رام الله - صدى نيوز - بدأ الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، نقاشا وطنيا لمدة ثلاثة أشهر يأمل أن يخمد اضطرابات “السترات الصفراء” وذلك برسالة للشعب الفرنسي، تعهد فيها بالنظر في الأفكار الجديدة لكنه أكد أنه لا يزال ملتزما بأسس برنامجه للإصلاح الاقتصادي.

وتأتي مبادرة ماكرون بعد تسعة أسابيع من احتجاجات “السترات الصفراء”. وقد أشاعت الحركة المناهضة للحكومة الدمار في باريس ومدن فرنسية أخرى، وهزت الاقتصاد وتحدت سلطة ماكرون.

وكتب ماكرون في الرسالة التي نشرها مكتبه: “بالنسبة لي لا توجد قضية محظورة. لن نتفق على كل شيء وهو أمر طبيعي في بلد ديمقراطي. لكننا سنظهر على الأقل أننا شعب لا يخشى الحديث وتبادل الرأي والنقاش”.

لكن الرئيس الفرنسي قال إنه سيظل ملتزما بأهداف حملته الانتخابية، ويبدو أنه يستبعد إلغاء بعض الإصلاحات الاقتصادية المؤيدة للاستثمار ومنها إلغاء ضريبة على الثروة، والتي أكسبته لقب “رئيس الأثرياء”.

وذكر ماكرون في الرسالة: “عندما تكون الضرائب مرتفعة، فإن موارد الاقتصاد ستعاني بدلا من استثمارها بشكل مفيد في الشركات وتوفير وظائف وفي النمو”.

وفي الرسالة المؤلفة من 2330 كلمة، والمقرر نشرها في الصحف الفرنسية، وجه ماكرون سلسلة من الأسئلة معبرا عن أمله في أن يجيب الفرنسيون عليها في لقاءات عامة بمختلف أنحاء البلاد أو في استبيانات على الانترنت.

وشملت الأسئلة استيضاحا بشأن الضرائب التي يرغب المحتجون في تقليصها وعن الإنفاق العام.

من جهة اخرى،  بدأت ماريان لوبان، زعيمة الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة في فرنسا، حملتها لانتخابات البرلمان الأوروبي التي تجري في 26 مايو/ أيار، بتوجيه نداء لحركة الاحتجاج الواسعة “السترات الصفراء” التي تهز الحكومة.

وحثت لوبان عشرات الآلاف من المتظاهرين الذين ينظمون احتجاجات أسبوعية ضد الرئيس إيمانويل ماكرون منذ نوفمبر/ تشرين الثاني على جعل انتخابات البرلمان الأوروبي استفتاء على سياساته.

وقالت لوبان أمام تجمع انتخابي للجبهة الوطنية: “في إطار الثورة الشعبية الصحية للسترات الصفراء تتيح هذه الانتخابات فرصة لإنهاء الأزمة الناجمة عن التعنت والازدراء.. من قبل رئيس غير كفء يشكل سلوكه إزعاجا”.

وولدت حركة السترات الصفراء من رحم احتجاج شعبي ضد ارتفاع أسعار الوقود، وأصبحت واسعة وتتسم بالعنف أحيانا للمطالبة بقدر أكبر من العدالة الاجتماعية للعمال ذوي المهارات المحدودة الذين أهملتهم العولمة والاندماج مع الاتحاد الأوروبي.

وعلى الرغم من استقلال هذه الحركة عن الأحزاب والنقابات، فإنها تتفق مع كثير من مطالب الجبهة الوطنية، وهي التمثيل النسبي في البرلمان وتطبيق ديمقراطية مباشرة من خلال استفتاءات على غرار النظام السويسري والحد من الاندماج الأوروبي وقبل كل ذلك استقالة ماكرون.

وقالت لوبان وسط هتافات تطالب باستقالة ماكرون: ” إذا لم يكن ماكرون يتحلى بالحكمة للعودة إلى الشعب من خلال حل البرلمان فلنجعل الحكم السياسي يأتي من الانتخابات الأوروبية”. وأبدت لوبان والزعيم اليساري المتطرف جان لوك ميلونشون تعاطفهما علانية مع حركة السترات الصفراء وطلبا تأييدهم.

وتأمل لوبان أن تؤدي انتخابات البرلمان الأوروبي إلى إعادة رسم الخريطة السياسية بفرنسا.