
رام الله - صدى نيوز - كشفت وثائق وأدلة عن تورط محمد دحلان، في انقلاب تركيا الفاشل 15 يوليو 2016، للإطاحة بالرئيس رجب طيب أردوغان، بتشجيع من أبوظبي، التي سخرت قناتي سكاي نيوز والعربية لأجل دعم الانقلاب، وكان عنوانهما الرئيسي في ذلك اليوم "الانقلاب نجح".
وكشف موقع 'ميدل إيست آي' البريطاني، أن المعارض التركي فتح الله جولن - المتهم الرئيسي - قد زار الإمارات قبل أسبوع واحد فقط على محاولة الانقلاب الفاشل، والتقى فيها سرًا بدحلان النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني والمطلوب للعدالة في الضفة الغربية وقطاع غزة، والمستشار الأمني لولي عهد أبوظبي.
المثير للاهتمام أن دحلان وبإيعاز من الإمارات، كان طرفاً أساسياً في صلب مخطط الانقلاب كما كان يضطلع بدور بارز في تشكيل ملامح السيناريو الذي كان يستهدف الرئيس أردوغان والقضاء على نظام حكمه.
في المرحلة الأولى، كان هذا المخطط يقتضي تشويه صورة تركيا وحزب العدالة والتنمية أمام الرأي العام العالمي من خلال توظيف وسائل الإعلام، ومن ثم الانتقال إلى داخل تركيا وحشد المعارضين ضد أردوغان ودعم وسائل الإعلام المعارضة التركية ماليًا.
أما الخطوة التي تلت ذلك، فتتمثل في تحفيز المؤسسة العسكرية التركية من خلال حملة إعلامية مضادة لنظام الحكم، للقيام بانقلاب عسكري والقضاء على أردوغان.
وكشفت مصادر مُقرّبة من الاستخبارات التركية لموقع "ميدل إيست آي"، عن تعاون جرى بين أبوظبي وبين مُدبري الانقلاب في تركيا، بوساطة دحلان، الذي عمل كحلقة وصل بينهم وبين جولن المقيم في أمريكا، وقام دحلان بتحويل أموال إلى مدبري الانقلاب، خصصت أبوظبي سبعين مليون دولار لتنفيذ هذا المخطط، وذلك عن طريق رجل أعمال فلسطيني يقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، مُقرّب من دحلان، وكانت هوية رجال الأعمال معروفة لدى الاستخبارات التركية.
وفي ليلة الانقلاب، يوم 15 يوليو، سارعت القنوات التي تتخذ من أبو ظبي مقرا لها، مثل قناة سكاي نيوز العربية، وقناة العربية، إلى بث أخبار عن نجاح الجيش التركي بانقلاب، وروجتا لأخبار كاذبة، مثل هروب الرئيس أردوغان خارج البلاد. تركيا.
وكان هناك حوالي 1128 أكاديميا يعملون على تنظيم حملات داعمة للإرهاب كما عمدوا إلى انتقاد نظام الحكم داخل تركيا.
كشفت رسائل البريد الإلكتروني المسربة التابعة للسفير الإماراتي في الولايات المتحدة يوسف العتيبة عن دور أبوظبي في محاولة الانقلاب التي طالت تركيا. واتهمت المخابرات التركية، الإمارات بالتورط في الانقلاب الفاشل. وقد احتاجت الإمارات 16 ساعة لتعلن عن وقوفها إلى جانب الرئيس التركي، وذلك بعد ساعة واحدة من بيان مماثل أصدرته السعودية.
وحاولت الإمارات بعد فشل المحاولة الانقلابية، أنْ تنأى بنفسها عن دحلان وعن اتصالاته بجولن، وانتشرت أخبار عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأنّ الإمارات "غاضبة من دحلان"، وأنها أجبرته على مغادرة البلاد.
وحاولت أبوظبي رأب الصدع مع أنقرة سريعا بعد فشل محاولة الانقلاب، حيث اعتقلت جنرالين تركيين كانا يعملان في أفغانستان، ويُشبته بوجود صلات لهما مع مدبري الانقلاب في تركيا. الأول هو اللواء محمد جاهد بكر، والثاني هو الضابط "سانير توبوج"، وقد تم ترحيلهما إلى أنقرة.
وكانت الإمارات متخوفة من رد الفعل التركي، وترغب في لملمة الأمر، لم تدن محاولة الانقلاب إلا بعد مرور 16 ساعة على المحاولة.
عاد المفكر الكويتي المعروف؛ الدكتور عبد الله النفيسي إلى الهجوم على الإمارات ومحمد دحلان، وباستفاضة هذه المرة، جاء ذلك في أربع تغريدات نشرها النفيسي، أمس، في ما يبدو أنه تعقيب على التغريدة المشار إليها، والتي ختمها بالقول: "فكّر فيها بعمق.. ميشان الله". في تغريدته الأولى؛ فصّل النفيسي في النشاطات التي يقوم بها دحلان، ويتم تمويلها من خلال المال الإماراتي قائلا: "في عدن ودرنة وإدلب وغزة والقاهرة، ودفع فاتورة محاولة انقلاب جولن في تركيا"، مضيفا أن "كل هذا سيرتد علينا في (مجلس التعاون) طيب الذكر".
وأوضح "النفيسي" أن كل ما يهمه في الأمر كله" دحلان وليس ما يسمّى (الأزمة الخليجية). فهذه ستنتهي عاجلا أم آجلا وبضغط دولي متعاظم. لكن هذه الفتنة التي يقودها دحلان". وانتهى النفيسي إلى القول: "اطردوه (دحلان) من الخليج قبل أن يستفحل، ولات ساعة مندم". وحظيت التغريدات الأربع التي نشرها النفيسي الأربعاء، بآلاف التعليقات وإعادة التغريد والإعجابات، ما يشير إلى تأييد واسع في الخليج لما ذهب إليه.
وقبل عام تقريبا دعا الدكتور عبد الله النفيسي، دول الخليج لإبعاد القيادي الفتحاوي ومستشار ولي عهد أبو ظبي؛ وذلك لدوره في المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا.
وقال النفيسي في مقابلة مع قناة "تي آر تي" التركية العربية، إن تركيا ليست غريبة على الانقلابات، لكن ما يميز المحاولة الانقلابية الفاشلة هو دور منظمة جولن، ودور الولايات المتحدة، ودور شخص اسمه محمد دحلان.
المصدر: بوابة الشرق