أثارت مواقف ماكرون  الداعمة للرسوم المسيئة للنبي عليه الصلاة و السلام و تحامله على الإسلام و المسلمين سخطاً واسعاً لدى المسلمين في فرنسا و العالم . و مواقفه هذه و رغم أنها تشبه جرذاً يناطح برأسه جبلاً فلا تبدو عفويةً بل من الواضح أنها مبرمجة و مقصودة و قد تزامنت مع انتشار فضيحة أسباب التدخل الفرنسي في ليبيا عبر تصريحات ترامب عن الوثائق المضبوطة في مكتب وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلنتون و يبدو أن التغطية على هذه الفضيحة كانت من الأسباب التي دفعت ماكرون إلى افتعال هذه الأزمة ناهيك عن الأسباب الانتخابية لاستمالة الناخبين حَمَلة الفكر اليميني في زمن يبدو أنه زمن الأحزاب الشعبوية بامتياز .
ففي هذه الأيام تتسابق العديد من الأحزاب الشعبوية في أوروبا لاستمالة الناخبين من خلال ركوب موجة العداء للمهاجرين و خاصة المسلمين. و كيف لا يكون الإسلام و العرب أول المستهدفين في ظل تخاذل مختلف القيادات و المرجعيات المحسوبة عليهم و فقدانهم لأي وزن و شللهم تجاه أي رد فعل فيما يدفع السياسي الأوروبي ثمناً كبيراً قد يكون نهاية حياته السياسية في حال تعرض لجهات أخرى بالإساءة ؟؟ و الأنكى من ذلك تلاشي الضغط التي يمكن أن تؤمنه الجالية الإسلامية في البلدان الأوروبية و تشتتها رغم وجود جالياتٍ أصغر منها بكثير ذات تأثيرٍ كبيرٍ نظراً لتكتلها و وحدة قرارها .
هبت شعوبنا العربية و الاسلامية لنصرة نبينا عليه الصلاة و السلام هذا النبي الذي رغم مرور 14 قرناً على وفاته ما زال قادراً على أن يجمع المسلمين على كلمةٍ سواءٍ أذهلت ماكرون الذي لم يتوقع مساحة الغضب هذه سواءاً بالتظاهر أو بدعوات المقاطعة حيث أسرعت فرنسا أمس بإصدار بيانٍ يطالب جماهير الشرق الأوسط بعدم الامتثال لدعوات المقاطعة , فيما أصدر الاتحاد الأوروبي بياناً يحذر فيه تركيا و من ورائها الدول الأخرى بأن المقاطعة الاقتصادية ستبعدها عن أوروبا , و هذا يدل على جدوى المقاطعة الاقتصادية و التي تأتي مترافقة مع أزمة كورونا و تأثيرها الاقتصادي , و مع استمرار فعاليات ذوي السترات الصفراء و إن تراجعت نسبياً .
اعتقد ماكرون أن ردود الفعل ستكون محدودة و ستتسم بالعنف على غرار ما قام به الشاب الشيشاني تجاه المعلم و هذا السلوك من شأنه خدمة ماكرون و حشد الناخبين الحانقين خلفه و التغطية على فضائحه و فضائح سلفه , وهنا و رغم وقوفنا ضد العنف الخارج عن القانون فإننا نسجل استهجاننا لقتل الشاب القاتل الشيشاني غير المبرر بدل السيطرة عليه و محاكمته أمام القضاء , في قصةٍ مكررةٍ لما حدث مع منفذي هجوم مجلة شارلي منذ خمس سنواتٍ حيث تم قتلهم بدل اعتقالهم و محاكمتهم .
و نظرا لمؤشرات القلق الفرنسي و الأوروبي تجاه ردود الفعل و التي تؤكد جدوى المقاطعة و احجام ترامب عن التراجع عن إساءاته فإننا مطالبين بتنظيم و تطوير الاحتجاجات على الحملة المسعورة لماكرون  ضد الإسلام في مخالفة واضحة لاحترام الأديان و ما نص عليه الدستور الفرنسي و القضاء الأوروبي فإننا نجد من النقاط الفاعلة ما يلي :
1- مقاطعة البضائع الفرنسية قدر الإمكان سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات 
2- البدء بترتيبات للانتقال إلى المقاطعة من الدرجة الثانية بمقاطعة الجهات التي تتعامل مع منتجات فرنسية و الضغط عليها لإلغاء هذا التعامل .
3- إلغاء الحجوزات الفندقية في فرنسا و إلغاء قضاء الإجازات في فرنسا للإخوة المقيمين في أوروبا و مقاطعة شركات الطيران الفرنسية .
4- رفع شكاوى ضد ماكرون من قِبل يستطيع أمام القضاء المحلي في البلدان الأوربية و أمام المحاكم الأوربية و الجنائية الدولية استناداً إلى السابقة القضائية و القرار الصادر عن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بتاريخ 25/10/2028 و الذي اعتبر أن الإساءة إلى النبي عليه الصلاة و السلام و إلى الأديان لا تدخل في إطار حرية الرأي و التعبير .
5- رفع شكاوى أمام الجهات القضائية الأوروبية و الدولية استناداً المعلومات المسربة في وثائق ويكيليكس و ما سربه ترامب عن استهداف فرنسا لليبيا طلبا للذهب الليبي ز 
6- دعم الجهات الأوربية الناقدة لسلوك ماكرون أمثال وزير خارجية فنلندا الذي قال :
" أنا لم أعد أفهم شيئا. .فعندما نسخر من شخصٍ أسودٍ يقولون هذه عنصرية. .
وعندما نسخر من يهودي يقولون لنا هذه معاداة للسامية. .
وحتى عندما نسخر من إمرأةٍ يقولون أنت ضد الجنس الآخر. .
ولكن عندما نسخر من مسلمٍ فهذه . ..هي حرية التعبير". 
7- حرمان ماكرون و أمثاله من المعادين للمسلمين و العرب من أصوات الجالية في الانتخابات و فضحهم لحرمانهم من أصوات مواطنيهم .
8- مواصلة الضغط عبر وسائل التواصل لنقد سلوك ماكرون  .
9- مواصلة الحراك الشعبي و التظاهر في فرنسا و العالم و عدم الوقوع في فخ العنف لأن ذلك يخدم ماكرون للتغطية على فضائح فرنسا .
10- إبقاء هذه القضية حاضرة في جميع الفعاليات الشعبية .
11- التظاهر في أماكن تواجد ماكرون المحتملة أو ممثلي فرنسا خارج فرنسا .
يملؤنا اليقين بأن كرامة نبينا محصنةً وفقاً للعد الرباني ( إنا كفيناك المستهزئين ) . إلا أننا نجد من غيرة المسلمين و العرب على كرامة نبينا فرصة لاجتماع كلمتنا و استلام زمام المبادرة و تغطية تخلي قياداتنا عن مسؤلياتها .