صدى نيوز: بعد أن أعلنت شركتا "فايزر" الأميركيّة، و"بيونتيك" الألمانية عن فعالية لقاحهما المُحتمل لفيروس كورونا بنسبة 90%، برزت قصة الزوجين الشريكين في تأسيس شركة "بيونتك" المثيرة.
تنحدر أصول أوغور شاهين (55 عاما) من تركيا، الذي أصبح الرئيس التنفيذي لشركة "بيونتيك"، وهو من بين أغنى 100 ألماني، إلى جانب زوجته وزميلته عضو مجلس الإدارة، أوزليم توريتشي، البالغة من العمر 53 عاماً.
وأغلقت بورصة "ناسداك" الألمانية الجمعة، على قيمة 21 مليار دولار لشركة "بيونتيك" المُدرجة في مؤشر "ناسداك". وشارك الزوجان في تأسيس الشركة، وكانت قيمة الشركة في المؤشر 4.6 مليارات دولار قبل عام.
وجاء في تصريح لعضو مجلس إدارة شركة رأس المال الاستثماري "ميغ آغ" (التي دعمت صناديقها شركة "بيونتيك" منذ إنشائها في عام 2008)، ماتياس كروماير، متحدثاً عن شاهين "على الرغم من إنجازاته، لم يتغير أبدا من كونه متواضعا وأنيقا بشكل لا يصدق".
وأشار كروماير إلى أن "شاهين عادة ما يسير في اجتماعات العمل، وهو يرتدي الجينز، ويحمل معه خوذة الدراجة المميزة وحقيبة الظهر".
وبدأ شاهين منذ صغره تحقيق حلم طفولته في دراسة الطب، وعمل في المستشفيات التعليمية في كولونيا، ومدينة هامبورغ الجنوبية الغربية، حيث التقى بتوريتشي خلال مسيرته الأكاديمية المبكرة، وأصبح البحث الطبي وعلم الأورام شغفا مشتركا لهما.
وقالت توريتشي (وهي تنحدر من أصول تركية أيضًا)، في مقابلة صحافية إنه "حتى في يوم زفافنا، خصصنا وقتا للعمل في المختبر".
أسس الزوجان الباحثان عام 2001 شركة "غانيمد فارماكيوتيكالز" وهي شركة لتطوير أجسام مضادة لمكافحة السرطان، لكن شاهين لم يتخل أبدا عن البحث الأكاديمي والتعليم.
ثمّ باع شاهين هذا المشروع، لاحقًا، لشركة "أستيلاس" اليابانية عام 2016، مقابل 1.4 مليار دولار. بحلول ذلك الوقت، كان الفريق الذي يقف وراء "غانيمد" منهمكا ببناء "بيونتيك"، التي تأسست عام 2008، لمتابعة مجموعة أوسع بكثير من أدوات العلاج المناعي للسرطان.
صادف شاهين في بداية العام الجاري في كانون الثاني/ يناير، ورقة علمية عن تفشي فيروس كورونا الجديد في مدينة ووهان الصينية، فسارع بتعيين حوالي 500 موظف للعمل على عدة مركبات محتملة.
وقال أستاذ علم الأورام بجامعة ماينز، ماتياس ثيوبالد، والذي عمل مع شاهين لمدة 20 عاما، إن "ميله نحو التقليل من شأنه يتناقض مع طموح لا هوادة فيه لتحويل الطب، يتجلى في قفزة الإيمان إلى لقاح كوفيد-19".
وأكمل ثيوبالد قائلاً إن "المظاهر تعني القليل بالنسبة لشاهين؛ لكنه يريد إنشاء الهياكل التي تسمح له بتحقيق رؤاه، وهذا هو المكان الذي تكون فيه التطلعات بعيدة كل البعد عن التواضع".