قال رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس خالد مشعل ان صفقة القرن الامريكية لا قيمة لها ولا مستقبل ولن تتحقق على الأرض فهي صفقة خطرة جدا، لأنه في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي وكذلك في تاريخ المبادرات الدولية وخاصة الامريكية، العدو الاسرائيلي اعتاد أن يتوقف عند أي مبادرة او اتفاق سواء قبلها أم رفضها ويعتبره نقطة انطلاق يبدأ التاريخ من بعدها، بالتالي كل تنازل يأتيه من الإدارة الامريكية او من أي مبادرة دولية هو يهضمها ثم يبدأ من عندها ويطالب بالمزيد من التنازل.
واضاف: أي صفقة في العالم تتم بين طرفين، ولكن هذه الصفقة بين الراعي وأحد أطراف الصراع، وهذه معادلة مختلة في شكلها ومضمونها وتدل على استخفاف من الراعي الأمريكي بشعبنا الفلسطيني وحقوقه، وهو الطرف الأساس في الصراع وصاحب الأرض والحق، وبالتالي هي ليست صفقة، وإنما هدية أمريكية للعدو المحتل لأرضنا في توقيت معروف للقاصي والداني للمحلل السياسي وللإنسان العادي، بانها صفقة مرتبطة بمصالح شخصية لترامب ونتنياهو، فضلاً عن أنها تأتي في سياق السياسة الامريكية المضطربة والأكثر التصاقاً بالكيان المحتل في عهد ترامب، رغم أن كل الإدارات الامريكية السابقة كانت منحازة، ولكن حتى الموقف الأمريكي التقليدي، هذه الإدارة تجاوزاته.
وتابع مشعل هذه الصفقة تعتبر تصفية للقضية الفلسطينية، لأنها تصفية للأرض ولحق العودة وتصفية للقدس وللدولة الفلسطينية، وما هو مطروح في هذه الصفقة لا علاقة له بالدولة الفلسطينية، المطروح دون قيام دولة ولا سيادة، ولا علاقة بالعالم ولا حدود ولا اتصال بالعالم، هي عبارة عن "كانتونات" جزر معزولة، تتصل ببعضها البعض بأنفاق وجسور، تتواصل مع العالم عبر البوابة الإسرائيلية وان المطروح في هذه الصفقة يأتي على كافة الحقوق الفلسطيني وينسفها نسفا، وخاصة تلك القضايا التي هي جوهر الصراع والقضايا الأساسية. أي دولة هذه دون القدس ودون حق العودة وعودة الأرض والسيادة والافراج عن جميع اسرانا في سجون ومعتقلات الاحتلال؟!
واضاف مشعل في حوار مع صحيفة القدس : ما أعلنه الأخ الرئيس محمود عباس "أبو مازن" سواء في خطابه الأول رداً على الصفقة في رام الله ثم في الجامعة العربية موقف جيد، حماس مدت يدها للأخ أبو مازن، واعتقد أن الكل الفلسطيني معني بتوحيد الموقف، ويحسب للأخ أبو مازن ان موقفه من صفقة القرن منذ البداية لم يتغير، وهو لم يعط غطاء لها حتى وهي في مرحلة التشكيل والتسريب وجس النبض والاختبارات الخ.
نقدر موقف الرئيس، ولكن علينا فوراً ان نتحول الى التنفيذ والتطبيق، والى التحشيد، فتح وحماس وكل الفصائل والقوى والشخصيات، مؤسساتنا الفلسطينية في الداخل والخارج والحشود الشعبية وفي الخارج عبرت عن الموقف الحاسم، وقد اتحد الموقف الفلسطيني برفض قاطع للصفقة المهزلة، وهذا يربك الموقف الأمريكي والإسرائيلي رغم غطرستهم، ويضيق على بعض المواقف والاختراقات للأسف في الصف العربي التي تماهت مع هذه الصفقة، وتغطيها سراً أو علانية، وشهدت عملية الإعلان عن تلك الصفقة في واشنطن، ويكشفها ويؤكد لها انه لا يمكن تجاوز الرفض والموقف الفلسطيني القوي الرافض للصفقة.
وبخصوص مشاركة بعض العرب في الإعلان عن الصفقة المهزلة قال مشعل: كان أمرا مؤسفا لنا ونأمل ان يصحو المتماهون مع تلك الصفقة ويعودوا للصف العربي ويدركوا انه لا يمكن اللعب بهذه القضية، وان الشعب الفلسطيني لن يقبل منهم ذلك ولن يتمكنوا من تجاوزه، وان أي مقاربة من طرفهم سراً او علانية لن تجديهم، فضلاً ان مكانة القضية الفلسطينية ليست للمساومة ولا للاستثمار في الاتجاهات الخاطئة، وهي قضية تتطلب من الجميع ان يقفوا موقفاً تاريخياً صلباً ومبدئياً منها، والحد الأدنى ان يصطفوا خلف الموقف الفلسطيني لا ن يزايدوا عليه أو ينتقصوا منه او يطعنوه في ظهره.