كَتَبَ رئيس تحرير صدى نيوز: الكل الفلسطيني يتفق أن إجراءات الحكومة السباقة والقوية منعت من انتشار الفيروس، وتعاون المجتمع وتكاتفه جعل فلسطين متقدمة على الدول الأوربية مثل ايطاليا وغيرها بمواجهة هذا الوباء رغم عدم سيطرة الحكومة الفلسطينية على المعابر  بسبب الاحتلال، وكذلك خطر العمال الذين يعملوا داخل فلسطين المحتلة .

لكن أن نسمع أو نقرأ هذه الجملة مصيبة :"لو بموت ما ببلغ اني مصاب" كتبها البعض من أهالي طولكرم، ولم يحدث هذا في بيت لحم لماذا؟

ان تداول أسماء المصابين عبر وسائل التواصل الاجتماعي والسخرية والتهكم دونما أن يبلغ المصاب وعائلته من الجهات الرسمية بطريقة صحيحة، هذه الممارسات وغيرها تجعل الإصابة بالمرض كأنها تهمة كما حدث مؤخراً مع المصاب من طولكرم، حيث أن هناك ملاحظات على الحكومة والشارع  تداركها:

أولاً: توجه قافلة السيارات  لمنزل المصاب وإحضاره في طولكرم أشعر المحيطين أن المصاب مجرم أو أنه ارتكب فضيحة وكأنه هارب من الجهات الرسمية.
 
ثانياً: تنمر البعض على أفراد أسرة المصاب بألفاظ وكلمات أشعرتهم أنهم منبوذين أو مجرمين أو ارتكبوا عمل مخل بالشرف وهذا قد يؤثر على قرار البعض في التبليغ عن نفسه أو عن أحد أفراد عائلته، فالبعض يعتبر وكأن الإصابة بالمرض قرار اختياري قرره المريض او عائلته.

ثالثاً: أماكن الحجر حيث تحدث البعض عن عدم جاهزيتها، وهناك حاجة و ضرورة لتصويرها وعمل تقارير مصورة عنها وتوفير كل أسباب الراحة لمن تم حجرهم.

رابعاً: قول البعض أن هذا الفيروس ليس خطيراً وان نسبة الوفاة لا تصل لـ٣٪؜ رغم دقتها تجعل البعض يستهتر به، وبعض التصريحات تخفي حقائق خطيرة منها ان هذا الفيروس يقتل الجميع و مِن كل الأعمار وخاصة انه يضرب الجهاز التنفسي في معظم الأحيان، ويحتاج المريض للأوكسجين و دخول العناية المركزة، وانتشاره بشكل كبير لن يُمكن وزارة الصحة من توفير غرف العناية المركزة  للجميع، ناهيك ان الشباب المصابين سينقلون المرض للوالد والوالدة والجد والجدة الذين نسبة وفاتهم مرتفعة جدا بسبب هذا الفيروس ، فمهم ان نصرح دونما ان نخلط بين  الرُعب او الاستهتار .

سلوك البعض وممارساتهم تؤثر سلباً على المصابين ومن تم حجرهم، واجب الحكومة وكل مواطن مراعاة ذلك ، و الحقيقة أن خطر انتشار الوباء يمس كل فرد في فلسطين، وتعاون الجميع وتكاتفهم من أهم مقومات النجاح في التغلب على هذا الفيروس مجهول العلاج، وعكس ذلك انهيار النظام الصحي وموت محتم للكثيرين.

توعية المجتمع، وتقدير المريض والوقوف الى جانبه وفق توصيات صحية وقائية هامة، وتوفير أماكن مريحة وآمنة واجب، والسعي حتى للاختلاط بهم من ممرضين وحتى مواطنين مدربين ضرورة تساعد في راحة المريض وذويه.
 
وعلى المصاب أو من اختلط بمصاب أن يعلم وبشكل لا يقبل التأويل أن إخفاءه حقيقة إصابته جريمة كبيرة لا تغتفر وهذه فعلاً تعادل جريمة القتل أو أكثر بكثير من الإخلال بالشرف وتعادل الخيانة العظمى .