
صدى نيوز - أكدت مصادر مطلعة لـ صدى نيوز وجود حالة استياء عارم في صفوف المجلس الثوري لحركة فتح (برلمان الحركة)، بعد قرار فصل عضو اللجنة المركزية ناصر القدوة من الحركة.
والقدوة حسب متابعة صدى نيوز هو رابع عضو لجنة مركزية يُفصل من حركة فتح، على طول تاريخ الحركة، وذلك بعد فصل العضوين في اللجنة نمر صالح وسميح أبو كويك على خلفية انشقاق عام 1983، إضافة إلى عضو المركزية السابق محمد دحلان، في حين سيكون اعتراض الثوري ونقضه للقرار (إن حدث) سابقة في تاريخ الحركة، حيث لم يتم اتخاذ مثل هذا القرار سابقاً.
وكان فصل الأعضاء السابقين بناء على مخالفات جسيمة كالانشقاق، فيما فُصل دحلان عام 2011 بناء على لجان تحقيق استمرت لأشهر، وتم إثبات المخالفات التي ارتكبها وتم التصويت داخل المركزية على ذلك القرار، في حين لم يتم تشكيل لجنة تحقيق مع ناصر القدوة.
وأضافت المصادر أنه حسب النظام الداخلي لحركة فتح فإن المجلس الثوري يستطيع نقض قرارات اللجنة المركزية للحركة، إذا رأى المجلس أن تلك القرارات مخالفة للأنظمة ولمصلحة الحركة.
وأشارت المصادر لـ صدى نيوز أن العديد من أعضاء المجلس الثوري يرون في القرار تفرداً دون استشارة القاعدة ومتسرعاً وغير ضروري خصوصاً في هذه المرحلة الحساسة، واحتمالية أن يستخدم خصوم فتح هذا القرار ضد الحركة ووحدتها في الانتخابات.
وعلمت صدى نيوز أن أعضاء في المجلس الثوري ينوون الاستقالة من الحركة إذا لم يتم نقض القرار في المجلس الثوري وعودة القدوة إلى الحركة.
واللجنة المركزية لحركة فتح هي أعلى هيئة لصنع القرار في حركة فتح، وخلال المؤتمر السابع للحركة الذي عُقد في رام الله في عام 2016، بات أعضاء اللجنة هم: محمود عباس ('بحكم منصبه)، مروان البرغوثي، جبريل الرجوب (أمين السر)، محمد اشتية، حسين الشيخ، محمود العالول (نائب رئيس الحركة)، توفيق الطيراوي، صائب عريقات، إسماعيل جبر
جمال المحيسن، ناصر القدوة، أحمد حلس " أبو ماهر "، محمد المدني، صبري صيدم، سمير رفاعي، عزام الأحمد، عباس زكي، روحي فتوح، دلال سلامة.
القدوة: قرار فصلي تم دون احترام للنظام الداخلي
وقال القدوة في بيان صحفي، وصل صدى نيوز نسخة عنه: القرار الذي اتخذته اللجنة المركزية لحركة فتح بحقي، أو بالأصح القرار الذي اتخذته الجهة المتنفذة في اللجنة المركزية، والمؤرخ 8/3/2021، يثير الحزن والشفقة على ما آلت إليه الأمور في حركتنا، دون أي احترام للنظام الداخلي أو المنطق السياسي أوالتاريخ أو التقاليد المتعارف عليها.
وتابع: من جانبي، سأبقى فتحاوياً حتى العظم ولن يغير ما حدث شيئاً في هذا الخصوص. سأبقى حريصاً على مصالح الحركة، وقبل ذلك مصالح الوطن، وأتطلع للمستقبل حين يكون ممكناً تصويب وضعنا الداخلي وعودة الحركة لمكانتها الطبيعية، رائدة للعمل الوطني ومنتصرة لكرامة شعبنا وحريته.
كان متلزماً بقرارات الحركة كاملة
وأكدت مصادر صدى نيوز أن القدوة كان ملتزماً بقرارات الحركة وأنظمتها، وأنه أكد للمركزية وللثوري أنه لن يشكل قائمة منفصلة، فلماذا تم فصله؟
فدوى البرغوثي: الإقصاء مرفوض
قالت عضو المجلس الثوري لفتح فدوى البرغوثي، زوجة الأسير القائد في حركة فتح مروان البرغوثي، إن ناصر القدوة فتحاوي أصيل له قيمته الفكرية والتنظيمية والتعامل بقرارات الفصل والإقصاء مرفوض ولا يصب بمصلحة الحركة.
وأضافت في منشور لها عبر صفحتها على فيس بوك تابعته صدى نيوز:"تميز حركة فتح بديمقراطيتها وتعدد الاجتهادات في داخل الجسد الواحد.. لطالما كان هذا سر قوتها وضمان استمرارها، وصار التعدي على هذا الفهم أحد أسباب التشرذم فيها".
وتابعت:"الأخ ناصر القدوة يمثل إحدى حالات هذه التعددية بالحركة.. موقفنا الدائم أن الحوار واستنفاذ الفرص هو الحل بدلاً عن الفصل والإقصاء".
وأرفقت تعقيبها برسالة موقفة من الأسير مروان البرغوثي جاء فيها:" أناشدكم التعالي على الجراح والترفع عن الآلام والتقدم إلى الأمام حفاظا على الحلم المقدس".
حاتم عبد القادر: القرار مؤسف
وقال عضو المجلس الثوري لحركة فتح حاتم عبد القادر، إن قرار فصل عضو اللجنة المركزية للحركة ناصر القدوة مؤسف ومتسرع .
وأضاف عبد القادر: "القرار متسرع باعتباره لم يراعِ تسلل العقوبات المعمول بها وفقاً للنظام الداخلي للحركة"، والفصل هو آخر بنود العقوبات"، مشدداً على أن ما جرى هو استعجال في اتخاذ القرار وكان من الأفضل التريث في اتخاذه واستمرار الحوار مع القدوة.
وواصل قائلاً:" على الرغم من مخالفة ناصر القدوة للنظام الداخلي للحركة عبر اعتزامه تشكيل قائمة انتخابية منفصلة، إلا أنه كان من الحكمة التريث على الأقل إلى حين تقديم القائمة للجنة الانتخابات بشكل رسمي، وكان مفروض على الحركة تغليب خيارات أخرى غير الفصل مثل تجميد العضوية على سبيل المثال لإبقاء الباب مفتوحاً أمام إمكانية الحوار".
واستطرد قائلاً: "إذا كان ناصر قد خالف النظام الأساسي فقرار الفصل خالف النظام أيضاً، والمفترض التدرج في العقوبات أولاً، وقرار الفصل كان يجب أن يطرح على المجلس الثوري، ويأخذ أغلبية الثلثين كي يصبح القرار فاعلاً".
عبد الفتاح حمايل: ما هكذا تورد الإبل
وقال عضو المجلس الثوري السابق عبد الفتاح حمايل تعليقاً على قرار فصل القدوة: "ليس هكذا تورد الابل يا صناع القرار، ان القرار الصادر بحق الاخ ناصر القدوة ..عضو اللجنة المركزية لحركة فتح بفصله من عضوية اللجنة والحركة انما هو قرار تنقصه الحكمة ويتعارض تماماً مع القيم والاخلاقيات التي تميزت بها فتح عبر مسيرتها الكفاحية الطويلة ..هذا عدا عن مخالفته الصريحة لما ينص عليه النظام الداخلي للحركة والذي يشترط عرض الامر على المجلس الثوري ونيله موافقة ثلثي الاعضاء ... ويبقى السؤال ..الى اين انتم ذاهبون بفتح وتاريخها؟؟؟؟"
رشيدة المغربي تستقيل
أعلنت رشيدة المغربي شقيقة الشهيدة دلال المغربي استقالتها من المجلس الثوري لحركة فتح، فيما يبدو أنه رداً على فصل عضو اللجنة المركزية للحركة ناصر القدوة.
وقالت المغربي في تصريح لها على صفحتها بموقع فيسبوك: كل عام وذكراكِ لا تمر مرور السلام.. كل عام وأنتِ أكثر سمواً. عاشت روحك الثائرة بوجه الظُلام والمنبطحين والسحيجة.. وبهالمناسبة العظيمة أعلن إستقالتي من المجلس الثوري لحركة فتح. وعاشت فلسطين.
إعلام فتح: القدوة هو من فصل نفسه من الحركة
قال رئيس المكتب الإعلامي في مفوضية التعبئة والتنظيم لحركة فتح، منير الجاغوب، إن ناصر القدوة فعليا هو من فصل نفسه من الحركة عندما خالف النظام الداخلي للحركة الذي شارك هو سابقا في وضع بنوده.
وأضاف الجاغوب في تصريح إذاعي تابعته صدى نيوز أن القدوة شارك بشكل كبير في إعداد مشروع النظام الداخلي للحركة، والذي أقر أغلب بنوده ومنها نظام العقوبات على الأفراد والقيادات داخل الحركة الذين لا يلتزمون بقراراتها، وكان يعتبر أحد الأشخاص المركزين في صياغة قانون العقوبات، التي طبقت عليه الآن.
وقال:" بذلك يكون فعليا هو من فصل نفسه حسب النظام الداخلي ولكن بتصويت اللجنة المركزية،ويجب أن يصويت على قرار الفصل المجلس الثوري لحركة فتح أيضا".
وعن الظروف التي سبقت قرار الفصل، قال الجاغوب:" خلال اجتماع لمركزية فتح تم التصويت على قرار فصل القدوة، ولكن تدخل بعض الاخوة وتم تأجيل هذا القرار لغاية الحديث معه".
وأضاف:"تم إمهال القدوة آخر فرصة حتى صباح اليوم للتراجع عن خطواته في الانتخابات، بعد اجتماع عقد أمس في مكتب محمود العالول، ومع ذلك لم يتراجع، وعليه أصبح قرار فصله نافذا".
وقال الجاغوب:" إن القدوة خرج عن الإجماع الفتحاوي اولا والقانون الداخلي ثانيا وللاسف هو لم يلتزم".
وتابع: "فتح حركة عريضة جماهيرها واسعة، الكثير خرج من فتح ولم يؤثر على شعبيتها، وهي غير خاضعة لقائد ملهم واحد، وفصل القدوة لن يؤثر على قوة فتح أو بنيتها الداخلية".
وكانت اللجنة المركزية لحركة فتح، قررت فصل ناصر القدوة من عضويتها ومن الحركة بناء على قرارها الصادر عن جلستها بتاريخ 8-3-2021، والذي نص على فصله، على أن يعطى 48 ساعة للتراجع عن مواقفه المعلنة المتجاوزة للنظام الداخلي للحركة وقراراتها والمس بوحدتها.
وأضافت مركزية فتح في بيان، اليوم الخميس، بعد فشل الجهود كافة التي بذلت معه من الاخوة المكلفين بذلك، والتزاما بالنظام الداخلي، وبقرارات الحركة، وحفاظا على وحدتها فإنها تعتبر قرارها بفصله نافذا من تاريخه.
وكان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ناصر القدوة، ابن شقيقة الرئيس الراحل المؤسس ياسر عرفات، قد أعلن عن تشكيل قائمة مستقلة في الانتخابات التشريعية المقبلة.
