صدى نيوز - اعتبر الأمين العام للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس اللواء بلال النتشة، عملية استيلاء قوات الاحتلال الإسرائيلي على مقر وكالة الغوث الدولية " الاونروا" في القدس يوم الاثنين، بمثابة خطوة فعلية من قبل دولة الاحتلال لتصفية قضية اللاجئين .

 وقال النتشة في بيان صحفي اليوم الثلاثاء : ان هذا الاجراء التعسفي يخالف الإرادة الدولية من جانب والقانون الدولي من جانب آخر والذي يعطي الحق للوكالة باستمرار عملياتها في مناطق ولاياتها الخمس وفي مقدمتها فلسطين  لتقديم الخدمات الأساسية للاجئين واهمها التعليم والصحة، الى حين التوصل الى اتفاق سياسي بشان قضيتهم الممتدة منذ العام 1948 والى اليوم. 

وشدد النتشة على ان هذا الاجراء الذي يعني تصفية  وجود الوكالة في القدس انما يأتي في سياق الهجمة الإسرائيلية الشاملة والمستمرة منذ اكثر من عام على مخيمات اللاجئين في شمال ووسط الضفة الغربية وتشريد أهلها وتحديدا مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس ، حيث تم تسوية هذه المخيمات بالأرض بعد هدم السواد الأعظم من مبانيها وتدمير الطرق والبنيتين التحتية والفوقية فيهما ، مشيرا الى ان مأساة اللجوء تكررت مرة أخرى في هذه المخيمات. 

وأشار الأمين العام للمؤتمر الى ان الهجوم الواسع الذي نفذته قوات الاحتلال ضد مقر وكالة الغوث في القدس الاثنين ، يدل بما لا يدع مجالا للشك على ان إسرائيل وضعت يدها على المقر في مقدمة للاستيلاء عليه كاملا بحجة عدم دفعه للضرائب المترتبة عليه لبلدية الاحتلال. 

وشدد على ان هذه الذريعة واهية ولا تمت للحقيقة بصلة ذلك ان إسرائيل اتخذت قرارا منذ نحو عامين بتصفية وجود الوكالة في الأراضي المحتلة ضمن مخططها لتصفية القضية الفلسطينية برمتها الامر الذي لا يعتبر اجراء إداريا وانما هو خطوة سياسية متقدمة نحو شطب قضية اللاجئين التي تعتبر أساس الصراع بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. 

ونوه النتشة بان إسرائيل ومنذ السابع من أكتوبر 2023 وهي تشن حملة هجومية وتحريضية منظمة على وكالة الغوث بحجة مشاركة موظفين فيها في الهجوم الذي استهدف المستوطنات في جنوب قطاع غزة قبل اكثر من عامين، متخذة من ذلك ذريعة قوية لاتهام الوكالة بالتعاطف مع الفلسطينيين في رفضه للظلم الواقع عليهم من 77 سنة خلت ، في الوقت الذي يمد فيه شعبنا وقيادته أيديهم للسلام بينما ترد دولة الاحتلال بالتصعيد العسكري الرامي الى تهجير الفلسطينيين واقتلاعهم مما تبقى من وطنهم المسلوب مرة أخرى. 

واكد الأمين العم للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس ، على ان الرد الموضوعي على هذه السياسة الممنهجة التي يتبعها اليمين المتطرف الذي يحكم إسرائيل ، يأتي بإجراء فوري من قبل الولايات المتحدة الامريكية بوصفها الراعي الأساس لاتفاقيات السلام الفلسطينية الإسرائيلية والتي تحظر على دولة الاحتلال اتخاذ أي خطوات أحادية من شأنها ان تستبق التوصل الى حلول سياسية بشان الملفات العالقة وفي مقدمتها قضية اللاجئين وحق العودة.

واعتبر النتشة ان ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي مقدمتها القدس وما تضمه من مؤسسات دويلة وفلسطينية يأتي في سياق الهجوم على الوجود الفلسطيني في هذه المدينة التي تتعرض لأسوء عملية تطهير عرقي منذ العام 67 . 

وقال النتشة ان شعبنا الفلسطيني لن يركع ولن يرفع راية بيضاء ولن يسلم بسياسة الامر الواقع التي تفرضها إسرائيل على الأرض بل سيواجه ذلك بشتى الوسائل القانونية المتاحة امامه في المحاكم والمنابر الدولية . واضاف ان رفع إسرائيل لعلمها فوق مقر الأمم المتحدة في القدس لا يعطيها شرعية في امتلاك المكان، مشككا بمصداقية دولة الاحتلال التي تدعي ان السيطرة على المقر جاءت لأسباب مالية.   

وعبر عن التضامن الكامل مع الوكالة التي لم تتوقف يوما عن تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين في مخيمات محافظة القدس، في مدارسها ومراكزها الصحية وفي مراكز توزيع التموين رغم شح الإمكانات التي تعاني منها.

وقال أخيرا : وكالة الغوث ستبقى الشاهد الحي على مأساة شعب اقتلع من ارض وطنه بقوة السلاح وبسفك الدماء وبالتهجير القسري ، كما ستبقى المخيمات هي الرمزية الحقيقية لقضية اللاجئين ولن تزول الا بحل عادل لقضيتهم يضمن حقهم بالعيش بكرامة في كنف دولة مستقلة وعاصمتها القدس .