صدى نيوز - أظهرت نتائج أولية للاستفتاء الشعبي الذي أجري في الإكوادور أن أغلبية الناخبين صوتوا بـ"لا" على مقترح إعادة فتح القواعد العسكرية الأميركية في البلاد، وذلك إلى جانب مقترحات أخرى لتعديلات دستورية وتغييرات سياسية.

ووفق النتائج الأولية بعد فرز نحو 75% من الأصوات، صوت نحو 60% من الناخبين ضد رفع الحظر المفروض منذ سنوات على وجود قواعد أجنبية على الأراضي الإكوادورية.

ويقطع هذا الرفض الطريق أمام عودة الجيش الأميركي إلى قاعدة مانتا الساحلية التي استخدمتها واشنطن سابقا في عمليات مكافحة المخدرات قبل إغلاقها عام 2009.

وتشكل نتيجة الاستفتاء ضربة سياسية موجعة للرئيس الإكوادوري دانيال نوبوا، الذي يعد من أقرب حلفاء واشنطن في أميركا اللاتينية وصديق الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

واعتمد نوبوا في مشروعه على دعم أميركي مقابل مساندته في مواجهة العصابات المتورطة في الاتجار بالمخدرات.

وتعليقا على الهزيمة، قال نوبوا "نحن نحترم إرادة الشعب الإكوادوري"، مضيفا أن النتائج أظهرت التزاما واضحا بالسيادة الوطنية رغم التحديات الأمنية المتصاعدة في البلاد.

وصوت نحو 14 مليون ناخب مؤهلين على 4 أسئلة في الاستفتاء الإلزامي تضمنت مقترحات لتعديل الدستور، وإنهاء التمويل الحكومي للأحزاب السياسية، وتقليص عدد أعضاء البرلمان، وأظهرت النتائج الأولية رفض أغلبية الناخبين المقترحات الأربعة.

ويأتي هذا الاستفتاء في ظل انتشار عسكري أميركي في البحر الكاريبي والمحيط الهادي تقول واشنطن إنه يستهدف شبكات تهريب المخدرات.

كما تواجه البلاد ارتفاعا حادا في معدلات الجريمة المرتبطة بتجارة المخدرات، مع تسجيل 39 جريمة قتل لكل 100 ألف نسمة في عام 2023، بحسب معهد إنسايت كرايم، وهي النسبة الأعلى بين دول أميركا اللاتينية.

ويُتوقع أن يرتفع معدل الجريمة في البلاد -وفقا لخبراء- إلى 52 جريمة هذا العام، في معدل لم يسجل مثله من قبل، ويعادل ضعف النسبة المسجلة في دول الإقليم.

وفي السياق، عبّر بعض الناخبين عن تفضيلهم الإبقاء على السيادة الأمنية الوطنية بعيدا عن التدخل الأجنبي.

وقالت الناخبة آنا مانوتوا (36 عاما) بعد الإدلاء بصوتها في شمال العاصمة كييتو "لا رعاية صحية ولا أمن، صوتت ضد الحكومة".

ورأى ناخب آخر -وهو كارلوس فاكا (60 عاما)- أن "بعض المقترحات مفيدة، لكن عودة القواعد العسكرية خدعة".

وقبيل التصويت، أعلن الرئيس نوبوا اعتقال بيبو تشافاريا -الذي يوصف بأنه زعيم عصابة تهريب مخدرات- في عملية تمت في إسبانيا.

وبينما لم يوضح نوبوا تفاصيل مشروع الدستور الجديد رأى محللون أن تظل التحديات الأمنية والاقتصادية قائمة في الإكوادور رغم نتائج الاستفتاء، وسط توقعات بألا يؤدي رفض التعديلات الدستورية إلى تغييرات ملموسة على المدى القصير.