
صدى نيوز -استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، شقةً سكنية في الشارع العريض بالضاحية الجنوبية لبيروت (موقف الضاحية)، وفق ما أفادت به تقارير محلية لبنانية، مما أدى إلى أضرار واسعة في المبنى ومحيطه.
وذكرت تقارير إسرائيلية أن الغارة استهدفت القيادي البارز في حزب الله، أبو علي الطبطبائي، فيما أفادت وزارة الصحة بأن الهجوم أسفر في حصيلة أولية عن استشهاد شخص وإصابة 21 آخرين، وسط انتشار مكثّف لطواقم الإسعاف.
وترجح أوساط أمنية إسرائيلية "نجاح عملية اغتيال" من تصفه بأنه "رئيس أركان حزب الله"، فيما لم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من حزب الله حول طبيعة الاستهداف أو هوية الضحايا.
وقال مسؤول أمني إسرائيلي إن الجيش لم يقدّم بعد تقييمًا نهائيا بحجم الأضرار الناجمة عن الغارة في الضاحية الجنوبية لبيروت. وأوضح أن أن رئيس الحكومة ووزير الأمن صادقا على الهجوم قبل دقائق من تنفيذه.
وقالت رئاسة الحكومة الإسرائيلية، في بيان، إن جيش الاحتلال نفّذ قبل نحو ساعة هجومًا "في قلب بيروت" استهدف القيادي الذي تصفه إسرائيل بـ"رئيس أركان حزب الله" والمسؤول عن "قيادة مسار إعادة بناء القوة والتسلح" في الحزب.
وأضاف البيان أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أصدر أمر الاستهداف "بناءً على توصية وزير الأمن ورئيس أركان الجيش". وختمت رئاسة الحكومة بالقول إن "إسرائيل ماضية في تحقيق أهدافها في أي مكان وزمان".
"الرجل الثاني في حزب الله"
ووصفت التقارير الإسرائيلية أبو علي الطبطبائي بأنه "الرجل الثاني في حزب الله بعد الأمين العام، نعيم قاسم" و"رئيس أركان حزب الله فعليًا" وأحد أبرز المسؤولين العسكريين في الحزب خلال السنوات الأخيرة.
وبحسب تلك التقارير، يُعدّ الطبطبائي من الشخصيات العسكرية الأكثر نفوذًا داخل حزب الله، وتولّى مسؤوليات مركزية في إدارة الملفات القتالية وإعادة بناء قدرات التنظيم، كما نُسبت إليه أدوار قيادية في عمليات سابقة على الجبهة مع إسرائيل.
وأشارت التقارير الإسرائيلية إلى أن الطبطبائي كان يقيم داخل الشقة التي طاولها الاستهداف، وأنه كان يعمل في الآونة الأخيرة على تعزيز القدرات العسكرية لحزب الله وعلى صياغة خطط ميدانية تعتبرها تل أبيب تهديدًا مباشرًا لأمنها.
"ضمن إجراءات الإنفاذ... لا تغيير في السياسات"
وقال مصدر أمني لإذاعة الجيش الإسرائيلي: "من لحظة وصول المعلومة الاستخباراتية وحتى تنفيذ الهجوم في الضاحية الجنوبية مرّت ساعة واحدة فقط"، في إشارة إلى السرعة التي اتُّخذ فيها القرار بتنفيذ الغارة.
وزعم المصدر "نحن ما زلنا ضمن منطق الإنفاذ، ولم نغيّر سياستنا تجاه حزب الله"، مشيرًا إلى أن إسرائيل "تواصل فرض اتفاق وقف إطلاق النار" ، رغم التصعيد الميداني الأخير.
وتزامنت الغارة مع تحليق مكثّف للطيران الإسرائيلي في الأجواء اللبنانية وغارات وهمية في منطقة البقاع. فيما أفادت الوكالة اللبنانية بأن مسيّرة إسرائيلية عادت لتحلّق فوق المبنى المستهدف في منطقة حارة حريك بالضاحية الجنوبية.
هل أبلغت تل أبيب واشنطن مسبقا بالهجوم؟
وقال مصدر إسرائيلي إن تل أبيب أبلغت واشنطن مسبقًا بالهجوم، دون الخوض في مستوى الموافقة الأميركية؛ فيما قال مسؤول أميركي رفيع إن الولايات المتحدة لم تتلقَّ أي إخطار مسبق من إسرائيل بشأن الهجوم، وأضاف أنه "تم إبلاغ واشنطن فور تنفيذ العملية فقط".
وأضاف المسؤول الأميركي أن واشنطن كانت على علم، منذ عدة أيام، بأن إسرائيل تستعد لتصعيد هجماتها في لبنان، لكنها لم تُبلَّغ مسبقًا بموعد الضربة أو بهوية الجهة المستهدفة، بحسب ما نقلته القناة 12 الإسرائيلية.
وأكد مسؤول إسرائيلي تحدث للقناة أقوال المسؤول الأميركي، وقال إن تل أبيب لم تُطلع الإدارة الأميركية مسبقًا على الهجوم في الضاحية الجنوبية لبيروت، موضحًا أن الإبلاغ تم فور تنفيذ الضربة وليس قبلها.
بدوره، أعلن جيش الاحتلال، في بيان مقتضب، أنه هاجم عنصر "مركزي" في حزب الله داخل بيروت، من دون الكشف عن هوية المستهدف، مكتفيًا بالقول إن "تفاصيل إضافية ستُنشر لاحقًا".
وقال وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، تعليقًا على الهجوم، إن إسرائيل "ستواصل العمل بقوة لمنع أي تهديد يستهدف مواطنيها". وواصل كاتس لهجة التهديد قائلا: "كل من يرفع يده على إسرائيل – ستُقطع يده".
مشيرًا إلى أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، يشاركه "الإصرار على مواصلة سياسة فرض الحدّ الأقصى من الردع في لبنان وفي أي مكان آخر". وشدد على أن إسرائيل "لن تسمح بالعودة إلى واقع ما قبل السابع من أكتوبر".
تصعيد متواصل في الجنوب
وفي جنوب لبنان، استهدفت مسيّرة إسرائيلية أحد رعاة الماشية، وهو سوريّ الجنسية، عند أطراف بلدة رميش الحدودية في قضاء بنت جبيل، وفق ما أفادت به الوكالة اللبنانية الرسمية للإعلام.
واستشهد مواطن لبناني، ظهر اليوم، من جراء قصف نفذته مسيّرة إسرائيلية أثناء عمله على ترميم أحد المنازل في بلدة عيتا الشعب بقضاء بنت جبيل، وفق مصادر محلية ووزارة الصحة اللبنانية.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن الضحية هو الأسير المحرر محمد صالح، مشيرة إلى أنه كان يستقل سيارته في حيّ الرجم متجهًا لإحضار معدات يستخدمها في ترميم منزله، عندما استهدفته المسيّرة بصاروخ موجّه.
وأضافت الوكالة أن الغارة وقعت بالتزامن مع تحليق منخفض لمسيّرة إسرائيلية فوق مدينة الهرمل.
وفي بلدة العديسة، ألقت مسيّرة إسرائيلية قنبلة صوتية، ما أدى إلى حالة هلع بين السكان، من دون تسجيل إصابات.
كما شهدت أجواء قرى وبلدات شرق صور تحليقًا مكثفًا للطائرات المسيّرة الإسرائيلية، امتدادًا حتى البلدات الجنوبية في القطاع الغربي، وسط مخاوف من توسع دائرة الاستهدافات.
وجاءت هذه التطورات فيما جدّد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، خلال جلسة حكومته اليوم، القول إن إسرائيل "ستواصل القيام بكل ما يلزم لمنع حزب الله من إعادة بناء قدرته التهديدية ضدنا".
وتندرج الهجمات ضمن الخروقات الإسرائيلية المتواصلة لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي أنهى العدوان الواسع الذي شنّته تل أبيب على لبنان في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، قبل أن يتوسع في أيلول/ سبتمبر 2024 إلى حرب شاملة أسفرت عن استشهاد أكثر من 4 آلاف لبناني وإصابة نحو 17 ألفًا آخرين.
والخميس، أعلنت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) تسجيل أكثر من 10 آلاف انتهاك جوي وبري داخل الأراضي اللبنانية منذ بدء سريان الاتفاق.
كما لا تزال إسرائيل تحتل 5 تلال لبنانية في الجنوب، نصّ الاتفاق على الانسحاب منها خلال 60 يومًا، إلا أنها تنصلت من التزاماتها، إلى جانب استمرارها في احتلال مناطق لبنانية أخرى منذ عقود.