رام الله - صدى نيوز - قرار المحكمة العليا الإسرائيلية، أمس الأربعاء، والذي أعطى جيش الاحتلال مهلة أسبوع ليبدأ بعدها بهدم قرية الخان الأحمر شمال القدس المحتلة، وإخلاء سكانها البدو الفلسطينيين، يغلق على ما يبدو للأبد ملف هذه القضية التي بقيت ردحاً من الزمن في أروقة محاكم الاحتلال المختلفة، وتداولها قضاة تلك المحاكم، ومن قبلهم تداولها الاحتلال، ومؤسساته السياسية والأمنية المختلفة.

أمس، انتهى الأمر بما كان توقعه أهالي التجمع البدويّ أصلاً منذ اليوم الأول لفعاليات احتجاجاتهم اليومية منذ أكثر من ثلاثة أشهر، طارحين تساؤلات مؤلمة وموجعة حول ما يمكن أن تفعله السلطة الفلسطينية لهم بعد ذلك، وهي التي تصدرت جزءاً مهماً من تلك الفعاليات، ودعمتها قانونياً وسياسياً وميدانياً، في مقابل تغوّل احتلالي، عبر الجيش وما يسمى بإدارته المدنية، وحكومة برئيسها ووزرائها، وجهاز قضائي شكل في أكثر من مناسبة غطاءً لممارسات الاحتلال وجرائمه ضد الفلسطينيين، سواء في ما يتعلق بمصادرة الأراضي والاستيطان، أو في تشريع قوانين وإصدار قرارات تشرّع الاعتقال، حتى للأطفال الفلسطينيين، كما تشرع التعذيب بحق الأسرى.

وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، وفي تغريدة على "تويتر"، "بارك وشكر" المحكمة العليا على قرارها برفض استئناف تجمع سكان الخان الأحمر. ووصف القرار بالشجاع، وبأنه مطلوب لمواجهة ما سماه "الهجمة" التي يشنها الرئيس الفلسطيني محمود عباس واليسار الإسرائيلي ودول الاتحاد الأوروبي، مضيفاً "ليس بمقدور أحد منع إسرائيل من بسط سيادتها على أراضيها كدولة".

أما من جانب سكان هذا التجمع البدوي، وغيره من تجمعات البدو الـ45 المهددة بالترحيل، فكان التساؤل على لسان أحد المواطنين هناك، وهو عيد أبو غالية، "ما الذي يمكن أن تفعله أو تقدمه السلطة الفلسطينية لنا بعد قرار المحكمة العليا بعد كل ما قدمته من دعم وإسناد؟ وما الذي يمكن أن نفعله نحن أيضاً؟ نحن باقون حتى النهاية، ونتوقع في كل حين أن تتم عملية الإخلاء والهدم. 

القرار يثبت أنه حتى المحاكم عندهم بيد العسكر، وكل قراراتها في الماضي مسرحيات ليس أكثر". ربما ينجح الاحتلال في هدم قرية الخان الأحمر وإخلاء من فيها بالقوة كما يحدث في العادة، لكن هل سيتوقف الأمر عند الخان الأحمر فقط؟ وماذا يخطط الاحتلال هناك؟ وما نتائج وتداعيات القرار؟ 

وقال مدير دائرة الخرائط والمعلومات في بيت الشرق، خليل تفكجي، ، إنه "في حال تم هدم هذه التجمعات، والبداية بقرية الخان الأحمر، فستشرع سلطات الاحتلال بتنفيذ المخطط الاستيطاني المعروف بـ E1، وبناء آلاف الوحدات الاستيطانية والمناطق السياحية والصناعية على أكثر من 13 ألف دونم كانت صدرت قرارات بمصادرتها إبان عهد رئيس حكومة الاحتلال ووزير جيشها الأسبق أرئيل شارون".

وأشار إلى أن التخلص من تجمعات البدو شرق القدس وإقامة آلاف الوحدات الاستيطانية في المنطقة سيعزل القدس بالكامل عن امتدادها في الضفة الغربية، ويحقق الربط الجغرافي الكامل بين تجمع "غوش أدوميم" الاستيطاني، الذي يضم مجموعة من كبريات المستوطنات في المنطقة على رأسها "معاليه أدوميم"، ومركز المدينة.