صدى نيوز: تلقي أزمة القائمة المشتركة في الأسابيع الأخيرة بظلالها على العمل البرلماني والإعلامي للقائمة المشتركة، فيما تتواصل الاتهامات المتبادلة بين قيادات القائمة، وذلك جراء إلغاء التصويت على تشكيل لجنة تحقيق في قضية الغواصات في الهيئة العامة للكنيست، الأربعاء الماضي.

وأظهر إلغاء التصويت تساؤلات عن وجود تفاهمات مسبقة بين النائب عن "الحركة الإسلامية" في القائمة المشتركة منصور عباس، الذي ترأس الجلسة، وحزب "الليكود".

حيث اعتبرت النائبة عن "الجبهة" في القائمة المشتركة، عايدة توما، الأمر "تطبيعاً مع سياسة (رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين) نتنياهو والليكود"، بل ووصفت أداء عباس بأنّه "اختلال واضح في التوازن الذي يجب أن يحكمنا في عملنا"، فيما اعتبر عباس ردود أفعال الجبهة والنائب إمطانس شحادة، "افتراءات وأكاذيب وليست خلافاً سياسياً".

بدوره، يقول رئيس القائمة المشتركة أيمن عودة، إن "القائمة المشتركة، بالمركبات الأربعة، هي أمانة ونحن خلال الأسبوع القادم سنبذل كل جهد للمحافظة عليها وسنحافظ عليها شعبنا يستحق ذلك وهي أمانة في أعناقنا".

وحول الخلاف الأخير وتبادل الاتهامات أوضح أن "المطلوب نقاشاً في ما بيننا، ونسوّي الخلافات في ما بيننا، بما في ذلك عملنا السياسي وكل جهد مطلوب للحفاظ على القائمة المشتركة".

أما بخصوص تراجع حصة القائمة في استطلاعات الرأي إلى 11 مقعداً، قال عودة "لا شك أنّ هذا التلاسن له أثر، كذلك أزمة كورونا وحالة الإحباط وفقدان الأمل بتغيير نتنياهو، رغم أنّنا بذلنا كل جهد من أجل ذلك وبإخلاص شديد، هذا سبب إحباط معين، ولا شك أنّ هناك عدم تنسيق معين في القائمة المشتركة، وهذا ينعكس سلبا، ولكن عمل جيد وتنسيق جيد هو ما يجب أن نقوم به".

وأشار عودة إلى عقد جلسة يوم الأربعاء القادم "وآمل أن تسوّى كل الأمور وأن نذهب جميعا باتجاه واحد وكلّ همي هو المحافظة على القائمة المشتركة بمركباتها الأربعة".

وقال النائب عن التجمّع في القائمة المشتركة، سامي أبو شحادة "أعي أنّ منصور عباس يلقي بالتهم على الأطراف الأخرى لأنه لا يريد تحمل المسؤولية عن الأخطاء التي يرتكبها، وقرأت ما كتبه منصور عباس، وسمعته عبر الإعلام، وألاحظ تغييراً كبيراً جدا في تصرف الحركة الإسلامية، فالحركة موجودة منذ عقود، ونحن نعرف أنّهم قريبون منا، وفي كل الأمور الكبرى هناك اتّفاق على برنامج سياسي واحد، لكن إذا كان للإخوة برنامج سياسي آخر أو يختلفون على البرنامج فليُناقش في المؤسسات، وهذا ما يقوله منصور عباس: "تفكير بطريقة جديدة، أدوات جديدة"، فإذا كان هناك جديد فليناقش وإذا أرادوا الخروج عن برنامج المشتركة فلا يمكن أن يتم ذلك فجأة، خاصة وأن هناك أمورًا قد تكون مبدئية لباقي مركبات القائمة المشتركة، ولذلك لا يمكن إحداث تغيير جذري بعد الانتخابات، ومن لديه ملاحظات يأتي بها قبل الانتخابات، وقد تقبل توجهاته وقد لا تقبل".

وحول إن كان سيُحدث ذلك تفكيكًا للقائمة المشتركة؟ قال أبو شحادة "أنا على قناعة تامة أن الأخوة في الحركة الإسلامية لديهم مسؤولية أعلى من هذا بكثير، الجميع يفهم أهمية مشروع المشتركة كأقلية قومية في الداخل، والكل يفهم حتى على المستوى الحزبي أنّه استفاد من القائمة المشتركة، فهي العنوان الصحيح، وحتى لا أعرف إذا ما كان ما يتحدث عنه منصور عباس نوقش في الحركة الإسلامية وحصل على قبول مجلس الشورى. نحن نتحدث عن قيادة شعب وهذه المشاريع لا تتم بصورة مفاجئة".

وحول حديث النائب عبّاس عن "اتفاق مع أي طرف لتعزيز الخدمات المدنية للمجتمع العربي حتى مع الليكود"، رد أبو شحادة "أنا أجيب بوضوح أنّ القائمة المشتركة لديها برنامج انتخبت على أساسه. نحن نلتزم به إذا أراد أي شخص تغيير البرنامج فليطرح ذلك في مؤسسات القائمة المشتركة، ونحن لن نساهم في أيّ شكل من الأشكال لا بإضعاف القائمة المشتركة ولا بتفكيكها".

بينما قال النائب منصور عباس "لقد سبق وأجبت زملائي في القائمة المشتركة أنّ كل نشاطي السياسي واضح وجلي ومعلن في الإعلام، ولا يوجد أي شيء يدعو إلى هذه الافتراءات والأضاليل"، وحول رأب صدع القائمة المشتركة، قال إنها "تجتمع أسبوعياً وتدير أعمالها بشكل منظّم، ولكن في الإعلام كل حزب يخرج ببيانات وتصريحات لا أساس لها من الصحة، وكل حزب بما لديهم فرحون".

وتابع عباس أنّ "الخروج للإعلام من قبل إمطانس شحادة، التجمع والجبهة أساء للمشتركة، بالأصل لو كان هناك أي شيء (يجب) أن يأتوا به للاجتماعات في القائمة المشتركة وليس أن يخرجوا فيه إلى الإعلام كمن يريد أن يظهر نفسه ويميز نفسه عن الآخرين".

وحول مستقبل القائمة المشتركة وإمكانية تفكّكها، قال عباس "مسؤوليّتنا كحركة إسلامية تجاه القائمة المشتركة نقوم بها، نحن القائمة العربية الموحدة دائما الوحدة كانت شيئًا مركزيًا في توجهنا وخطابنا وسلوكنا، هكذا كنا وهكذا سنبقى".