صدى نيوز - عبرت وكالة غوض وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، اليوم الجمعة، عن رفضها بشكل قاطع ما ورد في بيان البرلمان الأوروبي حول المواد التعليمية التي تقوم بتدريسها في المدارس التابعة لها بمناطق اللاجئين.

وقالت الأونروا في بيان لها، إنها تشعر بخيبة أمل من اللغة التي اعتمدها البرلمان الأوروبي في قراره الخاص بإبراء الذمة بشأن تنفيذ ميزانية الاتحاد الأوروبي لعام 2019، والتي تلمح إلى أن الأونروا تقوم بتدريس ونشر خطاب كراهية وتشجع العنف داخل مدارسها.

وشددت الأونروا على أنها كوكالة للأمم المتحدة لا تتسامح مطلقًا مع الكراهية أو التحريض على العنف أو التمييز، وأنها ترفض رفضًا قاطعًا هذه التأكيدات التي لا أساس لها، مؤكدةً أن موادها التعليمية تدعم وتعزز مبادئ الأمم المتحدة وقيمها المتمثلة في الحياد وحقوق الإنسان والمساواة وعدم التمييز على أساس العرق والجنس واللغة والديانة.

وقالت إنها تستخدم المناهج الدراسية للبلدان المضيفة في جميع أقاليم عملها، وتقوم بمراجعة محتوى المواد التعليمية باستفاضة للتأكد من أنها تتماشى مع قيم الأمم المتحدة ومبادئها، وفي الحالات النادرة التي يتبين فيها وجود ما يتناقض مع هذه المبادئ والقيم، يتم تطبيق نظام قوي وفعال لمعالجتها.

وأضافت "إن الإيحاء بأن الكراهية منتشرة على نطاق واسع داخل الوكالة ومدارسها ليس ادعاءً زائفًا ومضللاً فحسب، بل إنه أيضًا يعطي الشرعية للهجمات الساعية إلى ترويج الأخبار المثيرة وذات الدوافع السياسية التي تسعى عمدًا إلى تشويه سمعة الأونروا وإيذاء الشريحة الأشد ضعفًا في المجتمع، ألا وهي أطفال اللاجئين الفلسطينيين".

وتابعت "إن دعوة البرلمان الأوروبي إلى إقامة منصة مفتوحة المصدر لنشر جميع موادنا التعليمية ليست في محلها: فقد أطلقت الأونروا مؤخرًا منصة مركزية للتعلم الرقمي تستضيف موادنا التعليمية الخاصة بالمعلمين والطلبة، حيث توفر هذه المنصة للمعلمين والإداريين نظامًا آمنًا وخاضعًا لمراقبة مركزية يتضمن عملية مراجعة صارمة لجميع المحتويات من خلال عدسة المبادئ الإنسانية، وهذا النهج يكفل الاتساق والمواءمة على نطاق الوكالة مع الأهداف التعليمية وقيم الأمم المتحدة".

وجدد بيان الأونروا تأكيدها بأنها تنتهج سياسة عدم التسامح مطلقًا مع أي انحراف عن مبادئ الأمم المتحدة، مشيرةً إلى أنها تدرك أنه لا يمكن أن تنعدم المخاطر كليًا عند العمل في ظروف إنسانية معقدة وفي بيئة مسيسة للغاية، مستدركةً "ومع ذلك، فإن الوكالة لا تدخر جهدًا" للحد من المخاطر وضمان أن تظلانتهاكات قيم الأمم المتحدة عند الحد الأدنى المطلق، وقد قمنا بإبلاغ أعضاء البرلمان بهذا التطور المهم على النحو الواجب وأطلعناهم على المستجدات المتعلقة به، ويؤسفنا شديد الأسف أن تلقى استثمارات الأونروا التجاهل من جانب العديد من أعضاء البرلمان الأوروبي في قراره الخاص بإبراء الذمة بشأن تنفيذ ميزانية الاتحاد الأوروبي لعام 2019".

وقال "لقد عمل الاتحاد الأوروبي والأونروا في شراكة على مدى 50 عامًا في دعم اللاجئين الفلسطينيين، وكان البرلمان الأوروبي دائمًا طرفًا فاعلاً رئيسيًا في هذه الشراكة، وساهم استثمار الاتحاد الأوروبي في الأونروا في تمكين أكثر من 2.5 مليون لاجئ فلسطيني من التخرج من مدارس الأونروا، وتطوير إمكاناتهم الكاملة، والمساهمة في ازدهار الشرق الأوسط واستقراره، وقد صادقت أطراف خارجية عديدة على جودة التعليم الذي تقدمه الأونروا ومضمونه، بما في ذلك البرنامج المميز بشأن حقوق الإنسان وحل النزاعات والتسامح، كما أن عددًا من طلبة الأونروا السابقين قد التحقوا بمؤسسات رائدة عالميًا أو انضموا إلى مجموعات البحث العلمي في بعض مراكز البحث الأكثر تميزًا في العالم، ولا شك أن هذه الإنجازات بعيدة كل البعد عن الادعاءات التي تصور الأونروا على أنها أداة للكراهية، بل هي، على العكس من ذلك، بمثابة الترياق في هذه المنطقة الشديدة الاضطراب".

وأكدت الأونروا على أن الرقابة والمساءلة أمر حيوي بالنسبة لأية منظمة، مرحبةً بفرصة استقبال أي عضو في البرلمان الأوروبي في أية من مدارسها البالغ عددها 711 مدرسة من أجل الاطلاع مباشرة على البيئة وعملية التدريس والتفاعل مع الطلبة والمربين.