صدى نيوز: مع تواصل أزمة "كوفيد-19" في الانتشار حول العالم، يكاد الصبر ينفذ في العديد من البلدان بسبب طول مدة الإغلاق والاضطرابات المستمرة للنظام الاجتماعي والاقتصادي، خصوصا في #الولايات_المتحدة حيث تم تنظيم احتجاجات مناهضة للإغلاق، ما اضطر حكام بعض الولايات إلى التعجيل بتخفيف القيود.

وعلى النقيض من ذلك، بدأ مشهد مختلف يتكشف في #الصين حيث استؤنف الشعور بالحياة الطبيعية تدريجيا مع إعادة فتح الأعمال وخروج الناس بشكل أكثر من منازلهم للاستمتاع بما تبقى من فصل الربيع.

يقدم ما يحدث في الصين نظرة مبكرة للدول الأخرى على الطرق الممكنة لترك الإغلاق واستئناف الأعمال بأمان وما يمكن أن تبدو عليه بيئة الأعمال بعد الجائحة.

وفي الصين، تم استئناف الأعمال والإنتاج على نحو حذر مع الأخذ في عين الاعتبار بتحسن الظروف التدريجي. في تناقض صارخ مع هذا، تشهد الولايات المتحدة جدلا حاميا حول موعد إعادة الفتح في ظل الزيادة المريعة في الإصابات اليومية. لقد قررت الصين إنهاء "إغلاق المدينة" في ووهان في يوم 8 أبريل، وذلك بعد 20 يوما من اختفاء الحالات المؤكدة المحلية الجديدة في البلاد تقريبا.

ومنذ تحسن الوضع، تبنت الصين نهجا تدريجيا لإعادة فتح أجزاء مختلفة في البلاد وقطاعات مختلفة أيضا.

ومنذ مارس الماضي، قام الرئيس الصيني شي جين بينغ بجولة تفقدية في ثلاث مقاطعات صينية منها مقاطعة هوبي الأكثر تضررا، وأرسلت هذه الزيارات رسالة واضحة: هناك حاجة ملحة إلى إعادة تشغيل الاقتصاد ولكن لا يجب السماح بإنعاش الاقتصاد إلا بعد التأكد من أن مخاطر العدوى منخفضة جدا.

وعلق مراسل صحيفة "نيويورك تايمز" بأن محاولة إعادة فتح بعض أجزاء الولايات المتحدة الآن سابقة لأوانها. وأشار إلى أن الصين لم تفتح من جديد إلا بعد أن تأكدت من "انعدام أي إصابات جديدة يومية"، وحذر من أن حرص الأمريكيين على الخروج في وقت لا تزال فيه نهاية الوباء بعيدة المنال هو السبب وراء أكثر من 30 ألف إصابة يوميا في البلاد. الاستنتاج هو أنه لا ينبغي التسرع في رفع الإغلاق.

درس آخر يمكن استخلاصه من الصين يتعلق بالممارسة التي يمكن أن تتبناها الشركات للتأكد من عدم وجود جائحة ثانية من الإصابات أثناء استئنافها للعمل. وفقا لوزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية، أعيد فتح 98.6% من الشركات الصينية الكبيرة مثل الشركات الصناعية، بينما لم تتجاوز النسبة للشركات الصغيرة والمتوسطة 76% حتى أواخر مارس.

أفادت مجلة "ذي إيكونوميست" مؤخرا أنه يعتقد أن الممارسات الصينية تستحق التعلم منها، وهي تشمل "تحديد عدد الأشخاص في المطاعم والأماكن العامة"، و"تحديد عدد العاملين في المكتب". لا يزال العزل الاجتماعي والتدابير الاحترازية الأخرى قائما إلى حد كبير في الصين، مما يجنب البلاد من الموجة الثانية للعدوى.

علاوة على ذلك، تستحق تجربة الصين الاهتمام بها لأن الديناميكيات المعتمدة في بيئة الأعمال الحالية يمكن أن توفر رؤى قيمة حول كيفية تغيير طرق ممارسة الأعمال التجارية لنا في المستقبل.

وقد أظهر الوضع الحالي أنه ومن خلال نقل الأعمال التجارية إلى الفضاء السيبراني، لا يمكن للشركات البقاء على قيد الحياة في هذه البيئة القاسية فحسب، بل ربما تكون أفضل حالا لها. يمثل التسوق عبر الإنترنت جزءا هاما في السوق الصينية. وقد ساهم الوباء في تسريع وتيرة بعض الشركات لجذب العملاء عبر الإنترنت. على سبيل المثال، شهدت نايكي، الشركة الأمريكية المشهورة بإنتاج الملابس والأدوات الرياضية، ارتفاعا في مبيعاتها الرقمية في الصين بأكثر من 30% في الربع الأخير، وفقا لمقال شبكة "سي إن إن". وأظهر ذلك أن تطور ممارسة الأعمال في الصين خلال الوباء، سلط ضوءا جديدا على كيفية إبداع طرق الأعمال وتحسينها في المستقبل.

وفي الختام، في خضم النقاش العالمي حول المدة التي يجب أن تستمر لها إجراءات الإغلاق وكيفية استئناف الأعمال والإنتاج، يجدر متابعة الصين لتعلم الدروس. كما قامت بعض الشركات بصياغة إستراتيجيات الخروج وسعت إلى استكشاف مختلف فرص الأعمال الجديدة ونماذج الأعمال بعد تفشي المرض.