
صدى نيوز - في حادثة صدمت الوسط الأكاديمي العالمي، قُتل عالم الفيزياء البرتغالي البارز نونو لوريرو (47 عاماً)، أحد أعمدة البحث العلمي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، بعد تعرضه لإطلاق نار داخل منزله في بروكلين بولاية ماساتشوستس، هذا الأسبوع، على يد المشتبه به كلاوديو نيفيس فالينتي، وهو نفسه المطلوب في هجوم "جامعة براون"، الذي أسفر عن مقتل شخصين وإصابة تسعة آخرين، قبل أن يُعثر عليه لاحقاً ميتاً في نيوهامبشير، دون الكشف حتى الآن عن الدافع وفقا لـ"نيويورك تايمز" New York Times الأميركية.
نونو لوريرو، أستاذ الفيزياء كان واحداً من العقول النادرة التي تغيّر اتجاهات العلم. فمنذ طفولته في البرتغال، حين كان أقرانه يحلمون بالزي العسكري أو خوذة الإطفاء، كان حلمه واضحاً: أن يصبح عالماً.
وقد فعل، وببراعة لافتة جعلت اسمه يتردّد في أعلى الأوساط العلمية العالمية. وفي العشرينيات من عمره أحدث اختراقاً علمياً كبيراً في فهم كيفية إطلاق الشمس لانفجارات الطاقة في الظواهر المعروفة بالانفجارات الشمسية، وهو إنجاز وصفه كبار العلماء بأنه "غيّر مسار البحث العلمي" في مجاله. وقالت إيلين زويبيل، أستاذة الفيزياء والفلك بـ"جامعة ويسكونسن–ماديسون" إنه "من النادر أن تعيد أطروحة دكتوراه توجيه حقل علمي كامل، لكن عمل نونو حول إعادة الاتصال المغناطيسي فعل ذلك بالفعل".
تقدم لوريرو بسرعة مذهلة في مسيرته الأكاديمية؛ وحصل على الدكتوراه قبل سن الأربعين، وقاد لاحقاً أحد المختبرات البحثية الكبرى في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، حيث عُرف كعالم لامع، وأستاذ ملهم، وقائد علمي بثقة وهدوء. كان يذهب إلى السبورة في قاعة المحاضرات، يكتب المعادلات المعقدة بثبات، ويحوّل المفاهيم النظرية الثقيلة إلى أفكار نابضة بالحياة، و"كان أشبه بآينشتاين لكن بدون الشعر المجنون"، كما وصفه أحد زملائه مازحاً وفقا للصحيفة.
لم يكن لوريرو صورة العالم المنعزل. كان حاضراً إنسانياً، قريباً من طلابه، أنيق المظهر، محباً لكرة القدم، ويُرى كثيراً يلعب مع ابنته وأطفال الحي.
وقال عنه صديقه ألكسندر شيكوشين من "جامعة أكسفورد": "مجرد ابتسامته كانت كفيلة بأن تجعل المكان أكثر دفئاً.. حين يدخل الغرفة نبتسم جميعاً".
ثم جاءت الصدمة. في حادث إطلاق نار مروّع، قُتل لوريرو في منزله بولاية ماساتشوستس. وبعد ساعات من الحزن، تحولت الحادثة إلى لغز أكبر حين أعلنت السلطات أن المشتبه به هو نفسه منفّذ إطلاق النار في "جامعة براون" قبل يومين وأن كليهما يحملان الجنسية البرتغالية ودرسا في المؤسسة العلمية نفسها في فترة سابقة.
وحتى الآن لا يوجد دافع واضح، لكن النتيجة واحدة: المجتمع العلمي فقد عقلاً استثنائياً لا يُعوّض.
وفي المعاهد العلمية ومراكز الأبحاث، خيّم الصمت. كان أستاذاً، وباحثاً، ومرشداً، وأباً لثلاث بنات لطالما وصف نفسه لهن بأنه "يقاتل الأرقام" يومياً، قبل أن يجيب بابتسامة: "لم أحارب عدداً كافياً حتى اليوم".