خاص صدى نيوز: أكدت وزارة التربية والتعليم جهوزيتها للتحول إلى التعليم الكامل عن بعد في حال فرض الإغلاق الشامل بسبب فيروس كورونا، وفي المقابل، يحذر خبير تربوي من أن عدم اعتراف الوزارة بوجود مشكلة في نظام التعليم بشكله الحالي سيؤدي إلى "إنهيار" العملية التعليمية

التربية: 3 سيناريوهات جاهزة
يقول أحمد عمار مدير عام الإشراف والتأهيل التربوي في وزارة التربية والتعليم في حديث لـ صدى نيوز أن الوزارة وضعت سيناريوهات لإتمام العام الدراسي بالتشاور مع جميع الأطراف ذات العلاقة، وبما يوزان بين الحق في الصحة والحق في التعليم.

وأوضح أن أول السيناريو الأول هو المعمول به حالياً والذي يتمثل في التعليم المدمج الذي يجمع بين التعليم الوجاهي في المدرسة بنسبة 50% والتعلم عن بعد (50%) بحيث يلتقى الطالب تعليمه من خلال وسائط وهو في البيت، مع الالتزام ببروتوكول وضعته الوزارة بالتعاون مع وزارة الصحة خلال وجود الطلاب في المدارس.

أما السيناريو الثاني فيكون من خلال التعليم الوجاهي الكامل في 17-20% من المدارس في التجمعات غير المكتظة خصوصاً البدوية منها، والتي يكون أعداد الطلبة في الصف الواحد قليل جداً.

أما السيناريو الثالث، فيتم اللجوء إليه في حال الإغلاق الشامل ما يستدعي تعطيل المدارس، وعندها يتم التحول للتعلم عن بعد بشكل كامل بنسبة 100%، مشدداً على أن الوزارة جاهزة بشكل كبير لذلك وتعمل على تجاوز جميع العقبات التي تواجهها.

وأشار المدير العام في وزارة التربية إلى أن التحضير للتعلم عن بعد، يجري من خلال إنشاء أول قناة فضائية تعليمية "فضائية فلسطين التعليمية" التي تبث برنامج الدروس لجميع الصفوف بشكل يومي على فترتين، إلى جانب العمل على تطوير منصة تعليمية تحوي العديد من الخدمات الإلكترونية التعليمية من مباحث وأوراق عمل ونشاطات لكل الصفوف، يضاف إليها مواد أخرى تقدم للطلبة مفاهيم ومهارات لمنحة فائدة أكبر.

وأكد في ذات الوقت، الحاجة إلى تجهيز أطراف العملية التعليمية للقيام بأدوارهم الجديدة بشكلها الجديد، مشيراً إلى تدريب 32 ألف معلم ومعلمة على استخدام أدوات التعلم عن بعد وتدريبهم على تصميم التعليم عن بعد.

وأضاف: "يجب أن يهيئ المعلم الدور الجديد، والأهم دور الأسرة، نحن نعول على الأسرة التي لم يعد دورها كما كان، وأصبحت تسمى الأسرة المدرسة"، مقراً بوجود عقبة تواجه الآباء والأمهات خصوصاً العاملين في التكيف مع الشكل الجديد.

وشدد عمار على أن السياسات التعليمية المطبقة في المدارس الحكومية تُفرض ذاتها على المدارس الخاصة ومدارس الوكالة ويجري متابعة تنفيذها، كون الطلبة في جميع هذه المدارس هم طلبة فلسطينيون.

خبير: نواجه 3 صدمات
في مقابل ذلك، يشير الباحث في مجال التعليم خالد اشتية إلى 3 صدمات سببها النظام الجديد، حيث سيواجه الطلبة صعوبة للوصول للمحتوى التعليمي الذي يفترض أن يكون مفتوحاً، وأخرى للأهالي الذين لم يكونوا معتادين على هذا الوضع.

وأضاف: "الأهم بتصوري أن الطاقم التعليمي والتدريسي لن يكون قادراً على متابعة التحصيل الأكاديمي بسبب التدريب السريع والمجزوء، والذي لم يكن موجود في إستراتيجية".

وشدد اشتية في حديث لصدى نيوز أن التوجه للتعليم المدمج وخاصة بشقة عن بعد كان دون وجود أي استثمار مسبق عملي من جانب الحكومة أو القطاع الخاص أو الأهلي بالمحتوى الأكاديمي أو البنية التحتية وتدريب عناصر العملية التعليمية.

وعند سؤاله عن اللجوء للتعلم الكامل عن بعد، حذر اشتية من "مأساة" بسبب إهمال الإعداد المسبق الجيد الذي كان من المفترض أن يبدأ منذ عدة شهور.

ولتجاوز المشكلة، يطالب الخبير بشؤون التعليم وزارة التربية بالإعتراف بوجود مشكلة حالية، ومن ثم تبني العديد من الآليات لحلول آلية وأخرى استراتيجية بالشراكة مع القطاع الخاص والمجتمع المدني.

وختم حديثه قائلاً: "العملية التعليمية ذاهبة للمجهول، وسيستفيد من التعلم عن بعد من لديه القدرة على دفع اشتراكات للوصول للمحتوى فقط، وهو ما يتناقض مع الحق في التعليم الأساسي الذي على الحكومة توفيرة.

وزارة الصحة: المدارس بيئة آمنة
في هذا السياق، أكدت وزارة الصحة على لسان د. سمير شماسنة مدير دائرة الصحة المدرسية، أن المدارس ليست نقاط تفشي الوباء وأن الإصابات المسجلة فيه جاءت من الخارج، وهذا ما استدعى استكمال التحاق الطلبة بالعملية التعليمية وفق بروتوكول العودة الآمنة للمدارس.

وبين أن لجنة الوبائيات ولجنة الطوارئ العليا أجرت تقييماً للفترة 6\9\2020 وحتى 20\9\2020 والتي شهدت التحاق طلبة الصفوف 1-4 بالمدارس، وتقرر استمرار الحياة التعليمية بناءً على تسجيل إصابات قليلة بين فئات الأطفال.

وأوضح أنه تم إغلاق المدرسة لمدة 14 يوماً في حال تم تسجيل 3 إصابات في شعبة واحدة لإنه عندها يكون عدد المخالطين 15 طفلاً، ويتم إغلاق الشعبة لمدة 24 ساعة في حال كان عدد المصابين واحد أو إثنين.

وفيما يتعلق بتسجيل إصابة عدد من المعلمين بالفيروس، شدد على أن ذلك يدل على أنه لم يكن هناك التزام بالبروتوكول الصحي؛ من حضور أعراس أو تجمعات خارج المدرسة.

وختم كلامه لـ صدى نيوز بالتشديد على أن المدارس بيئة آمنة للطلبة في ظل الإجراءات المتخذة لمنع تفشي الوباء، مطالباً بالإلتزام بلبس الكمامة والحرص على غسل اليدين جيداً بالماء أو بالمعقم لمدة لا تقل عن 20  ثانية.