قضية دخول الفلسطينين للكنيست الاسرائيلي داخل الارض المحتلة عام ١٩٤٨ ومشاركتهم في الانتخابات تم نقاشها في السابق وتعامل الجميع مع الأمر  وأصبح واقعا.

القائمة المشتركة تم تشكيلها بتاريخ  ٢٠١٥/١/٢٣ وتضم أربعة احزاب اتحدوا في قائمة واحدة، حيث كانوا يشاركون في الانتخابات الاسرائيلية فرادى ومختلفين فيما بينهم وهم الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، والتجمع الوطني الديمقراطي والقائمة العربية الموحدة، والحركة العربية للتغيير. 

الزلزال  الذي حققه الفلسطينين في الانتخابات الاسرائيلية  بوحدتهم وتكاتفهم من اجل مصالحهم وحصلوا على ١٥ مقعد في الكنيست ، اول ثماره ستكون طرد نتنياهو من الحياة السياسية وإدخاله السجن  او عزله في البيت .

مع ادراك الكل ان خلفه غانتس أيضاً مجرم حرب قاتل الفلسطينين، ولكن المعادلة للمشتركة واضحة إسقاط حكم نتنياهو هكذا وعدوا الجماهير و ان المجرمين سينقصوا واحد ونتنياهو أخطرهم.

الخيارات التي لدى القائمة المشتركة خيارين اما منح نتنياهو رئاسة الحكومة او منحها ل غانتس وليس ثلاثة  خيارات كما الطبيعي ( مع ، ضد ، امتناع ) حيث ان الليكود - نتنياهو لديه ٥٨ صوت وقائمة ازرق ابيض - غانتس لديهم دون الفلسطينين ٤٦، فإذا صوتت القائمة المشتركة بنعم لغانتس كما فعلت حقق غانتس ٦١ صوت و عزلت نتنياهو،  واذا امتنعت او صوتت لنتنياهو النتيجة واحدة وهي سيتم تكليف نتنياهو بكلتا الحالتين وهذا يعني ان الامتناع يكون تلقائيا دعم لنتنياهو.

الشارع العربي في الداخل الفلسطيني يجمع انه يريد طرد نتنياهو لأسباب كثيرة أهمها إقراره لقانون القومية ويهودية الدولة  والذي يعني ان اسرائيل دولة لليهود فقط و دون غيرهم وعلى المسلمين والمسيحين والدروز مغادرة اراضي تلك الدولة المزعومة والتي يتم التخطيط لطبيعتها وشكلها ومن يحق لهم التواجد على ارضها، وكذلك موافقة نتنياهو على بنود الصفقة  والذي شارك في صياغتها وإعدادها مع ترمب والتي فيها قرار في الأساس شطب حقوق الشعب الفلسطيني في ارضه ودولته، و فيها امر خطير آخر يمس حوالي ٣٥٠ الف وهو  طرد أهالي منطقة المثلث من حدود الدولة  الاسرائيلية المزعومة.

هذه الأسباب التي تجعل القائمة المشتركة تعلن صراحة انها ضد نتنياهو ولكنها واضحة و اعلنت ذلك انها بين نارين احلاهما مر، وأنها ستختار بين السيء والأسوء وبالتالي منحت صوتها لتكليف غانتس والهدف الأساسي التخلص من حُكم نتنياهو.

بالاضافة لذلك فقد وضعت القائمة المشتركة شروط على غانتس منها إجراء بعض التعديلات وإلغاء نظام هدم البيوت العربية، و ضرورة وضع خطة اقتصادية لتطوير الاقتصاد العربي.

تشكيل حكومة أقلية دون مشاركة وزراء عرب ستجعل هذه الحكومة تحت الصغط والقرار في استمرارها يعود للقائمة المشتركة وبالتالي ستتجنب حكومة الاحتلال الجديدة سياسات قاسية او تسقط خلال اشهر قادمة، لكن هذا لن يعيد نتنياهو ثانية للحياة السياسية  و سيذهب حتما للسجن بسبب التهم المثبتة عليه وسقوط حصانته كرئيس وزراء.

هناك آراء قد تختلف وتتهم القائمة المشتركة انها دعمت المجرم غانتس، ولكن هناك آراء اكثر ستتهم المشتركة انها بامتناعها تكون عن سبق الإصرار دعمت الأكثر اجراما نتنياهو.