رام الله - صدى نيوز - وسائل إعلام هندية تتحدث منذ يومين عن سعادين من نوع مارق وخارج عن المألوف، تربص عدد منهم بأحد سكان بلدة صغيرة اسمها Tikri البعيدة في ولاية Uttar Pradesh بالشمال الهندي أكثر من 90 كيلومتراً عن العاصمة نيودلهي، فنفذوا ما خططوا له مما قد يصعب تصديقه، إلا أنه حقيقي وعليه دليل من تحقيق للشرطة استند أيضاً إلى شهود عيان.
للاختصار، فإن القردة تجمهرت، الخميس الماضي، على أغصان شجرة في البلدة، مترصدة منها بالمعتاد على المرور من تحتها كل يوم تقريباً، وهو جامع للحطب اسمه Dharampal Singh وعمره 72 سنة، ولما وصل إلى حيث كانوا يتأبطون به شراً، انهالوا عليه رجماً بأحجار طوب "جمعوها سابقاً من سطح بيت مجاور"، وفقاً لما ذكر موقع صحيفة The Times of India الإنجليزية اللغة بالهند، فانهار "دارمبال" نازفاً على الأرض من جروح ورضوض برأسه، لم يقو عليها في عيادة نقلوه إليها بالبلدة، فقضى قتيلاً برجم غريب.
واحد من إخوته، واسمه "كريشنابال" المتحدث في فيديو مرفق، نرى في بدايته صورة لمن تكاتف عليه أكثر من 50 سعداناً وقتلوه، كما يظهر معزون برحيله، هو من أخبر الصحيفة بتفاصيل ما حدث، فقال إن المتجمهرين من السعادين على الشجرة "ألقوا عليه 20 طوباً حين عاينوه يمر من تحتها بعد أن جمع ما تيسّر له من حطب، واستقر بعضها مباشرة على رأسه، فكان كافياً لقتله (..) وهذه القردة بلا شرف، فهي وحدها المسؤولة ومعاقبتها ضرورية" مضيفاً أن العائلة تقدمت بشكوى سمت بموجبها السعادين كمتهمين "لكن الشرطة أخبرتنا أنها لا تقبل شكوى ضد من يستحيل اعتقالهم وإنزال العقوبة بهم، لذلك اعتبرت الحادث قضاء وقدراً" وضمته إلى أرشيف لديها عمن قتلتهم السعادين، في أكتوبر بمعظم الأحيان، ومن دون معرفة سبب شراستها في هذا الشهر بشكل خاص.
أشهر قتل قامت به القردة في الهند، أنهى بأكتوبر 2007 حياة Surinder Singh Bajwa المنشورة صورته أدناه، وكان نائباً لعمدة عاصمتها، ويقضي عطلة في منزله الريفي ذلك الوقت، حين تسلل عدد من القردة، شرسة النوع المعروف باسم Rhesus المتسعدن المكاك، وحين وجدوه وحيداً في البيت، بحسب ما قرأت "العربية.نت" ملخصاً نجده بموقع "ويكيبيديا" لما حدث له، هاجموه من حيث لم يكن يحتسب، فأسرع عشوائياً بالفرار، وقاده خوفه إلى التعثر حين وصل إلى شرفة الطابق الأول من البيت، ففقد اتزانه وسقط منها إلى الأرض، ثم راح ينزف إلى أن فارق الحياة.
قرد من فصيلة روزيس المتسعدن المكاك، قتل ملك اليونان، كما ونائب عمدة العاصمة الهندية
وهناك قرد تمكن من تغيير التاريخ الذي بدأ بتتويج ملك جديد في 1917 على اليونان، وهو الأكسندر الأول، عم الأمير فيليب زوج ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، فقد كان شغوفاً باقتناء الحيوانات، وفي إحدى المرات بأكتوبر 1920 رأى قردين يهاجمان كلبه وهو يتمشى في الحديقة الوطنية بالعاصمة أثينا، وكان شاباً عمره 27 ذلك الوقت، فتدخل لفض المشكل، إلا أن أحد القردين هاجمه وعضه بساقه، فقضى بالتهاب احتدم سريعاً في دمه، وتوّجوا شقيقه جورج الثاني خلفاً له.
ونجد شيئاً عن قيام السعادين بالرجم في "صحيح البخاري" الموصوف بأصح الكتب بعد القرآن، ففي حديث رقمه 3849 بالكتاب الشهير، وهو الذي قرأت "العربية.نت" أن عشرات شككوا بصحته، وآخرون لا زالوا يشككون لاعتبارهم بأنه غريب، نقل "الصحيح" قبل أكثر من 1100 عام، تواتراً بالسند عن عمرو بن ميمون الذي أدرك الجاهلية والإسلام معاً، وتوفي مسلماً عام 74 هجرية، لكنه لم يكن من الصحابة، أنه قال: "رَأَيْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قِرْدَةً اجْتَمَعَ عَلَيْهَا قِرَدَةٌ، قَدْ زَنَتْ، فرجمتها مَعَهُمْ" شارحاً أنه رأى الرجم بغير بني البشر، حين كان في اليمن ووجد قردة تزني مع قرد ليس شريكاً لها كما الزوج، فاستحقت رجماً من جماعتها، شارك هو نفسه فيه.