خاص "صدى نيوز" - تتجه أنظار العالم حول ما تنشره إسرائيل، من تسريبات عبر وسائل الإعلام التابعة لها أو تلك الدولية التي كثيرًا ما تستخدمها لنشر نفس التسريبات الهادفة بالأساس لتثبيت حقائق إعلامية قبل أي مواجهة عسكرية، مع إيران، وهو الحال ذاته الذي تعتمده على جبهات أخرى.

وبينما تتحدث إسرائيل عن بناء إيران لقدراتها الصاروخية من جديد سواء الباليستية أو غيرها، ضجت وسائل التواصل الاجتماعي في الساعات الأخيرة بنشر أخبار عن إجراء تجارب صاروخية واسعة النطاق في عدة محافظات بالبلاد، وهو أمر أكدته لاحقًا وسائل إعلام تابعة للحرس الثوري الإيراني. لكن بالرغم من ذلك إلا أن التلفزيون الرسمي نفى إجراء أي مناورات صاروخية وأن ما نشر من صور عبر شبكات التواصل الاجتماعي غير صحيحة، وأن الخط الأبيض الذي كان ظاهرًا في السماء ناتج عن مسار طائرة حلقت على ارتفاع عالٍ في سماء العديد من المحافظات.

وجاء الحديث المتباين عن المناورات، بعد ساعات من ما كشفته بعض وسائل الإعلام الغربية عن رصد تحركات واسعة للحرس الثوري، تشمل تحريك صواريخ وطائرات مسيرة في مختلف أنحاء البلاد، تمهيدًا لإجراء المناورات. كما تابعت "صدى نيوز".

وتقول تلك المصادر من وسائل الإعلام الغربية أن إسرائيل نقلت تحذيرًا للإدارة الأميركية من أن المناورة قد لا تكون تدريبًا عاديًا بل غطاءً لهجوم محتمل ضدها.

وبعض وسائل الإعلام الإسرائيلية ضجت في الأيام الأخيرة بنبأ أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، سيبحث مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، نهاية الشهر، خطة لتوجيه ضربة إلى إيران. لكن نتنياهو بنفسه قال هذا المساء، كما ترجمت "صدى نيوز" إن أي هجوم من إيران سيقابل برد حاد جدًا، مدعيًا أن حكومته تريد الاستقرار في المنطقة.

وهذا أمر قد يهدف بشكل أساسي لتشكيل ضغط سياسي حقيقي على طهران بدلاً من من الخيار العسكري الحقيقي. وفق بعض التفسيرات التي تحدثت بها المراسلة السياسية لقناة ريشت كان العبرية، أو بهدف توريط الولايات المتحدة في هجوم جديد لا ترغب فيه حاليًا على الأقل.

ما يمكن تأكيده وهو ما أثبتته تجارب سابقة، أن إسرائيل قد تكون فعليًا تخطط لهجوم جديد ضد إيران، لكن هل تسمح قدراتها لها بأن تقوم بذلك بدون دعم أميركي أكبر مما كانت عليه في حرب الـ 12 يومًا التي وقعت خلال حرب غزة.

رغم كل هذا الضجيج الإعلامي، إلا أن إسرائيل يبدو تعد مفاجأة عبارة عن توجيه الأنظار إلى جبهة ما، في وقت تحضر فيه لضربات إلى جبهات أخرى. فكيف يتم ذلك؟!

تظهر الطلعات الجوية الإسرائيلية في الأيام الأخيرة تحركات واسعة النطاق في سماء مناطق مختلفة من شمال إلى جنوب فلسطين المحتلة، وخاصةً في ساعات الليل الأمر الذي لاحظه الإسرائيليون بشكل كبير جدًا وكانوا يتوقعون أن هناك أحداثًا أمنية خفية تحصل، قبل أن يضطر الجيش الإسرائيلي لنفي ذلك.

تشير بعض الحقائق، إلى أن تلك الطلعات كانت تهدف بشكل أساسي للتجهيز لخطة لتوجيه ضربات متزامنة وكبيرة في لبنان ضد حزب الله ولربما أيضًا ضد أهداف أخرى قد تطال حتى أحزاب فلسطينية مسلحة في لبنان وحتى أخرى لبنانية قريبة من حزب الله، إلى جانب ربما أهداف في قلب بيروت وحتى مناطق أخرى، وحتى لربما يتم قصف أهداف تتبع للحكومة اللبنانية التي تخشى مثل هذا السيناريو ولذلك تدفع باتجاه انجاح اتفاق وقف إطلاق النار بكل السبل الأمر الذي وضعها في مواجهة علنية إعلامية مع حزب الله.

كانت إسرائيل قد أمهلت لبنان بوساطة الولايات المتحدة، حتى نهاية الشهر الجاري لنزع سلاح حزب الله، فيما يرفض الأخير ذلك ويحاول التوافق مع الجيش اللبناني على قضية حصر السلاح بطريقة لا تمس بسلاحه بالكامل.

آخر التطورات تشير إلى لبنان الدولة طلبت، من إسرائيل عبر الوساطة الأميركية أن يتم تمديد المهلة حتى الخامس أو العاشر من الشهر المقبل، وهو ما قد تقبله إسرائيل التي تطمح لإنجاح بعض اللقاءات التفاوضية التي بدأت تجري في الناقورة مع الحكومة اللبنانية التي بدأت تتخذ نهجًا أكثر عدائية ضد الحزب وسياساته وقضية سلاحه بشكل خاص. كما تابعت "صدى نيوز".

وبهذا تكون الترجيحات أن يتم توجيه ضربة إلى لبنان بشكل أساسي، ومن ثم في حال لم يكن رد من الحزب أو على الأقل تدخل إيراني، فإن إسرائيل قد تستغل الوضع لصالح توجيه ضربة لطهران كما فعلت خلال الحرب، وقد يتم ذلك أساسًا بالتزامن، وقد ينجح الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في كبح جماح، نتنياهو، وأن لا يسمح له بالقيام بأي خطوة قد تعرقل خطط الرئيس الأميركي الهادفة إلى الاستقرار في الشرق الأوسط بما يخدم مصالحه الاقتصادية بشكل أساسي، وعلاقاته مع السعودية وبعض الدول التي بدورها لا تعارض، توجيه ضربات مركزة لحزب الله، وحماس، ولكنها لا تفضل ذلك مع إيران خشيةً من أن تتضرر مصالحها هي الأخرى خاصةً بعد تحسن العلاقات الخليجية - الإيرانية في الآونة الأخيرة.