صدى نيوز - كشف تقرير جديد أن فيروس كورونا يمكن أن يكون له تأثيرات منهكة على الناجين تتراوح بين صعوبات وتلعثم في الكلام إلى بعض النوبات العصبية.

عانى مدرس يبلغ من العمر 40 عاماً قضى حياته في التواصل مع الفصول الدراسية من تلعثم في الكلام لأول مرة في حياته، وأثناء إصابته بفيروس كورونا في أغسطس (آب)، ظهرت عليه أعراض معتدلة إلى حد ما للمرض، كالصداع والإرهاق وألم في الصدر وضيق في التنفس والتهاب في الحلق جعله يفقد صوته.

وعندما كان باتريك ثورنتون، مدرس الرياضيات في هيوستن بولاية تكساس في طريقه للتعافي حدث أمر غير متوقع، حيث بدأ يعاني من مشاكل في التحدث لم تكن موجودة لديه من قبل.

ويصر أطباء ثورنتون على أنه بمجرد أن ينحسر التوتر الذي يعاني منه، فإن تلعثمه سينخفض أيضاً، لكنه أخبر مجلة Scientific American أن الأمر ازداد سوءاً مع مرور الوقت.

وعلى الرغم من أن التوتر والقلق ليسا سبباً للتلعثم، إلا أنهما يؤديان إلى تفاقمه، وفقًا لما قاله سو إيون تشانج، عالِم الأعصاب بجامعة ميشيغان، ويمكن أن تتضرر خلايا الدماغ والوصلات التي تسمح لها بتوصيل سلسلة معقدة من الأوامر في الإجراءات اليومية مثل الكلام بسهولة بسبب الالتهابات، وهو ما يحدث لدى الإصابة بفيروس كورونا المعروف بالاستجابات الالتهابية الخطيرة.

وما يبدأ كجهد مناعي لدرء الفيروس، يمكن أن ينحرف بسرعة ويهاجم ويقتل الأنسجة السليمة، وأصبحت هذه العاصفة من السيتوكينات تُعرف بالقاتل الحقيقي في العديد من حالات كورونا المميتة إن لم يكن معظمها.

ويمكن أن يؤدي هجوم الوسائط المناعية على الوصلات المشبكية إلى تغيير في وظائف المخ، ويمكن للفيروس نفسه أن يتسلل إلى الدماغ، والممر الأنفي هو أحد نقاط دخوله المفضلة إلى جسم الإنسان ويمنحه مساراً واضحاً للدماغ.

ومنذ بداية أزمة كورونا كان هناك تقارير بأن فيروس كورونا يهاجم الدماغ، حيث يصبح الأشخاص المصابون عرضة للسكتة الدماغية، أو يصابون بالتهاب الدماغ، وهناك تقارير عن حالة من الذهان لدى بعض المرضى، كما كشفت دراسة استقصائية لـ 153 مريضاً في المملكة المتحدة عن أعراض عصبية مثل تورم الدماغ، ومشاكل في الذاكرة تشبه الخرف.

وكان الباحثون في برلين من بين الأوائل الذين تتبعوا مسار الفيروس من الغشاء المخاطي لممر الأنف إلى البصيلات الشمية - مستقبلات الخلايا العصبية لمعلومات الرائحة التي يتم إرسالها بعد ذلك إلى مناطق أعمق في الدماغ للمعالجة - وحتى إلى جذع الدماغ، ومن المحتمل أن تكمن هذه العملية وراء فقدان حاسة الشم التي يعاني منها ما يصل إلى 86% من الأشخاص المصابين بعدوى خفيفة بفيروس كورونا.

وتقترح نظرية أخرى أن نوعاً من الحطام الفيروسي - بروتينات معدية تنفصل عن جسيم فيروسي محتضر - يمكن أن تعبر الحاجز الدموي الدماغي، وحتى إذا لم تستطع إصابة خلايا الدماغ بالكامل، فإنها تسبب الفوضى فيه.

ويعتقد العلماء أنه مهما كان سبب الأعراض العصبية التي يعاني منها المرضي، فمن المحتمل أن تكون ناتجة عن تفاعل جهاز المناعة والدماغ مع العدوى وليس من الفيروس نفسه، لكن إصلاح الضرر هو سؤال أكثر تعقيداً، ويمكن أن يتسبب بمجموعة من الأمراض العقلية والمشاكل العصبية المزمنة، بحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية.