كتب رئيس التحرير: لا يتوقف خطر جائحة كورونا على الأفراد، بل يتعداهم ليصل إلى أعمق من ذلك، ضارباً عمق الاقتصاد لدول عظمى كالصين، وأخرى متقدمة كإيطاليا. هذه الجائحة التي تبلغ نسبة الوفاة لدى المصابين بها 3%، حسب منظمة الصحة العالمية أدت لخسائر بالمليارات على المستوى الدولي.

وفلسطين الآن ليست خارج هذه المعركة التي لا يزال فيروس كورونا المنتصر والأقوى فيها، ما يدفع لتعزيز التعاون والتكاتف بين جميع شرائح المجتمع، إضافة إلى الدعم الحكومي، والذي يجب أن يكون عصب هذا التكاتف وأساسه.

من واجب الحكومة الآن وأكثر من أي وقت مضى اتخاذ إجراءات لحماية المجتمع طبيًا وماليًا وأمنيا في ظل هذه الظروف، والواجب الذي يقع على عاتقها كبير جدًا، فهي يجب أن تكون المبادِرة الأولى، وصاحبة السبق في الدعم والتعويض والخِدمة، لكن لا يعني ذلك أن يقف المواطنون ومؤسسات البلد مكتوفي الأيدي، بل يجب أن ينخرطوا في هذه المعركة.

المطلوب من المواطن أولًا الالتزام بالتعليمات والقرارات المركزية من الحكومة بشكل عام  ومن وزارة الصحة تحديدا في الأمور الطبية ، وعدم التعاطي مع الإشاعات او المشاركة بنشره، فإهمال المجتمع كارثي وسيدمر الخطط، كخروج المواطن من المحافظات (المحجورة) التي فيها إصابة دون تنسيق او اخبار للجهات المعنية، وهو أمر يشكل خطورة على نقل الوباء لأهل بيته وأصدقائه وللمجتمع.

إن فتح المطاعم أو المقاهي التي صدر قرار إغلاقها يمثل خطورة وتجاوزاً قاتلاً، حيث فيها تجمعات كبيرة ومتغيرة وغير محصورة، ما يعني تشكيل خطر في نشر المرض دون قدرة الحكومة على التحكم بمصدر العدوى .

هذه الأيام هي الأحوج لأن يشارك المواطن بمبادرات تحد من الأضرار على الدولة سواء كانوا أفراداً من خلال التطوع بالمشافي او المختبرات او بتسجيل من معلم  دروس تعليمية للطلاب وخاصة التوجيهي ونشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، او التطوع حتى لتنظيف الحي او الشارع .

مطلوب من رجال الدين توعية المواطنين بأن صلاتهم مقبولة في المنزل أفضل من المسجد والكنيسة في ظل الوباء، وقد تكون حراماً اذا كان فيها إهمال يؤدي لانتشاره بين المصلين ليعم كل الوطن.
مطلوب من أصحاب الشركات والمطاعم التي أغلقت أبوابها الالتزام بدفع رواتب العمال الذين  ليس لديهم أي مصدر دخل سوى رواتبهم دون أي تقصير أو تذمر ، ومطلوب من العامل ان يقوم بعمل عن بُعد سواء بيتي أو أي مكان آمن ليساعد في تقليل الخسائر من الإغلاق، وتقدير الموقف لصاحب العمل الذي ليس لديه قدرة لدفع رواتب عماله من خلال حلول منطقية وخلاقة .

مطلوب من المدارس والجامعات ان تبادر بتعليم إلكتروني او حتى بيتي ضمن ضوابط وزارة الصحة وبالتنسيق معها حتى تمنع من خسارة الطلاب للعام الدراسي .

مطلوب من الشركات والبنوك تقدير وضع الناس من خلال وضع آلية جديدة للتعامل مع الشيكات والالتزامات في ظل الإغلاقات وانتشار الوباء، وكذلك مراعاة النساء ممن لديهن أطفال يجلسوا في بيوتهم  بسبب إغلاق الحضانات والمدارس  ومنحهم  إجازات مدفوعة الأجر لحين انتهاء الأزمة ووضع برامج مناوبات لكل الموظفين من خلال التعامل مع ظروفهم وأوضاعهم .

مطلوب من كل المؤسسات التي تستمر بممارسة عملها توفير كل أشكال السلامة من تعقيم مستمر دون إهمال ولباس للعمال  والمراجعين تحميهم من اي إصابة او عدوى .

مطلوب من كل أسرة ان تتابع أفرادها وتلزمهم بعدم اي تجاوز للمعايير والتعليمات الصادرة حتى نحمي الوطن من نتائج وأخطار هذا الوباء الزائل حتما بتعاوننا  .

اجتماع السواعد يبني الوطن واجتماع القلوب يخفف المحن، واليد تغسل اليد والاثنتان يغسلان الوجه ، ونحن جميعا في نفس القارب علينا ان نجدف معا، ويد الله مع الجماعة وما النصر الا صبر ساعة ، جهد المواطن مع الحكومة واجب لنحمي الوطن  .