رام الله- شُيع جثمان قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني أو ما تبقى من جثته، اليوم السبت، في العراق، وسط تهديدات إيرانية بالرد على اغتياله من قبل الجيش الأمريكي، وفلسطينياً فقد أقيم مأتم لسليماني في قطاع غزة، كما خرجت تجمعات في مناطق متفرقة من الضفة رفضاً لما أقدمت عليه أمريكا.
لم يكن هذا هو المشهد الوحيد في فلسطين، حسب رصد وكالة صدى نيوز، ففي الطرف الآخر هناك أصوات معارضة لتمجيد الرجل وفتح بيت عزاء له، متهمة إياه بالمسؤولية عن تهجير غالبية اللاجئين الفلسطينيين في العراق، وقتلهم والتنكيل بهم، لكن هذه الاتهامات لم تجد ما يسندها من أدلة على أرض الواقع.
وكأن الشارع الفلسطيني ينقصه انقسام آخر، لينقسموا بعد اغتيال سليماني إلى فريقين آخرين، فريق أدخل سليماني النار، وفريق أدخله الجنة!
وتشير جميع الدلائل إلى أن المسؤول عن تهجير فلسطينيي العراق هي الميليشيات الطائفية دون تحديد جهة بعينها إضافة إلى تنظيم الدولة (داعش)، والسياسيات الرسمية في العراق، حيث يشير خبراء إلى أن الهجرة الفلسطينية من العراق أمر طبيعي في ظل هجرة العراقيين أنفسهم من بلدهم.
وعودة على الخلاف الفلسطيني الداخلي حول سليماني، فإن الراصد لتعليقات الفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي يجد عدداً لا بأس به من المؤيدين لقتل الرجل واصفين إياه بالفطيس والمقبور، وعدد آخر لا بأس به أيضاً معارض لهذه العملية، واصفين الرجل بالشهيد.
ويبرر المؤيدون حسب مسح أجرته وكالة صدى نيوز موقفهم بتبريرات مذهبية (سليماني شيعي)، فيما يبرر آخرون بأنه مسؤول عن قتل العراقيين والفلسطينيين هناك، أما المعارضون لقتله فيقولون إن "إيران تقف إلى جانب القضية الفلسطينية، وكان الرجل شوكة في حلق أمريكا لذلك قتلته، ويجدر بنا تأييد الحق ومعارضة أمريكا وإسرائيل دائماً".
تجدر الإشارة إلى أنه لم يصدر أي بيان من الفصائل الفلسطينية كافة يؤيد أو "يشمت" بعملية اغتيال سليماني، حيث كان الخلاف في ذلك مقتصراً على عامة المواطنين، ولم يصل حد الطبقة السياسية.
بيت عزاء في غزة
أقامت فصائل العمل الوطني والإسلامي في غزة السبت، بيت عزاء لقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، حيث شارك في بيت العزاء الذي أقيم في ساحة الجندي الجهول وسط مدينة غزة، ممثلون عن الفصائل والقوى الوطنية، ونواب من المجلس التشريعي وشخصيات رسمية ووجهاء ومخاتير.
وقال القيادي في حركة حماس زكي دبابش إن إقامة القوى الوطنية لبيت عزاء لسليماني يأتي كرسالة وفاء لهذا الرجل لدعمه الكبير الذي قدمه للمقاومة الفلسطينية وقضيتنا الوطنية.
من جهته استنكر القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب اغتيال الإدارة الأمريكية لسليماني ورفيقه المهندس، ووصفهما بأنهما "قائدين كبيرين في الأمة العربية والإسلامية".
بدور، أوضح القيادي في الجبهة الشعبية-القيادة العامة-لؤي القريوتي أن سليماني له الفضل في تطوير المقاومة الفلسطينية وما كانت عليه هذا اليوم، موضحًا أنه أسس نهج وطريق للمقاومة في مواجهة الهيمنة الأمريكية بالمنطقة وإزالة دولة الاحتلال.