
صدى نيوز - إسلام أبو عرة- لم تكن فعاليات "نور وبسمة" في كيو سنتر مدينة روابي مجرد احتفال موسمي، بل تجربة متكاملة رفعت مستوى الفعاليات الميلادية في فلسطين إلى آفاق جديدة.
على مدار أربعة أسابيع، تحوّل المكان إلى فضاء متكامل للفرح، يجمع بين الابتكار والجودة والتنظيم الدقيق، بحيث أصبح الزائر شريكًا حقيقيًا في الحدث، يعيش كل لحظة وكأنها جزء من قصة مستمرة، وليس مجرد متلقٍ عابر.
الإقبال الكبير، الذي تجاوز خمسين ألف زائر، يعكس قدرة الفعالية على الجمع بين التخطيط الاحترافي والانتباه لأدق التفاصيل، بدءًا من الهوية البصرية، مرورًا بتوزيع المساحات، وصولًا إلى تنظيم حركة الزوار، بما يضمن الراحة والأمان لجميع العائلات.
وقد صُمم كل أسبوع بمحتوى مختلف يحافظ على عنصر المفاجأة والتجدد، ويحفز الزوار على العودة مرات متكررة، ليصبح كل يوم تجربة فريدة لا تتكرر.
تميزت الفعالية بالعمق والشمولية؛ من الإضاءة الدافئة والزينة الميلادية المبهرة، إلى العروض الفنية المختارة بعناية، وصولًا إلى ورش الأطفال الهادفة، التي تجمع بين المتعة والمعرفة، مع احترام كامل للعائلة والطفل وتجربة الزائر ككل.
كما عزز تنوع المشاركات الفنية من فلسطين وخارجها الرسالة الإنسانية للفعالية، وأكسبها تفاعلًا صادقًا مع الجمهور، لتتجاوز حدود مجرد حدث ميلادي إلى منصة للتلاقي الثقافي والفني.
في ظل محدودية المساحات العامة المنظمة في فلسطين، أثبتت "نور وبسمة" أن الاستثمار في الفرح ليس رفاهية، بل ضرورة مجتمعية ومساحة نفسية آمنة للعائلات، ورسالة مفادها أن بناء الحياة والفرح جزء أصيل من صمود المجتمع.
ورفعت هذه الفعاليات معيارًا جديدًا للتميز، وأظهرت أن الاحتفال الميلادي يمكن أن يُدار بمستوى احترافي يوازن بين الجودة، الابتكار، والاحترام الكامل لتجربة الزائر، بعيدًا عن الفوضى أو السطحية.
مع اختتام "نور وبسمة"، لم يخرج الزائر من روابي حاملاً ذكريات احتفالية فحسب، بل بروح جديدة من التفاؤل والإحساس بأن أي فعالية ميلادية مستقبلية في فلسطين يجب أن تُقاس وفق هذا النموذج المتميز.
فقد وضعت الفعالية معيارًا جديدًا يرفع مستوى التوقعات، ويؤكد أن الفرح، عند إدارته باحتراف وعقلانية، يصبح قوة بناء للمجتمع، ورسالة واضحة بأن الجودة والتنظيم والابتكار ليست رفاهية، بل جوهر أي تجربة ناجحة.
"نور وبسمة" ليست مجرد فعالية ميلادية ناجحة، بل تجربة قياسية تشكل مرجعًا لأي فعالية مستقبلية، رسالة واضحة بأن الاحتفال، حين يُدار باحتراف، يصبح جزءًا أصيلًا من صمودنا وبناء الحياة، ويضع معيارًا لا يُضاهى لأي حدث قادم.