صدى نيوز -تشهد عيادات التجميل إقبالاً على استعمال حقن البولينوكليوتيدات لتجديد البشرة، وتنعيمها، وترطيبها، وتنشيطها دون إحداث أي تغيير في ملامح الوجه، فهل يمكن لهذه الحقن أن تكون بديلاً للبوتوكس؟

يروج العديد من مقاطع الفيديو التي يتم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن حقن البولينوكليوتيدات هي البديل الأمثل للبوتوكس، ولكن أطباء الجلد لديهم رأي آخر في هذا المجال.

إذ يعتبرون أن تأثير هذه الحقن أقل فعالية من البوتوكس في مجال مكافحة الشيخوخة، كونها لا تعالج التجاعيد العميقة أو ترهل الجلد ولكنهم يتحدثون عن أهمية مفعولها الوقائي والذي يعتمد على العناية بطبقات الجلد الداخلية.

وهذا يعني أن حقن البولينوكليوتيدات لا تهدف إلى استبدال الطرق التقليدية المعززة للشباب بل تعمل على استكمال خطة تؤخر ظهور التجاعيد وتحافظ على شباب البشرة لأطول فترة ممكنة.

مصدر هذه التقنية

تعد حقن البولينوكليوتيدات حالياً واحدة من أكثر العلاجات الواعدة في مجال الطب التجميلي، كونها تعمل على تحسين نوعية البشرة دون إجراء أي تغيير في ملامح الوجه. يتم تعريف البولينوكليوتيدات على أنها أجزاء طبيعية عالية النقاء من الحمض النووي. وهي مشتقة أساساً من خلايا سمك السالمون، ويمكن استخلاصها أيضاً من سمك التروت أو بعض المصادر النباتية إلا أن نوعها المستخدم من السالمون لا يزال الأكثر فعالية حتى اليوم. أما تركيبتها المشابهة جداً لتركيبة الحمض النووي البشري فتمنحها توافقاً حيوياً ممتازاً وأماناً تاماً. وهي عند حقنها في الجلد تلعب دورا منشطا حقيقيا للخلايا مما يعزز آلية تجددها الطبيعية.

تأثيرها

تعمل البولينوكليوتيدات على عدة مستويات:

• الترطيب البيولوجي العميق: إذ تحتفظ بالماء في أعماق الأدمة مما يعزز ليونة الأنسجة ومرونتها.

• التحفيز الخلوي: تعمل على تنشيط الخلايا الليفية المسؤولة عن إنتاج الكولاجين، والإلستين، وحمض الهيالورونيك.

• تأثير مضاد للأكسدة: تبطل مفعول الجذور الحرة مما يحد من الإجهاد التأكسدي ويؤخر شيخوخة البشرة.

• تأثير مرمم: استخدمت هذه الحقن أولاً في المجال الطبي لتعزيز التآم الجروح، كونها تساعد البشرة على التجدد وتجعلها أكثر تماسكاً وإشراقاً.

مفعولها مقارنةً بحمض الهيالورونيك

يركز حمض الهيالورونيك على ملء وترطيب سطح البشرة أما البولينوكليوتيدات فلا تعطي حجماً اصطناعياً بل تعمل بعمق داخل الأنسجة محفزةً الإنتاج الطبيعي للكولاجين والإلستين. ولذلك فهي لا تهدف إلى نفخ البشرة بشكل فوري ولكن إلى تجديدها بشكل تدريجي ودائم. وهذا ما يجعل من هذا العلاج يتوجه إلى كل من يرغب في:

• تحسين حالة البشرة الجافة، والباهتة، والهشة.

• الوقاية وعلاج ترهل الجلد الخفيف والمتوسط.

• التقليل من الخطوط الدقيقة وتعزيز إشراقة منطقة محيط العين.
يمكن أيضاً لهذا العلاج أن يستعمل كمكمل لعلاجات تجميلية أخرى منها: حمض الهيالورونيك، واللايزر، وعملية شد الوجه.

النتائج المنتظرة

يعتمد هذا العلاج على حقن البشرة بإبر دقيقة، خلال جلسات تدوم كل منها بين 15 و30 دقيقة. ينصح عادةً باتباع بروتوكول من جلستين إلى أربع جلسات بفاصل زمني يتراوح بين 3 و4 أسابيع تليها جلسات صيانة مرة أو مرتين سنوياً. أما النتائج فتكون تدريجية وتراكمية، إذ يسجل بعد الجلسة الأولى تحسن في إشراقة البشرة وترطيبها، لتصبح في الأسابيع التالية أكثر تماسكاً، وكثافة، ومرونة. تستقر النتائج على مدار عدة أشهر وتترافق مع تحسن مستمر في جودة البشرة.

احتياطات ضرورية

لتحسين فعالية هذا العلاج، من الضروري اتباع بعض الإرشادات خلال أول 24 ساعة بعد تطبيقه:

• عدم تنظيف الوجه.

• عدم وضع الماكياج.

• تجنب أي نشاط يسبب التعرق مثل الرياضة، والساونا، وغرف البخار، والتعرض للحرارة الزائدة.
تسمح هذه التدابير ببقاء المنتج المحقون في القنوات الدقيقة في الجلد، ويحافظ على تأثيره بدل أن يتم طرحه خارج الجسم عبر التعرق.

تستمر نتائج هذا العلاج بين 6 و12 شهراً. وهو مناسب لجميع الأعمار نظراً لمفعوله الوقائي الذي يعمل على تحفيز خلايا الجلد