رام الله- قال الرئيس محمود عباس إن القيادة اتبعت طرقاً غير تقليدية للحصول على مواد الفحص الخاصة بفيروس كورونا.

وأضاف الرئيس عباس: نشكر الدول الصديقة التي قدمت لنا المساعدات لمواجهة جائحة كورونا.

وقال إنه يمنع إقامة الولائم الاجتماعية خلال شهر رمضان المبارك، وذلك بسبب تفشي فيروس كورونا.

وتابع: "ها قد أظلّنا شهرُ رمضانَ العظيم، ونحنُ كما تَركَنَا من قبل، لا نزالُ نواصلُ رِباطَنا المقدسَ في أرضِنا المباركةِ في بيتِ المقدسِ وأكنافِ بيتِ المقدس، مستمرينَ في صناعةِ حياتِنا ومستقبلِ أجيالنا، انطلاقاً منْ حقيقتِنا الوطنيةِ التاريخية، وثقافتِنا العربيةِ الإسلامية، وتراثِنا الحضاريِ الضاربِ بعمقٍ في بداياتِ التاريخ".

وأضاف: بادرْنا إلى إعلانِ حالةِ الطوارئِ الاستثنائيةِ في كلِ وطنِنا الحبيبِ فلسطين، بما تشملُهُ مِنْ تقييدٍ مؤقتٍ للحركة، لكي نحُدَّ مِنْ مساحةِ انتشارِ وتفشي هذا الفيروسِ الخطير، دونَ أنْ نلْتفتَ إلى أيِ أمرٍ آخرَ سوى سلامةِ شعبِنا ومجتمعِنا، وكنا السباقينَ في ذلك.

وقال: "عَمِلْنا طوالَ الفترةِ الماضية، وَوَصلْنا الليلَ بالنهار، مِنْ أجلِ توفيرِ كلِ أدواتِ الفحصِ والوقايةِ الخاصةِ بفيروسِ كورونا"، معربا عن شكره للدوَل الشقيقةَ والصديقة، ممنْ قدموا لنا المساعداتِ لمواجهة هذهِ الجائحة، كما توجَهُ بالشكرِ لأبناءِ شعبِنا جميعاً الذين تَوحَّدوا على قلبِ رجلٍ واحد، وتكاتَفوا معاً كلٌ في موقعه، من أجلِ حمايتِنا جميعا منْ هذا الوباءِ الخطير.

وأردف : لقد اضطُرِرنا أمامَ مخاطرِ انتشارِ الفيروس، إلى منعِ التجمعاتِ بأشكالِها كافة بما في ذلك إغلاقُ المساجدِ والكنائسِ أمامَ المصلين، وكُنا في ذلك ننسجمُ معَ تعاليمِ دينِنا الحنيفِ الذي يقررُ أنَّ دفعَ المفاسِد أولى مِنْ جلبِ المنافع، والذي يضعُ حمايةَ الحياةِ الإنسانيةِ في مقدمةِ مقاصدِه وأولوياتِه.

وقال: ونحنُ نستقبلُ شهرَ رمضانَ المبارك، فإن أمانةَ المسؤوليةِ تفرضُ علينا أنْ نستمرَ في سياساتِنا هذهِ لاحتواءِ هذا الوباءِ الخطير، وأنْ نواصلَ الالتزامَ بذاتِ الإجراءاتِ الوقائيةِ التي اتخذناها، حيثُ سنستمرُ في إغلاقِ المساجِد والكنائِس كما نحنُ الآن، رغمَ أنَّ هذا يُحزنُنا كثيرا.

ودعا أبناءَ شعبِنا إلى الاستمرارِ في التزامِ بيوتِهم، ومتابعةِ التعليماتِ التي تصدرُ عنِ الرئاسةِ والحكومةِ والجهاتِ المختصةِ كافة لتنفيذها، كما دعاهم إلى بذلِ الخيرِ في شهر الرحمة والخيرِ والتكافل.

وقال إن إدارةَ هذهِ الأزمةِ الراهنةِ التي نواجهُها، ويواجهُها مَعَنا العالمُ بأسرِه، وبرغمِ ثقلِها وضروراتِها الصعبة، لكنَّها لمْ تُلْهِنا لحظةً واحدةً عنْ قضيِتنا الأساس؛ القضيةِ الوطنية، قضيةِ النضالِ الوطنيِ للخلاصِ منَ الاحتلالِ البغيض، الذي هو أساسُ مآسينا ونكباتِنا، حيثُ نواصلُ العملَ بشكلٍ استثنائي، ومنْ خلالِ كلِّ الدوائِر المعنية، على الصعيدِ السياسيِ وعلى الصعيدِ القانوني، للدفاعِ عنْ وجودِنا، ومواجهةِ المؤامراتِ الظالمةِ التي تستهدفُ حقوقَنا، وفي مقدمِتها مؤامرةُ صفقةَ القرن، والمخططاتُ الإسرائيليةُ الراميةُ إلى ضمِ جزءٍ منْ أرضِ دولتِنا المحتلِة لدولةِ الاحتلال.

وأضاف: لا يَتَوهَّمَنَّ أحدٌ أنه يستطيعُ أنْ يستغلَ انشغالَ العالمِ بأزمةِ الوباءِ التي يواجهُها اليومَ للانقضاضِ على حقوقِنا الوطنية، فنحنُ بالمرصادِ لكلِ مَنْ تُسولُ له نفسُه أنْ يتلاعَب بحقِنا، أو يتجاوزَ قرارَنا الوطنيَ الثابتَ المتمسكَ بإقامةِ دولتِنا الحرةِ المستقلةِ في أرضِنا وعاصمتُها القدسُ الشرقيةُ وِفقَ قراراتِ الشرعيةِ الدولية، وسوفَ نتخذُ كلَّ قرارٍ أو إجراءٍ ضروريٍ للحفاظٍ على حقوقِنا وحمايةِ ثوابتِنا الوطنية.

وفي هذا السياقِ، قال: أبلغْنا جميعَ الجهاتِ الدوليةِ المعنية، بما في ذلكَ الحكومتينِ الأميركيةِ والإسرائيلية، بأننا لنْ نقفَ مكتوفي الأيدي إذا أعلنتْ إسرائيلُ ضمَّ أيِ جزءٍ منْ أراضينا، وسوفَ نعتبرُ كلَّ الاتفاقاتِ والتفاهماتِ بيننا وبينَ هاتين الحكومتين لاغيةً تماماً، استنادا لقراراتِ المجلسينِ الوطنيِ والمركزيِ ذاتِ الصلة.

ولمناسبة  ذكرى مرورِ يومِ الأسير، قال سيادته: أقولُ لأسرانا الأبطال، ولعائلاتِهم وعائلاتِ شهدائِنا الأكرمين: الحريةُ قدرُنا وموعدُنا، وواللهِ إننا لنَرى فلسطينَ الحرةَ السيدةَ مِنْ وراءِ أُفقِ هذه الأزماتِ التي تحيطُ بنا.