صدى نيوز -كشفت تقارير إعلامية عبرية أن مسؤولين كباراً في وزارة الدفاع الإسرائيلية عبروا عن قلقهم من احتمال إتمام صفقة بيع طائرات "إف-35" الشبح المتطورة الأمريكية إلى السعودية، ضمن اتفاقية تطبيع مع إسرائيل محتملة.

موقع Ynet الإسرائيلي أوضح، أن هذه المخاوف تأتي عقب حوار لوزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز، مع موقع Ynet، قال فيه إنه "إذا أرادت السعودية وقطر شراء طائرات إف-35، فستحصلان عليها إن عاجلاً أم آجلا. 

قال أحد المسؤولين: "السعودية، على عكس الإمارات، تقع على مسافة 200 كيلومتر فقط من مدينة إيلات، أقصى جنوب إسرائيل، ولا يمكن التنبؤ بما قد يحدث في المستقبل البعيد في الانعطافات والتحولات الاستراتيجية"، في إشارة إلى الاضطرابات البالغة في دول المنطقة منذ ثورات الربيع العربي.

منذ شهرين مضيا، اندهش وزير الدفاع بيني غانتس والمدير العام بوزارة الدفاع اللواء المتقاعد أمير إيشيل لمعرفة أنَّ مسؤولي الولايات المتحدة وافقوا على بيع طائرات "إف-35" للإمارات في إطار اتفاقية تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو من تكتم على هذا البند من الاتفاقية، بعد امتناعه عن إشراك وزارة الدفاع أو الجيش في تفاصيل اتفاقية التطبيع مع الدولة الخليجية.

قبل أن يهرع مسؤولو وزارة الدفاع الإسرائيليون إلى البنتاغون لإجراء ماراثون محموم من المناقشات بهدف الحفاظ على الميزة النوعية لإسرائيل في مواجهة التحديث العسكري الهائل الذي سيحصل عليه الجيش الإماراتي. 

كانت المفاوضات مع البنتاغون بالغة الحساسية والسرية لدرجة أنَّ غانتس استُدعِي لزيارتين سريعتين إلى واشنطن لإجراء محادثات وجهاً لوجه مع نظرائه الأمريكيين.

و تشعر مؤسسة الدفاع الإسرائيلية الآن بالقلق من أنَّ نتنياهو سيتفاوض بشأن صفقة مماثلة مع دول مثل المملكة العربية السعودية وقطر دون إبلاغ الهيئات المهنية المعنية بهذا، التي تزعم أنَّ بيع أسلحة متطورة إلى السعودية أو قطر قد يكون له تداعيات استراتيجية في العقود المقبلة.

شدَّدت المصادر على أنَّ "أي اتفاق تطبيع مفيد لإسرائيل والاتفاق مع الولايات المتحدة سيحافظ على الميزة العسكرية النوعية لإسرائيل لعقود قادمة، وذلك في ما يتعلق بالاتفاق الإماراتي".

كما استطردت المصادر: "لكن مثل هذه القضايا الاستراتيجية تتطلب عملية منظمة ومهنية. يجب ألا تكون مفاجأة. هناك طرق لتقليل المخاطر وحاجة لإشراك العوامل المهنية المسؤولة عن مثل هذه القضايا؛ لأنَّه يُحتمَل وقوع أخطاء جسيمة تهدد الأمن القومي".

الحفاظ على التفوق الإسرائيلي: منذ الإعلان عن اتفاق تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل، ظهرت المزيد من التفاصيل وبدت التبعات طويلة المدى وكذلك قابلية تطبيق الاتفاق أضعف لأطرافه. 

أفاد تقرير إسرائيلي، نُشِر يوم الإثنين 18 أغسطس/آب الماضي، بأنَّ نتنياهو وافق على صفقة بيع واشنطن مقاتلات "إف-35" وغيرها من الأسلحة المتقدمة للإمارات في إطار الاتفاق. 

بالرغم من النفي الشديد الذي أعرب عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي، أصر الصحفي الذي نشر التقرير -وهو ناحوم بارنيا من صحيفة يديعوت أحرنوت- على قصته. 

يقول موقع Responsible Statecraft الأمريكي إنه على الرغم من أنَّ جميع الأطراف تدّعي أنَّ بيع الأسلحة الأمريكية ليس شرطاً من شروط الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، تدعم البيانات اللاحقة سبق بارنيا الصحفي. 

فعلى سبيل المثال، ذكرت صحيفة The New York Times أنَّ المسؤولين الأمريكيين "لا ينفون أنَّ الزخم الجديد حول بيع الأسلحة -بعد سنوات من تعثُر طلبات من الإمارات لشراء المقاتلات (إف-35)- مرتبطٌ بالمبادرة الدبلوماسية الأوسع".

بدوره، قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، إنَّ البيع لم يكن شرطاً للاتفاق، لكن من شأن هذا الاتفاق التسهيل على الإمارات شراء أسلحة متطورة؛ لأنَّ "الفكرة الكاملة لحالة الحرب أو القتال مع إسرائيل لم تعد موجودة". 

هكذا، يرى كل من الإماراتيين والأمريكيين بيع الأسلحة على أنه دافع لتوقيع الاتفاق رسمياً، حتى لو لم يكن شرطاً محدداً.