صدى نيوز - يواجه برنامج كاميرا خفية تونسي، يحمل عنوان "أنجلينا 19″، انتقادات لاذعة من الهيئات الصحية في البلاد، والتي تتهمه بتزييف الآثار الجانبية للقاح فيروس كورونا، في وقت تشهد فيه البلاد ارتفاعاً في حالات الإصابة بالفيروس وتكافح من أجل إقناع الناس بتلقي اللقاح، تظهر في البرنامج، ممثلة تشبه النجمة الأمريكية وسفيرة الأمم المتحدة للنوايا الحسنة، أنجلينا جولي، وتدّعي أنها جلبت معها إلى تونس آلافاً من لقاحات كوفيد-19 المعتمدة.

وفق تقرير لصحيفة Al-Monitor البريطانية، الإثنين 3 مايو/أيار 2021، في كل حلقة، يُدعى أحد المشاهير لتلقي اللقاح في إطار إحدى حملات التوعية، وبينما ينتظر الضيف من أجل تلقي اللقاح، يبدأ مشهد فوضوي يتظاهر فيه متلقو اللقاح الآخرون بأنهم ينهارون ويمرضون مرضاً مميتاً أمام الضيف.

يُعرض البرنامج، الذي يستغرق 20 دقيقة، يومياً على قناة نسمة التونسية الخاصة خلال شهر رمضان، ويستضيف شخصيات بارزة من الساسة ونجوم الرياضة والموسيقى.

من جهتها، كتبت منظمة الصحة العالمية خطاباً إلى الحكومة التونسية تطالب بوقف عرض البرنامج، لأنه "يقوّض ثقة الجمهور باللقاح".

كما أبلغت عمادة الأطباء في تونس أعضاءها بألا يشاركوا في أي برامج؛ لما تحمله من "آثار سلبية على الحملة الوطنية للتلقيح".

تركزت الشواغل المرتبطة بالبرنامج على احتمالية نشره نظريات المؤامرة حول اللقاحات في وقت يعاني فيه القطاع الصحي بتونس وتنتشر بالفعل الشكوك حول اللقاح انتشاراً كبيراً.

وأخبر متحدث باسم منظمة الصحة العالمية موقع Al-Monitor بأن المنظمة تواصل عملها مع "الشركاء الحكوميين"، وضمن ذلك وزارة الصحة ووزارة الخارجية والهيئة المستقلة العليا للاتصال السمعي البصري، بهدف معالجة الشواغل المرتبطة بالآثار الصحية المحتملة لبرنامج "أنجلينا 18".

اتهامات للبرنامج
محمد غديرة، طبيب التخدير التونسي وأحد المدافعين عن الصحة العامة، قال في حديث مع موقع Al-Monitor: "بينما تمر تونس بأزمة صحية غير مسبوقة بلا أجهزة إنعاش كافية، يستغل بعض الأشخاص مخاوف الناس لعمل بلبلة. كان من الواجب إيقاف برنامج الكاميرا الخفية (أنجلينا 19) بعد عرض أولى حلقاته".

إذ إن تونس، التي امتُدحت لنجاحها المبكر في التصدي لكوفيد-19، واجهت صعوبات مع نشر لقاحها وارتفاع أعداد الإصابات.

من جانبها، حذَّرت الدكتورة جليلة بن خليل، الناطقة الرسمية باسم اللجنة العلمية لمكافحة كورونا، من أن نظام الرعاية الصحية التونسي يقف على حافة الانهيار، بينما أبلغ العاملون في أقسام الرعاية المركزة أن الأقسام ممتلئة بالكامل.

قال غديرة إن المعلومات الطبية المضللة ونظريات المؤامرة التي تنتشر على شبكات التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام، هي التي تفاقم سوء المشكلة.

وأضاف: "في تونس، مثل أي مكان بالعالم، يوجد قطاع من السكان لا يزال متشككاً بشأن اللقاح ضد كوفيد-19. هذا التشكك تغذيه على وجه الخصوص نظريات المؤامرة والمعلومات الخاطئة بشأن الآثار العكسية الخيالية المرتبطة باللقاحات".

باسم حرية التعبير.. البرنامج "لن يتوقف"!

هذا ما أكده منتج برنامج "أنجلينا 19″، وليد الزريبي، في حديثه مع موقع Al-Monitor، والذي قال إن البرنامج سوف "يستمر عرضه يومياً"، ووصف جهود منعه بـ"المخزية في بلد يمنح دستوره حرية التعبير".

كما أضاف أن "أنجلينا 19″، الذي يتضمن رسالة في بداية كل حلقة، تشجع المواطنين على تلقي اللقاح، ليست له علاقة بالصعوبات التي تواجهها الحكومة لمعالجة الأزمة الصحية.

وأردف المتحدث ذاته قائلاً: "إذا كان هذا البرنامج يؤثر على حملة التلقيح تأثيراً مباشراً، فدون شك يوجد شيء خاطئ مع النظام الصحي بأكمله، محلياً ودولياً".

ليس الأول من نوعه

تجدر الإشارة إلى أن برامج الكاميرا الخفية التي على شاكلة "أنجلينا 19″، قد أثارت جدلاً وطعوناً قانونية في تونس.

في عام 2018، أوقفت تونس بث برنامج "شالوم" الذي أنتجه الزريبي أيضاً، بسبب تشجيعه على التطبيع مع إسرائيل، وهو ما يعد جريمة في تونس.

تسبب برنامج آخر يُعرض هذا العام، ويحمل عنوان "السيرك"، في حالة من الغضب، من المدافعين عن حقوق الحيوانات لاستخدام أُسود بعد خلع أنيابها؛ لعمل مقالب في الضيوف.

ويطالب كثيرون الهيئة المستقلة العليا للاتصال السمعي البصري في تونس باتخاذ إجراءات صارمة ضد البرامج التي يشعرون بأنها تشكل خطراً على الصحة العامة، غير أن السلطات التونسية لم تتخذ أي إجراءات حتى الآن.