القدس المحتلة: لا شك ان المجزرة الإسرائيلية المروعة التي حدثت من قبل جيش الاحتلال الغاشم، بحق عائلة أبو ملحوس "السواركة"  بالعدوان الاخير على غزة، حيث قصفت الطائرات الحربية الاسرائيلية  منزل العائلة، في مدينة دير البلح وسط قاع غزة ، مما أدى إلى استشهاد 9 من أفراد العائلة غالبيتهم من النساء والأطفال ستبقى عالقة بكل الاذهان.

اعلام الاحتلال نشر اليوم تقريرا عن هذه المجزرة المروعة التي ارتكبها جيشه، حيث قالت الطفلة الناجية من الجزرة نور السواركة (11) عاماً، أنها حين تسمع أصوات الطائرات تحلق في سماء غزة، والمنطقة التي تعيش فيها تحديداً، تشعر بالخوف الشديد، وقالت وهي تبكي بشدة ""لماذا قصفونا؟ ماذا فعلنا بهم؟ لقد سرقوا مني كل ما كان جميلًا في حياتي، لقد أصبحنا أيتامًا"، مشيرةً إلى أن والديها يسرى ومحمد وشقيقيها معاذ ووسيم، إلى جانب عمها رسمي وزوجته وأطفاله الثلاثة، قد استشهدوا جميعًا، وبقيت مع شقيقيتها بدون أب أو أم، وقد أصبحوا أيتامًا وبلا مأوى.

وعن تلك الليلة التي لا تنسى تقول نور الطالبة في الصف السادس الابتدائي، "الكل كان نائمًا، ولكني لم أتمكن من النوم بسبب ضجيج الطائرات التي كانت تحلق بكثافة، وفجأة سمعت صوت انفجار كبير وكان بجواري أخواتي نيرمين وريم، ورأيت أختي نيرمين تحاول الهروب لكنها وقعت أرضًا بعد أن أصيبت".

وتابعت: "لقد ابتعدت عن المنزل بعد أن هربت منه، وتوقفت التفجيرات وبدأت أبحث عن أخواتي، ولكن المنزل تحول إلى كومة من الركام والحفر الكبيرة، ووجدت زوجة عمي وأولادها، وبدأنا نبحث عن أخواتي وأبناء عمي، فوجدت ريم مدفونة تحت الرمال، وكان وجهها مغطى بالدماء، وحاولت إخراجها من الرمال، ووجدت سالم وليما بجاني والدتي التي حاولت إيقاظها، وقلت لها تعالي يا أمي تعالي، لكنها لم تسمعني وأدركت أنها استشهدت".

ولفتت إلى أنها وجدت والدها ينزف وطلب منها الاتصال بالإسعاف، فركضت سريعًا إلى مستودع مقابل منزلهم وطلبت من صاحبه الاتصال بالإسعاف، ثم عادت لمنزل عائلتها المدمر، وكانت حينها الطائرات تحلق بكثافة، وكانت في حالة خوف شديد من إمكانية تعرضهم للقصف مرةً أخرى.

وأشارت إلى أنه حين وصلت سيارات الإسعاف تم نقلهم جميعًا إلى مستشفى شهداء الأقصى وإجراء فحوصات لهم، أنها لم تصاب، لكن شقيقها سالم أصيب بجروح خطيرة وكان على سرير المشفى بجانبها.

وبينت أنه في الصباح عادت لمنزل جدتها وبقيت أخواتها ريم ونيرمين وشقيقها سالم في المشفى، وحين عادت عرفت أن إلى جانب والدتها، قد استشهد شقيقيها وعمها وزوجته وأبنائهم الثلاثة، وقيل لها أن والدها أصيب بجروح خطيرة.
 
وقالت "عندما سمعت كل هذا جمدت. لم أبكي أو أصرخ. لم أشعر بشيء. حتى عندما تم تشييعهم شعرت بحزن عميق ولم استطيع البكاء، فلم أصدق ما حدث لنا".

وأضافت "بعد أسبوع استشهد والدي، وجسدي بدأ يرتجف، كنت في حالة خوف رهيب، لم استطع النظر إليه عند تشييعه، ومرت الآن 3 أسابيع على استشهادهم، وأنا افتقدهم جميعًا، وخاصةً أخي معاذ، كنا قريبين جدًا من بعضنا".