متابعة صدى نيوز - من يسكن في محافظة رام الله والبيرة يعلم جيدا أن "حديقة الاستقلال" تكاد تكون المتنفس الوحيد للعائلات والأطفال في المدينة، بمساحاتها الخضراء الكبيرة والألعاب المتوفرة للأطفال بداخلها، فكانت الحل الأمثل لمحدودي الدخل قبل غيرهم، فلا أجرة لدخول الحديقة ولا أجرة للألعاب، ولكن قرار جديد تفاجأ به الناس مع بداية شهر رمضان الحالي قلب الموازين.
تمتاز حديقة الاستقلال بتوفر طاولات خشبية ومقاعد، تتيح للعائلات إحضار أطعمتهم الخاصة وتناولها في الحديقة، وحتى القيام برحلات شواء في داخلها، ولا يأت صيف إلا وتكون ممتلئة بالناس والاطفال.
ولكن ما جرى هذا العام كان غريبا على الناس، بعد أن فوجئوا بفرض رسوم 20 شيقلا على الطاولة الواحدة و5 شواقل على الكرسي الواحد، وبذلك لم تعد هذه الحديقة متنفساً للعائلات البسيطة، وإنما أصبحت عبئاً بكل معنى الكلمة على كل عائلة كانت ترتاد هذه الحديقة مع أطفالها وأقاربها.
مدير عام حديقة الاستقلال أنس أغبر، أوضح خلال حديثه مع "الاقتصادي"، أن انعدام الموارد خلال جائحة كورونا خلف ديونا على الحديقة بقيمة 750 ألف شيكل، لصالح بلدية البيرة والمقاولين وشركة الأمن والنظافة. مشيرا إلى أن "المبلغ تراكم بسبب اقتراضنا من البلديات خلال جائحة كورونا لتشغيل الحديقة".
وأضاف: "لم نتقاض رسوما في السابق، واليوم مضطرون لذلك، لأن الحديقة كانت تغطي مصاريفها الشهرية من أجرة الضمان للمطاعم والأكشاك وقاعة الأفراح العاملة في الحديقة، فهذه المرافق تعطلت منذ بداية جائحة كورونا".
وأشار إلى أن البلديات الثلاث وهي الأعضاء في مجلس إدارة الحديقة، نصحت بفرض رسوم على الطاولات من أجل تغطية جزء من نفقاتها.
ووفقا لموقع الاقتصادي فإن المصاريف التشغيلية للحديقة تبلغ 80 ألف شيكل شهريا، تتوزع بين رواتب خمسة موظفين فيها، وأجور عمليات الصيانة والنظافة والأمن والمياه والكهرباء والزراعة.
ويبقى السؤال، هل يتحمل المواطن الأعباء المالية التي تراكمت على الحديقة؟ وهل سيكون هو كبش الفداء في كل مرة؟