صدى نيوز - قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يعتزم الموافقة على بيع طائرات مقاتلة أمريكية الصنع من طراز إف-35 إلى السعودية، وذلك قبل يوم من استضافته ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لعقد مباحثات دبلوماسية، بينما ستوقع الرياض وواشنطن "إطار اتفاق لتعاون نووي مدني" خلال زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، على ما أفاد مصدر سعودي مطّلع على المفاوضات وكالة فرانس برس.

 

وأفاد المصدر الذي تحدث شرط عدم ذكر اسمه لحساسية المسألة أنّ ولي العهد النافذ والرئيس الأميركي دونالد ترامب سيوقعان "إطار عمل لاتفاق تعاون نووي مدني على معايير اتفاق 123" أي يتضمن اتفاقا لمنع الانتشار النووي، على غرار ما وقعته الولايات المتحدة خصوصا مع كوريا الجنوبية والهند والإمارات.

ومنذ سنوات، تسعى السعودية، أكبر مصدّر للنفط في العالم والقوة النافذة وصاحبة أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط، لتأمين اتفاق مع واشنطن تحصل بموجبه على تكنولوجيا نووية للاستخدام المدنيّ.

وكان الحصول على التكنولوجيا النووية المدنية في صلب مفاوضات برعاية أميركية لتطبيع العلاقات السعودية-الإسرائيلية، والتي عُلقت عقب هجوم حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 الذي أشعل فتيل الحرب المدمرة قطاع في غزة.

لكن يبدو أن البلدين سيمضيان في تدشين تعاونهما النووي بمعزل عن انضمام الرياض إلى الاتفاقات الابراهيمية التي أبرمت برعاية ترامب عام 2020، وأقيمت بموجبها علاقات رسمية بين إسرائيل وكل من البحرين والإمارات العربية المتحدة والمغرب ولاحقا السودان، إذ إنه من غير المرجح أن توافق السعودية على التطبيع في هذه المرحلة.

إف 35

وقال ترامب للصحفيين في المكتب البيضاوي "سأقول إننا سنفعل ذلك... سنبيع الطائرات إف-35".

ومن شأن إتمام الصفقة أن يمثل تحولا كبيرا في السياسة، وهو التحول الذي ربما يغير توازن القوى العسكرية في الشرق الأوسط ويختبر مفهوم واشنطن لمبدأ الحفاظ على "التفوق العسكري النوعي" لإسرائيل.

وطلبت السعودية شراء ما يصل إلى 48 طائرة مقاتلة من طراز إف-35 في صفقة محتملة بمليارات الدولارات. وذكرت رويترز في وقت سابق من هذا الشهر أن الصفقة تخطت عقبة أساسية في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) قبل زيارة الأمير محمد بن سلمان.

ومنذ وقت طويل تُبدي السعودية اهتماما بالطائرة المقاتلة التي تنتجها شركة لوكهيد مارتن.

وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض لرويترز قبل أن يتحدث ترامب إن الرئيس "يريد أن يتحدث مع ولي العهد بشأن الطائرات، وبعدها سنتخذ قرارنا".

نداء شخصي

وتسعى السعودية، أكبر مشترٍ للأسلحة الأمريكية، منذ سنوات للحصول على هذه الطائرة المقاتلة في إطار سعيها لتحديث سلاحها الجوي ومواجهة التهديدات الإقليمية، لا سيما من إيران.

ويأتي سعي المملكة المتجدد للحصول على ما يشكل سربين، في الوقت الذي أبدت فيه إدارة ترامب انفتاحها على تعميق التعاون الدفاعي مع الرياض. ويشغل سلاح الجو السعودي مجموعة متنوعة من الطائرات المقاتلة، ومنها بوينج إف-15، وتورنادو وتايفون الأوروبيتين.

ووجهت السعودية نداء مباشرا إلى ترامب هذا العام لشراء هذه الطائرات.

وكان مسؤولون أمريكيون تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم أبلغوا رويترز بأن إدارة السياسات في وزارة الدفاع الأمريكية(البنتاجون) عملت على الصفقة المحتملة لأشهر.

وتدرس واشنطن مبيعات الأسلحة إلى الشرق الأوسط بطريقة تضمن لإسرائيل الحفاظ على "تفوق عسكري نوعي". ويضمن هذا حصول إسرائيل على أسلحة أمريكية أكثر تطورا من الدول العربية في المنطقة.

وإف-35 مزودة بتقنية التخفي التي تمكنها من تفادي رصد العدو لها، وهي أكثر الطائرات المقاتلة تطورا في العالم. وتشغل إسرائيل هذه الطائرة منذ ما يقرب من عقد، إذ حازت أسرابا متعددة، ولا تزال الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تملك نظام الأسلحة هذا.

وتداخلت قضية إف-35 كذلك مع جهود دبلوماسية أوسع نطاقا. فقد سبق لإدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن أن بحثت توفير طائرات إف-35 للسعودية ضمن صفقة شاملة كانت ستشمل تطبيع الرياض العلاقات مع إسرائيل، إلا أن هذه الجهود تعثرت في النهاية.

وقد يشكل تدقيق الكونجرس تحديات لأي بيع لطائرات إف-35. وسبق أن شكك مشرعون في صفقات الأسلحة مع الرياض في أعقاب مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي عام 2018، ولا يزال بعض أعضاء الكونجرس حذرين من تعميق التعاون العسكري مع المملكة.