صدى نيوز: كشفت انتصار الوزير (أم جهاد) أنها توشك على إصدار كتاب مذكرات يستعرض المسيرة النضالية والإنسانية الاجتماعية المشتركة لها ولزوجها الشهيد الراحل خليل الوزير (أبو جهاد) منذ تزوجا في غزة عام ،1962 آملة أن يصدر مع نهاية العام الحالي. موضحة أن الكتاب يتطرق لهما معا لأن طريقهما كانت واحدة وحياتهما ممزوجة بالثورة منذ البدايات، ولا يمكن فصل سيرتيهما عن بعضهما البعض.

وتشير أم جهاد الى أن الكتاب الجديد سيحتوي على تفاصيل جديدة تلقي الضوء على مسيرة الشهيد أبو جهاد وحياتها ومسيرتها حتى اليوم.

يشار الى أن انتصار الوزير هي ابنة عمّ الراحل أبو جهاد، وقد ولدت لعائلة في غزة، مرجحة أن أصلها يمني، والدها مصطفى محمود الوزير، ولها من الأعمام ستة: إبراهيم محمود الوزير وهو والد الشهيد الراحل أبو جهاد الذي ولد وأقام في غزة ثم الرملة، وحامد الوزير الذي أقام في غزة، وخميس محمود الوزير الذي بقي في غزة، وخليل محمود الوزير الذي أقام في يافا، وشاكر محمود الوزير الذي أقام في حيفا وروبين محمود الوزير الذي أقام في الرملة.

وتنوه أم جهاد التي استذكرت أسماء أعمامها أن العائلة الموسعة عملت في إدارة الحمامات العامة في المدن الفلسطينية ومنها الرملة داخل أراضي 48 ،حيث لا يزال لليوم حمام يعود لوالد زوجها الراحل أبو جهاد، ويعاني من حالة إهمال.

وردا على سؤال قالت إنهم تفرقوا لأن المدن الفلسطينية كانت متشابكة بعلاقات اجتماعية واقتصادية، وعمل كثيرون منهم في حمامات شعبية. وتابعت ” ضمن والدي حماما شعبيا في غزة من آل رضوان ثم اقتناه وأداره، وأظن أن عمي شاكر أيضا فتح حماما شعبيا في حيفا كما عمي روبين في غزة.

وتوضح أن لديهما ثلاثة أبناء وبنتان : الدكتور جهاد الذي يعمل في مجال العلوم السياسية والاقتصاد ومقيم في الوطن، وباسل وهو مقيم عمان ويعمل في الإدارة والإنترنت وأنظمة المعلومات، ونضال ويعمل في الاقتصاد ويقيم في كندا، وإيمان تعمل في الأعمال والمال، والدكتورة حنان باحثة في العلوم السياسية والاقتصادية. وتابعت “حنان ابنتي الصغرى في رام الله معي وإيمان في عمان”.

كاتب أو شاعر

وردا على سؤال عن أي رجل كان الراحل أبو جهاد عدا كونه سياسيا فدائيا ومناضلا، قالت إنها تستصعب وصفه والحديث عنه بلغة الماضي حتى اليوم لأنها أحبته جدا، مكتفية بالقول إنه كان رجلا رقيقا وحنونا ومخلصا وعاطفيا وحساسا وخلوقا. تابعت “لولا أننا ابتلينا بفقدان الوطن وانخرطا بالعمل الفدائي والسياسي لكان يمكن أن يكون أبو جهاد شاعرا وكاتبا”.
وردا على سؤال “القدس العربي” قالت في هذا السياق ” نعم هو أيضا كان يقول هكذا وهو فعلا شاعر وكتب كثيرا قصائد في مجالات متنوعة لم تنشر. أبو جهاد رجل مخلص لزوجته وقضيته ووطنه وشعبه ولأسرته وأبنائه، وكانت قضية فلسطين هي الأساس عنده والبقية أمر ثانوي”. وردا على تساؤل إضافي قالت “نعم فعلا لو ما طلعت في طريقه وأحببنا بعضنا البعض لربما ما تزوج، وتزوج القضية فقط. الحمد لله القدر جمعنا على نفس الخط ونفس الهدف وأنا سعيدة جدا أنني لم أعيق دربه النضالي يوما خدمة لوطنه وشعبه”.

الليلة الأخيرة

وفي حديث سابق قبل سنوات استذكرت انتصار الوزير ضمن حديث مع كاتب هذه السطور الليلة الأخيرة لزوجها، فقالت إنها كانت نائمة فيما كان زوجها في غرفة عمله حينما استيقظت على ضجيج اقتحام المنزل عند الساعة الواحدة إلا ربعا ليلا. وأضافت” كان أبو جهاد يكتب بيانا للقيادة الموحدة في الأراضي المحتلة وأنجز السطر الرابع منها واستهل الخامس حينما أحس بالاقتحام، فسارع للخزانة واستل مسدسا وأطلق النار نحو المقتحمين فارتدوا للخلف فحاولت احتضانه لحمايته فأبعدني عنه وحاول حمايتي، وما لبث أن أصيب فسقط مسدسه ولما هم لالتقاطه مجددا تعرض لوابل من الرصاص من مسدسات وبنادق كاتمة للصوت من قبل أربعة مسلحين ملثمين”.
وتوضح أنها ركعت أرضا لمساعدته وسرعان ما تنبهت إلى أنه استشهد، ولفتت إلى قيام أحد القتلة بتوجيه البندقية نحو ظهرها وأجبرها على الوقوف والانتحاء جانبا ووجهها باتجاه الحائط وبجوارها طفلتهما حنان. وأوضحت أن خمسة مسلحين تناوبوا على التثبت من موته بإطلاق الرصاص عليه بعد موته ثم دخل آخرهم لغرفة النوم وأطلق النيران بكافة الاتجاهات. وأضافت ” صار طفلنا نضال ابن العامين والنصف يصرخ باكيا فطمأنني بكاؤه بأنه ما زال على قيد الحياة بعدما اعتقدت أنهم قتلوه، وغرقت في دموعي على زوجي وابني فصرخت بكل ما أوتيت من قوة وقلت كفى كفى، وفي تلك اللحظة سمعت صوتا نسائيا ينادي المسلحين بالفرنسية يقول :تعالوا بسرعة”.
ودعت انتصار الوزير(أم جهاد) الفلسطينيين للتوحد، وأكدت في ذكرى اغتيال زوجها “المحافظة على عهد الشهداء بمواصلة مسيرتهم حتى التحرير”.