صدى نيوز - كشفت مصادر لـ "صدى نيوز"، أن نائب الرئيس الفلسطيني حسين الشيخ، التقى يوم الأربعاء الماضي، مع السفير الأميركي مايك هاكابي، لبحث الأوضاع في الضفة الغربية.

وبحسب المصادر، فإن اللقاء عقد في مكتب الشيخ بمدينة رام الله، وركز على قضايا تخص الوضع الأمني في الضفة الغربية، والوضع المالي للسلطة الفلسطينية، وقضية العلاقة المصرفية بين البنوك التي سعى وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش لإلغائها أكثر من مرة قبل أن يعاود لتمديدها تحت ضغط أميركي.

وهذا هو اللقاء الثاني ما بين الشيخ وهاكابي، حيث كان التقيا في الثاني والعشرين من يوليو/ تموز الماضي، والتقى حينها السفير الأميركي أيضًا مع رئيس الوزراء محمد مصطفى.

ويأتي هذا في وقت تتصاعد فيه اعتداءات قوات الاحتلال والمستعمرين بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية، وكذلك في وقت لا زالت الإدارة الأميركية تتخذ قرارات ضد السلطة الفلسطينية آخرها كان حظر دخول أي شخص يحمل وثائق فلسطينية إلى بلادها.

فيما نقلت مصادر عبرية، عن مسؤول أميركي قوله، إن اللقاء جاء بعد أن حثت الولايات المتحدة، إسرائيل سرًا على الرد بقوة أكبر على عنف المستوطنين، ولكن دون جدوى تُذكر.

وأشارت المصادر إلى أن هاكابي والشيخ، ناقشا استمرار إسرائيل في حجب عائدات الضرائب الفلسطينية، الأمر الذي أعاق بشدة قدرة رام الله على تسيير شؤونها، لأن هذه الأموال تُشكّل الجزء الأكبر من ميزانيتها، بحسب ما ذكره مسؤول في السلطة الفلسطينية.

وفي وقت سابق من هذا العام، صرّح هاكابي بأنه كان يعمل على إقناع إسرائيل بالإفراج عن هذه الأموال، إلا أن هذه الجهود تعثّرت بسبب قرارات الدول الغربية، المدعومة من السلطة الفلسطينية، بالاعتراف بدولة فلسطينية.

ويمتنع سموتريتش، عن صرف المدفوعات الشهرية التي تراكمت لتصل إلى عدة مليارات من الدولارات، احتجاجًا على سياسات السلطة الفلسطينية في رام الله، بما في ذلك صرف رواتب للأسرى الفلسطينيين وعائلاتهم.

كما طلب الشيخ مساعدة هاكابي، وهو قسّ معتمد من الكنيسة المعمدانية الجنوبية،لإقناع إسرائيل بمنح تصاريح دخول للمسيحيين الفلسطينيين لزيارة القدس في عيد الميلاد، وضمان حرية التنقل للوصول إلى بيت لحم في ظل انتشار نقاط التفتيش الإسرائيلية في جميع أنحاء الضفة الغربية.

وقال مسؤول أمريكي إن الطرفين اتفقا على عقد اجتماع متابعة مع مساعديهما الشهر المقبل.

وفي وقت لاحق، صرّح متحدث باسم السفارة الأميركية في القدس: “عقد السفير هاكابي اجتماعًا وديًا ومثمرًا للغاية مع نائب الرئيس، تناول فيه العديد من القضايا. وسيواصل السفير محادثاته مع المسؤولين في رام الله، ويؤمن بأن الحوار المستمر ضروري للجميع. ويرى السفير أن هناك مكاسب جمة يمكن جنيها من خلال مواصلة تطوير العلاقات هناك، وإجراء حوارات صريحة حول التحديات العديدة التي تواجه المنطقة”.

ولم يكن السفير الأميركي لدى إسرائيل مسؤولاً تاريخيًا عن الحفاظ على العلاقات مع السلطة الفلسطينية، وهو أمر كان من اختصاص القنصلية الأمبركية في القدس. إلا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أغلق هذه المهمة غير الرسمية مع الفلسطينيين خلال ولايته الأولى، وقطعت السلطة الفلسطينية علاقاتها تماماً مع الولايات المتحدة ورفضت التواصل مع أول سفير لترمب لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، بحجة أن ذلك سيضفي شرعية على التدهور الواضح في مستوى العلاقات، ليصبح مجرد ملف عابر ضمن علاقات واشنطن مع إسرائيل.

لكن السلطة الفلسطينية غيرت مؤخرًا من مواقفها تجاه الولايات المتحدة خلال ولاية ترمب الثانية. كما يقول الموقع الإسرائيلي.

وتجنّبت واشنطن إلى حد كبير التواصل مع السلطة الفلسطينية في الأشهر التي أعقبت عودة ترمب إلى منصبه، واكتفت بمعالجة القضية الفلسطينية من منظور غزة.

لكنّ الأشهر الأخيرة شهدت تحولاً، إذ سعت الولايات المتحدة إلى الحصول على مساعدة السلطة الفلسطينية في دفع خطتها للسلام في غزة، حتى وإن كانت بناءً على إصرار إسرائيل التي لا ترغب في انخراط رام الله بشكل مباشر، على الأقل في البداية.

وقد طلبت واشنطن دعم السلطة الفلسطينية الشهر الماضي لحشد الدول العربية لدعم قرار مجلس الأمن الدولي الذي يُقنّن خطة ترمب للسلام.

وكشفت تايمز أوف إسرائيل الأسبوع الماضي أن مساعدة رام الله أدت إلى إنشاء قناة اتصال رفيعة المستوى جديدة بين الشيخ وجاريد كوشنر، كبير مساعدي ترمب.