رام الله - صدى نيوز - منذ اندلاع الثورة الفلسطينية في ستينيات القرن الماضي، سارت بلدة كوبر شمال رام الله في ركب العمل الوطني المقاوم، ما ادى إلى استشهاد عدد من أبنائها، وأعتقال أكثر من 500.

ويقبع حاليا من أبناء البلدة نحو 20 أسيرا في سجون الاحتلال الاسرائيلي، ثمانية منهم محكومون بالمؤبد وأحكام عالية، وأقدمهم نائل البرغوثي الذي أعيد اعتقاله عام 2014، والذي تجاوز 39 عاما في الأسر، والأسير مروان البرغوثي الذي حكم بالسجن 5 مؤبدات و40 عاما والمعتقل منذ عام 2002، والأسير مراد وليد البرغوثي المحكوم بالسجن 10 مؤبدات والمعتقل عام 2003 بعد زواجه بأيام، والأسير شادي فخري البرغوثي المحكوم بالسجن 29 عاما واعتقل عام 2003، والأسير عمر العبد المحكوم بالسجن 4 مؤبدات والذي اعتقل عام 2017.

ومنذ عام 1969 حتى عام 1982 ارتقى من البلدة 6 شهداء على الأقل هم: الشهيد ربحي عصفور البرغوثي، وعلي عبد الغني خلف، ونجم محمد بدوان، ومجاهد حج حمد، ويوسف أسعد البرغوثي، ومغربي البرغوثي، وفي العامين الماضيين استشهد الشابان محمد طارق دار يوسف، وصالح عمر البرغوثي.

ومنذ عام 2000 هدم الاحتلال 6 منازل في البلدة، منها أربعة هدمها الاحتلال خلال العامين الماضيين، وهي منزل عائلة الأسير عمر العبد، ومنزل عائلة الشهيد محمد طارق دار يوسف، ومنزل الأسير عاصم البرغوثي، ومنزل الشهيد صالح البرغوثي، وفي عام 2003، هدم منزل الأسير مراد البرغوثي، والمحرر المبعد إلى قطاع غزة جاسر البرغوثي.

ومع العام 1977 الذي كثفت فيه الحركة الوطنية الفلسطينية العمل الفدائي داخل الأرض المحتلة، نفذ الأسير نائل البرغوثي ورفيقه الأسير المحرر فخري البرغوثي عملية أدت لمقتل ضابط في جيش الاحتلال الإسرائيلي قرب قرية النبي صالح شمال غرب رام الله.

واعتقل الاحتلال على خلفية العملية 10 شبان، كان من ضمنهم رئيس المجلس البلدي الحالي عزت بدوان، الذي كان حينها قد عاد قبل أقل من خمس سنوات إلى كوبر بعد سنوات قضاها مع الفدائيين متنقلا بين الأردن ولبنان وسوريا.

"أسسنا مجموعة عام 1975، كنا أنا واثنين آخرين ممن عادوا إلى أرض الوطن بعد تمكننا من الحصول على لم شمل، وبعد اعتقالنا غداة عملية فخري ونائل، اتهمت بتدريب المجموعة على السلاح وصناعة القنابل، لكن لم يكن لدي أي اعتراف"، قال بدوان.

عرف بدوان الاعتقال ثلاث مرات متفرقة، في المرة الأولى اعتقل عام 1978 وحتى عام 1982، وفي المرة مرة الثانية عام 1984 وحتى عام 1988، والمرة الثالثة عام 1988 حتى عام 1991.

في بلدة لم يتجاوز عدد سكانها 2000 نسمة حتى أواخر الثمانينيات، وصل عدد أسراها في سجون الاحتلال خلال 20 عاما إلى 500 أسير.

صباح اليوم الأربعاء، هدمت جرافات الاحتلال منزل الشهيد صالح البرغوثي، نجل الأسير المحرر عمر البرغوثي "أبو عاصف"، في قرار مؤجل منذ عام 1978 حسب بدوان، حيث كان أبو عاصف ضمن مجموعة عملية فخري ونائل، وحينها اتخذ الاحتلال قرارا بهدم منزله لكن القرار لم ينفذ حينها.

إيهاب الريماوي-وفا