را مالله - صدى نيوز - أعلن علماء،، أن كتلة كبيرة من الشطر الجنوبي لجزيرة أناك كراكاتوا البركانية ربما انزلقت إلى المحيط قبل دقائق فقط من اجتياح أمواج المد العاتية (تسونامي) ساحلا في إندونيسيا لتقتل وتصيب مئات الأشخاص.

ولقي 280 شخصا على الأقل حتفهم وأصيب المئات ولحقت أضرار بالغة بعدد كبير من المباني عندما اجتاحت الأمواج، دون سابق إنذار تقريبا، المناطق الساحلية المطلة على مضيق سوندا، الواقع بين جزيرتي جاوة وسومطرة، في وقت متأخر من مساء يوم السبت.

وأعاد وقوع أمواج المد العاتية قبل عطلة عيد الميلاد إلى الأذهان ذكريات تسونامي المحيط الهندي الذي وقع بسبب زلزال يوم 26 ديسمبر/ كانون الأول 2004، وأسفر عن مقتل 226 ألف شخص في 14 دولة بينهم ما يربو على 120 ألفا في  إندونيسيا.

وقال العلماء، الاثنين، إن الرأي المتفق عليه بناء على صور التقطتها الأقمار الصناعية وعلى المعلومات المتاحة هو أن انهيار جزء من البركان تسبب في الأمواج المميتة.

وأظهرت صور التقطها القمر الصناعي "سنتنال-1" التابع لوكالة الفضاء الأوروبية انزلاق جزء كبير من القسم الجنوبي للبركان إلى المحيط.


وكشف سام تيلور أوفورد عالم الزلازل بمؤسسة (جي.إن.إس ساينس) البحثية في ولنغتون أن "النظرية الأقوى هي حدوث انهيار أرضي تحت سطح الماء". وتابع: "لذا عندما تغوص قطعة الأرض في المحيط، تزيح سطحه مسببة الإزاحة الرأسية التي تسبب التسونامي". ولكنه أضاف أن نقص البيانات وصعوبة الوصول يجعلان من المستحيل التيقن من هذه النظرية.

ويقع بركان " أناك كراكاتوا" في منتصف الطريق تقريبا بين جاوة وسومطرة وينفث الرماد والحمم منذ شهور. وثار البركان قبل 24 دقيقة تقريبا قبل وصول الأمواج إلى الساحل وقد يكون ذلك الثوران سبب الانهيار الأرضي.

وأوضح تيلور أوفورد أن الثوران والضجيج الشديد قد يكونان السبب في عدم تسجيل الانهيار الأرضي بوسائل قياس الزلازل.

وأفاد العلماء أن تسبب بركان، وليس زلزالا، في أمواج المد العاتية قد يكون السبب في عدم رصد أي تحذير من الأمواج. وأكد سكان المنطقة الساحلية إنهم لم يروا أو يشعروا بأي مؤشرات، مثل هزة أرضية أو انحسار الماء على امتداد الشاطئ، قبل وصول أمواج يصل طولها إلى ثلاثة أمتار.

وأبان هوزيه بوريرو، خبير هندسة الشواطئ والمتخصص في مخاطر أمواج المد العاتية بمؤسسة (إي.كوست مارين) الاستشارية، أن أمواج تسونامي الناجمة عن انهيار أرضي بركاني يكون لها نمط مميز مقارنة بأمواج تسونامي الناجمة عن الزلازل والتي تمت دراستها بشكل أكبر.


وقالت ميكا مكينون، وهي عالمة في فيزياء الأرض بمدينة فانكوفر في كندا، إن جبل أناك كراكاتوا، وتعني الكلمة "طفل كراكاتوا"، نشأ من بركان كراكاتوا الذي ثار بشدة عام 1888، مشيرة إلى أن البراكين مكونة من أكوام ضعيفة غير متماسكة من الصخور المنحدرة التي تنزلق طوال الوقت، وانهيار جزء كبير قد يزيح ما يكفي من الماء لإحداث أمواج تسونامي.

ويقع أناك كراكاتوا بالقرب من الساحل لذا لم يكن الوقت ليكفي أبدا لإجلاء السكان. وشددت مكينون على صعوبة "رصد أمواج المد العاتية الناجمة عن انهيار أرضي، وبالأخص ليس بالسرعة الكافية لإصدار تحذيرات مفيدة".