رام الله - صدى نيوز - كشف الرئيس محمود عباس ظهر الأحد، عن أن الدول العربية لم ترد –حتى اللحظة- على طلب السلطة توفير شبكة أمان عربية بمبلغ 100 مليون دولار شهريًا، جراء الأزمة المالية التي تعيشها بسبب اقتطاع "إسرائيل" أموال المقاصة التي تشكل 70% من موازنتها.
وقال عباس خلال ترؤسه اجتماع مجلس الوزراء برام الله إنه طالب العرب خلال القمة بشبكة أمان مالي بمبلغ 100 مليون دولار شهريًا، وعرض عليهم أن تكون ديونًا ترجعها السلطة بعد إعادة أموال المقاصة؛ "لكن لم يأتينا جواب. وعلينا التحمل والصبر".
وأوضح أن "إسرائيل تحاول بكل الوسائل شرعنة الخصومات من أموالنا"، واستدرك بالقول "لكن لن نقبل بذلك مهما كلفنا ذلك من ثمن".
وأكد عباس رفض السلطة استلام أموال المقاصة من "إسرائيل" منقوصة "شيقلًا واحدًا"، مشددًا على أن "إسرائيل في النهاية ستعيد أموالنا بطريقتنا وليس بطريقتها".
ووقَّع وزير المالية الإسرائيلي موشي كحلون في 1 أبريل/ نيسان الجاري قرارًا يقضي بخصم 42 مليون شيقل شهريًا من أموال المقاصة الفلسطينية على مدار عام 2019، (ما مجموعه 504 مليون شيقل على مدار العام)، تطبيقًا لقانون اقتطاع رواتب الأسرى.
وأوضح عباس أن "المالية" ستدفع 60% من راتب شهر رمضان، بعد دفعها 50% في الشهرين الماضيين، وقال: "الناس شوية بتتحمل، وبعدما بنشوف (سنرى) كيف الأمور بتمشي".
ولفت إلى أن السلطة قررت التوجه للعالم بشأن أموال المقاصة، وقال: "عندنا ما نفعله ونقوله وما يمكن أن نتصرف به إذا هم استمروا في هذا".
وأضاف: "نحن مش قد (لسنا مماثلين لـ) أمريكا ولا أصغر من أمريكا ولا أصغر أصغر أصغر منهم، لكن لنا كرامة وحق وشرعية، وهما اللي خلونا نقول (دفعونا لقول): "لا" في موضوع نقل السفارة وصفقة العصر".
وأشار إلى أن هناك من ينصح الفلسطينيين بالصبر على ما يجري، إلا أنه استدرك بالقول: "لكن نصبر على ماذا؟، صبرنا 70 سنة وممكن نصبر كمان 10 أو 20 لكن على شيء، يكون هناك شيء نصبر لأجله".
ونوه عباس إلى أن "ما سيأتي من صفقة العصر ليس مهمًا لكن ما ذهب هو المهم"، في إشارة لتطبيق أمريكا قرارها بنقل السفارة ومجموعة من القرارات الخاصة باللاجئين.
وقال: "ليس عنادًا. الأبواب مفتوحة للحوار مع الكونغرس والإدارة الامريكية، إذا تراجع الكونغرس عن اعتبار منظمة التحرير إرهابية".
وأضاف: "من (عام) 87 معتبرنا إرهابيين حتى الآن، ومنذ ذلك الوقت مرت اتفاقيات وتعاونات وزيارات رسمية وزيارات دولة". وتساءل: "مع ذلك ما زلت إرهابي؟ فسر لي إياها!".
وأكد عباس أنه لابد من جلسة مع الكونغرس لنتناقش، "خلينا (تركنا) الأبواب مواربة حتى إذا كان عندهم استعداد للحوار ما عنا مانع".
وفي كلامٍ موجه للإسرائيليين، قال عباس: "نريد العيش معكم بسلام كجيران. الواحد يريد أن يتفاهم هو وجاره، إيش ما كان يكون (أيًّا كانت طبيعته). بدي أعيش معه، لكن ليس بأي ثمن، جيران لنا حقوق".
وأوضح أن "موضوع الشرعية الدولية لم يعد محل اهتمام الإدارة الأمريكية، "نحن لا نقبله ولا غيرنا يقبله".
ولفت إلى أن الموقف الأوروبي بدأ يتفهم الأمر، مشيرًا إلى حديث ممثلة الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية فيديريكا موغريني في القمة العربية في تونس وتأكيدها وقوف أوروبا مع "حل الدولتين" ورفضها نقل السفارة الأمريكية للقدس وغيرها من المواقف.
وبين عباس أن "مثل هذا الموقف من أوروبا شيء إيجابي لم نعتد عليه تاريخيًا، لأن أوروبا هي التي اخترعت الصهيونية وإسرائيل".
وحول العلاقة مع حماس، أكد عباس استعداده لتنفيذ اتفاق القاهرة 2017 للمصالحة "من ألفه إلى يائه"، مضيفًا "وما عدا ذلك نحن في حل من أمرنا".
وأعاد عباس التأكيد أنه "إما دولة واحدة وسلطة واحدة وقانون واحد وسلاح شرعي واحد وإما بلاها بدناش (لا نريد الأمر)".
وأضاف: "لا نريد العيش بجو ميليشيات أو دولة في قلب دولة أو حكومة في قلب حكومة. ولن أستعمل السلاح والقوة معك".
وأشار عباس إلى أن المجلس المركزي (الهيئة المنبثقة عن المجلس الوطني) سيجتمع عقب عودة وفود تم إرسالها وسترسل لدول العالم للاطلاع على مجريات الزيارات.
وشدد على أن "المجلس المركزي هو البرلمان، وهو الذي يقرر ويأخذ صلاحيات المجلس الوطني عند انعقاده"، مضيفًا "ما هي النقاط التي سنتخذها؟ هذا ما يقرر المجلس".
وحول القرارات المراد اتخاذها بجلسة المركزي، قال عباس: "سنحاول قدر الإمكان ألا تكون قفزاتنا في الهواء وعبثية وبدون حسابات، المغامرة بمصير الشعب غير سهلة، لكن السكوت عما يجري للشعب غير سهل".