صدى نيوز - افتُتح في متحف ياسر عرفات، اليوم الثلاثاء، "مجلس الشعر الفلسطيني الأول" الذي تنظمه وزارة الثقافة، بحضور الوزير عماد الدين حمدان، وثلة من الكتاب والشعراء والنقاد.

وأكد رئيس مجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات أحمد صبح، في كلمته، أهمية الثقافة والشعر في تعزيز السردية الفلسطينية باعتبارها من المكونات الرئيسية للشخصية الفلسطينية، وانعكاساً لصمود الشعب الفلسطيني وتمسكه بأرضه وحقوقه.

وقال صبح، "من قاعة المنتدى في متحف ياسر عرفات وبالقرب من ضريح الرئيس المؤسس ومن خندقه الأخير لباعث الوطنية الفلسطينية المعاصرة، نفتتح "مجلس الشعر الفلسطيني الأول"، وإن هذا المجلس هو حلقة من سلسلة حلقات مطلوبة لتعزيز الهوية الوطنية الفلسطينية في ظل الظرف الصعب الذي يمرّ بالقضية الفلسطينية المتمثل فيما يتعرض له شعبنا من عدوان شامل وحرب إبادة واضحة على أرض الواقع، من خلال الشهداء والأسرى والجرحى، والهدم والتدمير واقتحامات الأقصى والمدن الفلسطينية، والتنكيل بالمواطنين، والأشكال الأخرى لحرب الإبادة التي ينفذها الاحتلال من خلال محاربة السردية والرواية الفلسطينية.

وتابع: أن شعبنا الفلسطيني حقق اختراقات واضحة من خلال الشباب الفلسطيني في جميع أماكن وجوده بالداخل والشتات، وقدرتهم على استخدام التقنيات التكنولوجية الحديثة، ووسائل التواصل الاجتماعي، في نقل الحق الفلسطيني إلى العالم أجمع، حيث أصبحت فلسطين عنوان الضمير الإنساني العالمي.

وأوضح صبح أنه خلال فعالية إحياء الذكرى الحادية والعشرين لاستشهاد الرئيس المؤسس، والثامنة والثلاثين لإعلان الاستقلال الواسعة بكل الأماكن وبشتى الطرق، ظهرت أشكال أخرى من الحرب التي يشنها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، منها أصوات نشاز تُشكك في منظمة التحرير الفلسطينية وتمثيلها للشعب الفلسطيني، بصورة محللين ومؤرخين ومثقفين يدعون إلى القفز عن منظمة التحرير ويدعون إلى الفراغ بقصد أو بغير قصد، وهذا الفراغ يؤدي إلى سيطرة الاحتلال.

واعتبر أن أي محاولة قفز عن منظمة التحرير وفصائلها تصفية للحقوق الوطنية الفلسطينية، مشيراً إلى أن هناك من بحث عن حضن دافئ خارج إطار منظمة التحرير ولم يجده، وعليه العودة لحضن الوطن.

ومن جهته، قال الوزير حمدان: "نقف اليوم في هذا الصرح الوطني العظيم متحف ياسر عرفات عنوان الذاكرة الفلسطينية، مُترجم الحكاية إلى مسؤولية، ومُترجم المسؤولية إلى إيمان"، مبيناً أن الثقافة هي خطّ الدفاع الأوّل عن الوجود الفلسطيني.

كما أكد أهمية الكلمة التي تحمل الرسالة الوطنية، وأن رسالة اليوم هي من غزة إلى القدس وما زلنا على عهد الشهداء والأسرى والثقافة واللغة.

وأوضح أن اجتماع مجلس الشعر الفلسطيني الأول هو إعلان جديد أن الشعب الفلسطيني رغم الجراح والحصار وتآمر العالم، ما زال يؤمن بالكلمة التي ناضلت وواست، والتي لم تخذل فلسطين يوماً.

ووجه حمدان التحية إلى الشعراء والشاعرات، والنقاد والمبدعين، ومن حملوا على عاتقهم أن يبقى صوت فلسطين عالياً، وأن تبقى اللغة والشعر الفلسطيني جسراً يمتد من قلب الوطن إلى عواصم العالم، كما وجه التحية إلى مؤسسة ياسر عرفات وإدارتها وإلى كل من أسهم في هذا المجلس.

وأكد أن وزارة الثقافة تؤمن بأن المشهد الثقافي الفلسطيني بحاجة إلى فضاءات حقيقية تلتقي فيها الأصوات وتتحاور، مشيراً إلى أن الشعر قادر على أن يكون بوابةً للبناء وتطوير الوعي، وصون الهوية، وتحفيز الأجيال الجديدة كي تكتب فلسطين بلغتها الخاصة، وبصوتها الذي لا يشبه إلا ذاته.

كما شدد على أن الشعر سيبقى جزءا أصيلاً من المشروع الثقافي الوطني، كما أن الوزارة ستدعم المنابر الإبداعية وترعى المواهب والمبادرات التي تضمن استمرارية هذا الإرث العظيم.

كما تم إلقاء قصائد شعرية خلال فعالية الإطلاق.