطينية وبالعكس ردات الفعل الفلسطينية والعربية والعالمية تكون اقوى من السابق واصبح على اسرائيل ان تُسارع باعلان صريح وغير قابل للتأويل بالاعتراف بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس وعكس ذلك قد تخسر اسرائيل وجودها بشكل شامل .

الدرس الرابع للعدو ان اسلحته مهما تطورت ليس لها مفعول امام ايمان واصرار الشعب لنيل حريته واستقلاله وان خياراته دوما متوفرة وفعالة وان الاجيال التي حاول الاحتلال بكل اعلامه اظهارها انها اجيال " التيك توك" " والفيس بوك " وتنسى تاريخها وحقوقها ظهر للجميع انهم جيل جبار بل جيل عبقري سجل نماذج اسطورية في الكفاح والنضال وخلق بدائل خلاقة للمقاومة ونموذج غزة والقدس حاضر حيث ان بقعة جغرافية تحت الحصار ( غزة ) طورت صواريخ لم تستطيع اسرائيل بقبتها الحديدية مواجهتها واستطاعت المقاومة فرض حظر التجول في كل مدن ومستوطنات العدو من النهر الى البحر  والحقت الضرر في اقتصاده ودبت الرعب بين جنوده.

الدرس الخامس للعدو ان جيشه عاجز في قطاع غزة وعجز عن اختراق المقاومة وظهر للجميع ان هذا الجيش ليس له اهداف الا قتل الاطفال وهدم وتدمير الابراج الاعلامية والمدنية والشوارع وبيوت العائلات المسالمة ومحلاتهم ومصانعهم التجارية ، وان قادته امثال نتنياهو جروه لحروب للدفاع عن ملفاته وفساده وعدم رغبته في احترام القضاء وتمسكه بكرسي رئاسة الحكومة ومنع ايجاد حكومة للتغير التي كانت على وشك التشكيل وجعل نتنياهو مصير اسرائيل مرتبط بمصيره السياسي .

الدرس السادس للعدو ان التطبيع مع بعض قادة العرب غير المنتخبين من شعوبهم لا يغير من الحقيقة الراسخة و من صورة اسرائيل الارهابية كعدو لكل الشعوب العربية والاسلامية ومغتصبة لمقدساتهم ، وان هذا التطبيع ينحصر بين القادة ولا يشمل تلك الشعوب وهذا واضح من كذب وخداع قادة اسرائيل على شعوبهم والعالم ، وحتى الدول العربية التي وقعت اتفاقيات سلام معهم فهذا لم يدوم لاشهر في ظل عدم منح الفلسطينين لحقوقهم .

الدرس الاول للعالم الحر غير الخاضع للابتزاز الصهيوني ان اسرائيل دولة ارهابية وتستخدم الاسلحة والصواريخ عالية الدقة في التوجيه والسيطرة تقتل العائلات باطفالها وشيوخها ونسائها مع سبق الاصرار والترصد فقد تلاشى زمن الخداع واظهار ان صواريخ المقاومة غير الموجهة تستهدف الاطفال والعائلات وخاصة ان المقاومة باخلاقها كانت تُعلن  وبشكل دقيق موعد ومكان اطلاق تلك الصواريخ لتجنب اصابة المدنيين ، وثبت للعالم ان الازدواجية في المعايير لم تعُد تمر عليهم وتسالوا بشكل واضح هل لاسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها بقتل الاطفال وارتكاب جرائم حرب ولا يُسمح للمقاومة اطلاق صواريخ ضد احتلال ارضهم و المس بالمقدسات و حرية العبادة وضد التطهير العرقي بحق شعبها في القدس وباقي مناطق الضفة الغربية ، وعبرت عن ذلك متضامنة بريطانية  ببساطة  وبيافطة كتبت عليها : لوم المقاومة لاطلاقها الصواريخ مثل لوم الفتاة لصفعها مغتصبها".

الدرس المهم للشعب الفلسطيني ان وحدته تهزم جبروت الاحتلال وتؤلمه  والانقسام يضعفه وتجاوز الخلافات وفتح الجبهات المختلفة بالاشكال المختلفة والمشروعة للمقاومة تُشتت العدو وتضعفه وتحمي مقاومتهم .

الدرس المهم للمقاومة انه عندما يتم وضع اهداف سياسية وطنية مثل القدس والحرية والتحرير والاستقلال و ضد التطهير العرقي فان كل الشعب الفلسطيني بل كل شعوب العالم تقف مع فلسطين و تدعم مقاومته.

معركة القدس اعطت حقيقة راسخة ان السلام يبدء من فلسطين والحرب تبدء من فلسطين ولا مجال للجميع التغاضي عن اخر احتلال في العالم (الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين ) ومعالجة كل ما يحدث من معارك وحروب وسقوط ضحايا ينتهي بمنح الفلسطينيين حقهم في دولتهم المستقلة دون مراوغة واضاعة الوقت والزام اسرائيل بتنفيذ القرارات الدولية واحترام كل الاتفاقيات الموقعة والتطرف الاسرائيلي يقابل بمقاومة فلسطينية اقوى واشرس محمية بكل شرائع العالم والمنصوص عليها في القوانين الدولية وقرارات مجلس الامن التي تنص على حق الشعوب في مقاومة المُحتلين بكافة اشكال المقاومة.