صدى نيوز - ربما نهتم بتنظيف أجسامنا من أعلى الرأس لأخمص القدمين في كل مرة نقوم فيها بالاستحمام. ورغم أهمية تنظيف بعض الأماكن بصورة يومية، لكن تبقى بعض المناطق في الجسم لا يجب المداومة على تنظيفها باستمرار، بحسب آراء الأطباء والخبراء.

ونبّه بهذا الخصوص كريس جاتانا، أخصائي الأنف، الأذن والحنجرة والباحث الرئيسي بدراسة أجريت مؤخرا حول هذا الموضوع، إلى أن المداومة على تنظيف الأذن قد تضر أكثر مما تفيد، موضحاً أن استخدام الأعواد ذات الرؤوس القطنية لتنظيف قناة الأذن لا يدفع بالشمع قرب طبلة الأذن فحسب، وإنما يشكل خطرا كبيرا يتمثل في التسبب في حدوث إصابات طفيفة إلى شديدة بالأذن، وهو ما يجب الانتباه إليه.

وتابع جاتانا: "وأكبر مفهومين خاطئين سمعتهما كطبيب أنف وأذن وحنجرة هما أن قناة الأذن بحاجة إلى التنظيف في المنزل وأنه يجب استخدام الأعواد القطنية لتنظيفها، والحقيقة أن كلا الأمرين غير صحيح، لأن قناة الأذن تنظف نفسها ذاتيا".

وجمّعت تلك الدراسة، التي أشرف عليها جاتانا، بيانات تخص فترة 20 سنة في المدة من 1990 حتى 2010، ووجدت أن أكثر من 263 ألف طفل دون سن الـ 18 دخلوا المستشفيات بسبب تعرضهم لإصابات في الأذن نتيجة استخدام الأعواد القطنية، وتبين أن عملية تنظيف الأذن كانت من أبرز أسباب تلك الإصابات (بنسبة 73%).

وبحسب ما خلص إليه جاتانا وفريقه في تلك الدراسة، فإن بداية ظهور التخوفات الطبية بشأن استخدام تلك الأعواد القطنية كانت عام 1972، أي بعد ما يقرب من 50 عاما على تصنيعها وطرحها بالأسواق، حيث لفتت دراسات من وقتها إلى أن هذه الأعواد قد تتسبب في حدوث بعض المشكلات، وهو ما دفع بعض العاملين في القطاع الصحي لإطلاق تحذيرات من خطر استخدام تلك الأعواد القطنية في تنظيف قناة الأذن، مع وضع الشركات المُصَنِّعة ملصقات تحذيرية من هذا الخطر على منتجاتها.

ورغم ذلك، فقد استمر الناس في استخدام تلك الأعواد في تنظيف آذانهم باستمرار، وهي الحقيقة التي أظهرتها دراسات وأبحاث، حيث تبين أن 68 % من الناس لا يزالون يتحدثون عن استخدامهم تلك الأعواد في آذانهم، إلى جانب كشف 96 % عن استعانتهم بها بشكل منتظم بغرض تنظيف آذانهم من الإفرازات الشمعية المزعجة.