
صدى نيوز - توعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالتخلي عن خيار السلام واعتماد الوسائل العسكرية لتسوية الصراع مع أوكرانيا، وتزامن ذلك مع إعلان الجيش الروسي توسيع سيطرته في أوكرانيا.
ونقلت وكالة إنترفاكس عن بوتين قوله "إذا لم ترغب كييف في تسوية الوضع سلميا فستحل روسيا جميع المشكلات بالوسائل العسكرية"، وأكد أن كييف "ليست في عجلة من أمرها لإنهاء الصراع بالوسائل السلمية".
وقال الرئيس الأوكراني، في وقت سابق أمس السبت ردا على الهجوم الروسي واسع النطاق بالطائرات المسيّرة والصواريخ خلال الليل، إن روسيا تظهر رغبتها في مواصلة الحرب، لكن كييف تريد السلام.
وأوضح أن الهجوم شمل نحو 500 مسيّرة و40 صاروخا وأدى إلى قطع الكهرباء والتدفئة في أجزاء من العاصمة.
وقال الكرملين، في وقت سابق، إن الرئيس الروسي الذي تفقد أحد مراكز قيادة القوات المسلحة الروسية تلقى تقارير من رئيس هيئة الأركان العامة فاليري جيراسيموف وقادة مجموعتي "الوسط" و"الشرق" في القوات الروسية.
وأفاد الكرملين، في بيان، بأن التقارير التي اطلع عليها بوتين تفيد بـ"تحرير" بلدتَي ديميتروف (الاسم الروسي لميرنوغراد) وغوليوبول.
وتقع ميرنوغراد في دونيتسك، وهي قريبة من بوكروفسك، وتشكل مركزا لوجستيا مهما. وقد أعلنت روسيا السيطرة عليها في الأول من ديسمبر/كانون الأول، وهو ما نفته كييف.
وتقع مدينة غوليوبول في الجزء الشرقي من منطقة زاباروجيا (جنوب)، وهي منطقة حققت فيها روسيا تقدما أقل تواترا لكنه تسارع في الأشهر الأخيرة.
في المقابل، قال الجيش الأوكراني إن قواته صدت محاولات روسية للتقدم في محيط ميرنوغراد وغوليوبول.
لقاء ترامب
وجاءت تلك التطورات قبل اجتماع مرتقب، اليوم الأحد، بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني في لقاء وصفه زيلينسكي بالمهم لجهود التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب المستعرة منذ ما يقرب من 4 سنوات.
وقال الرئيس الأوكراني إن محادثاته بفلوريدا ستركز على الأراضي التي سيسيطر عليها كل طرف عند توقف القتال الذي اندلع في فبراير/شباط 2022، وهو الصراع الأكثر إزهاقا للأرواح في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
ولا تزال مسألة الأراضي ومستقبل محطة زاباروجيا للطاقة النووية التي تحتلها روسيا العقبتين الرئيسيتين في الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب، إلا أن زيلينسكي ذكر للصحفيين في كييف أن مسودة من 20 نقطة ضمن جهود تقودها الولايات المتحدة للتوصل إلى خطة سلام اكتملت بنسبة 90%.
وتلقى الرئيس الأوكراني الذي عرج على مدينة هاليفاكس الكندية السبت في طريقه إلى فلوريدا، دعما قويا من الأوروبيين وكندا عشية اجتماعه المرتقب مع ترامب.
وقال زيلنسكي إن بعض تفاصيل الوثائق لم تكن معروفة لجميع الشركاء الأوروبيين نظرا للعمل عليها في إطار ثنائي، وأكد أنه بحث مع القادة الأوروبيين الوثائق الرئيسية التي سيناقشها مع الرئيس الأميركي.
وأكد المستشار الألماني فريدريش ميرتس السبت أن زيلينسكي يحظى "بالدعم الكامل" من القادة الأوروبيين وكندا، مشيرا إلى أن جهود الأوروبيين وكندا من أجل "سلام دائم وعادل في أوكرانيا" سيتم تنفيذها "بالتنسيق الوثيق مع الولايات المتحدة".
أما رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين فشددت، عبر منصة إكس، عقب اللقاء بين زيلينسكي والقادة الأوروبيين، على ضرورة أن يكون السلام "عادلا ودائما ويصون سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها".
ورأى رئيس الوزراء الكندي مارك كارني أثناء استقباله زيلينسكي، أن تحقيق سلام عادل ودائم في أوكرانيا ممكن، لكنه شدّد على أن "هذا يتطلب استعدادا روسيا للتعاون".
وصرح زيلينسكي، لموقع أكسيوس في وقت سابق، بأن الولايات المتحدة عرضت اتفاقا مدته 15 عاما بشأن الضمانات الأمنية، قابلا للتجديد، لكن كييف طالبت باتفاق أطول مدة مع أحكام ملزمة قانونا لردع أي عدوان روسي آخر.
وعبّر ترامب عن اعتقاده بأن اجتماع الأحد سيسير على ما يرام. وقال أيضا إنه يتوقع أن يتحدث مع بوتين "قريبا".
المصدر: وكالات