
صدى نيوز - تتواصل المعارك في ولاية جنوب كردفان السودانية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث استهدف الجيش مساء الثلاثاء، مواقع للدعم السريع في بلدتي جنقارو ولقاوة بالقصف الجوي، ما أدى إلى تدمير مركبات قتالية ومقتل عناصر من القوات المستهدفة.
وأشار الجيش إلى أن القصف جاء بعد تلقي معلومات عن نية قوات الدعم السريع والحركة الشعبية مهاجمة مدينة الدلنج.
وفي وقت سابق، قصفت قوات الدعم السريع مدينة الرهد بولاية شمال كردفان بقذيفتين، واستهدفت مسيرات مناطق على الطريق الرابط بين الرهد والأبيّض، إضافة إلى غربي مدينة الرهد حيث أصيب شخص واحد. كما قصفت المسيرات مناطق "سماسم" جنوب الدلنج و"أبو جبيهة" في جنوب كردفان.
وشنت قوة من الجيش والقوات المساندة حملة تمشيط على ثلاثة محاور حول مدينة كادوقلي عاصمة جنوب كردفان.
وفي السياق الإنساني، وثق مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 104 مدنيين جراء هجمات المسيرات منذ الرابع من كانون الأول/ ديسمبر الجاري، بينهم 89 مدنيا سقطوا في هجوم على مدرسة في بلدة كالوقي، معظمهم من الأطفال.
وأعرب المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، عن قلقه البالغ من تزايد استخدام المسيرات ضد المدنيين، ودعا جميع الأطراف إلى احترام القانون الدولي الإنساني وحماية السكان.
تعد كردفان بؤرة للصراع، وتضم ثلاث ولايات غنية بالنفط والذهب والأراضي الزراعية، وتشكل حلقة وصل بين مناطق سيطرة الجيش في الشمال والشرق والوسط وإقليم دارفور الخاضع لقوات الدعم السريع منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وقد أدى تصاعد الأعمال العدائية إلى نزوح أكثر من 1700 شخص من بلدات جنوب كردفان، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).
وعن الأوضاع الصحية، قالت وزيرة الصحة والتنمية الاجتماعية في شمال كردفان إيمان مالك، إن انتشار الأوبئة تصاعد بسبب توقف نحو 30% من المرافق الصحية، وسجلت الولاية نحو 730 إصابة بحمى الضنك و13,609 حالات كوليرا.
كما أظهرت صور الأقمار الصناعية أضرارا لحقت بمستشفى الدلنج العسكري نتيجة قصف من قوات الدعم السريع، أسفر عن مقتل 9 أشخاص وإصابة 17 آخرين بينهم أفراد من الكادر الطبي، بالإضافة إلى استهداف مواقع مدنية في الكرقل والسماسم جنوب الدلنج.
وأكد مكتب أوتشا مقتل ما لا يقل عن 6 أشخاص وإصابة 12 آخرين من العاملين في المجال الطبي نتيجة القصف.
ويعد الصراع في السودان منذ نيسان/أبريل 2023، من أكثر الأزمات الإنسانية حدة في العالم، حيث تسبب في مقتل عشرات الآلاف وتشريد الملايين.