القدس المحتلة- صدى نيوز: إنها المرة الأولى التي تقفل فيها ساجات الأقصى في رمضان منذ مذبحة القدس الشهيرة على أيدي الصليبيبن قبل نحو 900 عام.

مئات آلاف المصلين كان يفترض أن يؤدوا صلاة الجمعة الأولى، كما جرت العادة في كل عام خلال الشهر الفضيل، إلا أن فيروس كورونا حال دون ذلك.

ويقول خبير القدس والمقدسات جمال عمرو "إن المقدسيين وعموم شعب فلسطين عاشوا جمعة حزيناً اليوم، بسبب عدم تمكنهم من دخول الأقصى والصلاة فيه، وإقامة تراويح رمضان بسبب جائحة كورونا، وإجراءات الاحتلال وتدابيره المشددة".

وأكد عمرو أنّ آخر مرة أقفل فيها الأقصى كانت في زمن احتلال الصليبيين للقدس وسيطرتهم عليه، وهي سيطرة دامت ثمانية وثمانين عاماً، مُنع فيها المسلمون من الصلاة فيه.

وقال عمرو: "بعد ذلك تعرض المسجد الأقصى لكوارث بشرية من قبل الاحتلال، سواء بإحراقه في العام 1968 أم ما أعقب ذلك من مجازر وتدنيس، إلا أنه لم يغلق على نحو ما نشهده اليوم، حتى حين ضرب زلزال مدمر القدس في عام 1927، وطاول بعض مبانيه التدمير، لكنه لم يغلق تماماً كما يحدث اليوم".

وتطبيقاً لتدابير الوقاية من كورونا، أدت مجموعات صغيرة من المقدسيين صلاة الجمعة، اليوم، في أحيائهم القريبة من البلدة القديمة وداخل حاراتها؛ كما هو الحال في سلوان، وجبل الزيتون، وفي بعض حارات المدينة المقدسة.

في ذلك الوقت، كان المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، الشيخ محمد حسين، يخطب من داخل المسجد الأقصى بحراس المسجد وسدنته وعدد من كبار مسؤولي الأوقاف الذين سمح بدخولهم وسط تدابير الوقاية.

وجدد المفتي ما كان قد صرح به في وقت سابق من تبرير لإغلاق المسجد الأقصى ارتباطاً بفيروس كورونا، مؤكداً أن الهدف من القرار "هو حماية أرواح المواطنين من الفيروس"، داعيا إلى الصبر والرباط، ومبتهلاً إلى الله لأن يزيل الغمة.