رام الله - صدى نيوز 

كتب : د علي النظامي.

كالعادة، وكما هو مخطط له، ومن بعض الاطراف بالداخل الاردني، وبعض الاطراف في الخارج، والتي لها علاقة مع أطراف في الداخل الاردني، بدات حملة مهاجمة وأنتقاد أي جهد ملكي يقوم به الملك عبدالله لتصحيح وتصويب أخطاء مفصلية في الداخل الاردني، وهذا الأمر لم يعد ينطوي على "الطفل الرضيع "، حملة ممنهجة بعد كل نشاط، أو جهد، أو تغريدة للملك، وكأنه تم تجنيد جيش إلكتروني كامل لمهاجمة أي شيء يصدر عن الملك، للقيام بتشويه اي فعل يقوم به الملك في دولته ووطنه.

رسالة الملك لمدير المخابرات الجديد واضحة، ورسالة لا تحتاج لترجمة، فكل كلمة وسطر ورد بها، معناه واضح، وهو ترجمة فعلية لخطابات الملك في الزرقاء، وفي القيادة العامة، بان الاردن يمر بظروف واحداث صعبة، وهناك من يتربص بهذا البلد، ويشكك بمواقف قيادته ، لذلك أراد الملك البدء بإصلاحات حقيقية لحفظ الوطن والجبهة الداخلية، وتنظيم الجهود لمواجهة القادم، ومواجهة كل من تسول له نفسه أستغلال الظروف للعبث بهذا الوطن.

جهاز المخابرات العامة، وفي كل دول العالم هو العين الساهرة ليل نهار على أمن الوطن، وحفظ النظام العام، والتصدي لكل المخططات السياسية والعسكرية ، والامنية والاقتصادية وغيرها، والتي تهدد الدولة، والوطن والمجتمع، وبالتالي بدأ الملك بجهاز المخابرات العامة لأنه أهم مؤسسة وطنية أمنية، وهو جهاز على درجة كبيرة من الاحتراف، والمهنية لصون وحفظ الوطن وتقع عليه مسؤولية وطنية كبيرة.

كلمات الملك في الرسالة التي وجهها للمدير الجديد تتمحور حول حفظ الوطن، وأصلاح التشوهات التي لحقت ببعض المواقع في هذا الجهاز، وبسبب قلة قدموا الخاص على العام، وشخصنوا الامور، وابتعدوا عن المهنية والاخلاص للوطن، وكما هي رسالة هذا الجهاز المهم، ولم يتطرق الملك في رسالته الى اي شيء يستدعي هذه الهجمه، وكيل هذه التهم بعد صدور هذه الرسالة.

لذلك أستغرب ممن ذهبوا في الداخل والخارج الى نشر الاكاذيب، والتأويل، بان الملك أراد في رسالته الى المدير الجديد للمخابرات العامة، زيادة القبضة الحديدية داخل المجتمع الاردني، وقمع الحريات العامة، وتكميم الافواه، وزج الناس في السجون، ومنع الناس من التعبير عن أرائهم ضمن اطار الحرية المسؤولة، والتنكيل بالحراك، وشن حملة اعتقالات واسعة بين جماعات الحراك، حقاً أستغرب هذه التهم، وأستغرب من اين اتوا بهذا الكلام، وكيف اصدروا هذه الاحكام الكاذبة، علماً بان بعض المعارضين في الخارج قد شهدوا لمدير المخابرات الجديد بأنه رجل وطني ويتقى الله، وله بصمات خيره في تاريخ خدمته ؟.

الرسالة واضحة وضوح الشمس وقت الظهيرة، والكل يعلم بان الملك يريد حفظ الوطن، والمجتمع، ولجم كل من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن والمواطن، وهذا الأمر وجب على كل أردني أن يكن معه، وداعم له ، ولا أعتقد أن الملك قصد أي مواطن اردني حر شريف يعبر برأي معين أو بسلوك معين عن رأيه السياسي الوطني المسؤول، بل الملك قصد فئات معروفة، وهذه الفئات هي عدو للوطن والشعب، وفئات تتبرص بالدولة والشعب، وفئات تنسج خيوطها مع جهات تريد أثارة الفوضى والفتنة، وأشعال نار كبيرة داخل الوطن، نار تأكل الاخضر واليابس.

وأختم بالقول، هل يصدق عاقل أن الملك الذي ينادي ليل نهار شعبه بأن يكن معه ويقف خلفه اليوم وبصف واحد، هل يصدق أحد أن الملك يريد التنكيل بشعبه، ويريد قمع شباب الوطن ومثقفيه، ولجم أفواه الناس عن حرية التعبير، وبالتالي يفسد على نفسه رعيته وشعبه؟.

من يتابع نشاطات الملك اليوم، يجد أن الملك يمد يداه الاثنتين لأبناء شعبه، ويجد بأن الملك أعاد شد شعرة معاوية مع شعبه، ولكن من يتربصوا بهذا البلد ما زالوا يتصيدوا بالماء العكر لأجل تحقيق أهدافهم، ولكنهم، وبعون الله سوف يفشلوا، وستبقى الاردن والاردنيون صخرة صامدة تتحطم عليها كل مؤامرات الجبناء المارقين، والذين ما أرادوا يوماً الخير لهذا الوطن، وهذا الشعب .
حفظ الله الاردن.